Close ad

كريستيان ساينس مونيتور: ذكاء أوباما يجعل موقفه من إيران غامضًا

3-3-2012 | 16:52
أ ش أ
اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية أخيرا، بأنها "تصريحات وقائية "استهدف من خلالها السيطرة على سير مباحثاته المرتقبة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن الملف النووي الإيراني".

قالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت، إن القاعدة المعروفة لأي لعبة تنص على أن مفتاح مخادعة الخصم هو إقناعه بأنك لا تخدعه، لذا فإن تصريح أوباما بأنه "لا يخادع" فيما يتعلق بموقفه من استخدام القوة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي يجعل حقيقة الأمر غامضة، وهو بالتالي تصريح شديد الذكاء.

وأوضحت الصحيفة أنه في حال تأكد المؤسسات الاستخباراتية الأمريكية من وجود إيران على مقربة من مرحلة امتلاك السلاح النووي - مع العلم من الإجماع الأمريكي الحالي على عدم وجود أنشطة تتعلق بتصنيع السلاح النووي في إيران - فإن التصريح الضمني لأوباما قد يعني أن الولايات المتحدة لديها النية لخوض الحرب، غير أن ثمة عوامل ستؤخذ في الإعتبار مع قدوم هذا اليوم الذي ستتخذ فيه واشنطن قرار الحرب "منها السياسات المحلية وارتفاع أسعار النفط والوضع الراهن لتحالفات واشنطن.

وأقرت الصحيفة بأن حسابات المنفعة والتكلفة ستجرى قبل اتخاذ هذا القرار، لافتة إلى أن أوباما -أو أي رئيس آخر- سيطرح خيار "احتواء الموقف" وفقا لموعد اتخاذ القرار وما إذا كان واردا أو غير وارد.

وأشارت إلى ما صرح به أوباما بأن "سياسة الإحتواء غير واردة في التعامل مع الملف الإيراني، ذلك أن الحديث هنا يدور حول المنطقة الأكثر تقلبا في العالم، كما أن عددا من دول المنطقة لن يتسامح مع امتلاك طهران للسلاح النووي في الوقت الذي لا تملكه تلك الدول، أضف إلى ذلك رعاية إيران لمنظمات إرهابية وما سيسفر عنه ذلك من تضخيم لتهديد التكاثر النووي".

وذكرت كريستيان ساينس مونيتور أن المخاوف التي تحدث عنها أوباما هي مخاوف واقعية، وهي تضفي قدرا من المنطقية على تأكيد وجود خطوط حمراء أمام الإيرانيين في الوقت الذي يستمر فيه أوباما وحلفاؤه الأوروبيون في استخدام العقوبات والمفاوضات لوضع البرنامج النووي الإيراني تحت الرقابة الخارجية.

وأكدت الصحيفة أن تصريحات أوباما عكست تمكنه من قواعد اللعبة التي يجب أن تتمتع بقدر من الغموض، ذلك أنه صرح بأن "إسرائيل تعترف بأنني بوصفي رئيسا للولايات المتحدة لا أخادع، لكنني في الوقت نفسه لا أقدم على الإعلان بدقة عن نوايانا".

وأشارت إلى أن المناورة بصفتها إحدى قواعد اللعبة تطبق حاليا على نطاق واسع بين أوباما ونتنياهو المقبل على زيارة واشنطن خلال ساعات لحضور الإجتماع السنوي للجنة الشئون العامة الأمريكية - الإسرائيلية (ايباك)، وهي أحد أطراف اللوبي المناصر لإسرائيل، قبل أن يلتقي بأوباما.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على الرغم من أن أوباما يعد زعيم دولة تتسم بأنها قوة عظمى ، وأن نتنياهو يعد زعيم دولة صغيرة في الشرق الأوسط " إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يلقي بظلال سياساته على السياسات الأمريكية، ويعكس ما سبق سعيه الحثيث للحصول على وعد قاطع من أوباما بأن الولايات المتحدة ستخوض الحرب ضد إيران إذا ما اقتربت الأخيرة من امتلاك السلاح النووي، والتركيز المتوقع لمؤتمر (ايباك) بشكل كبير على ملف الجمهورية الإسلامية التي ينظر إليها نتانياهو والعديد من الإسرائيليين بوصفها التهديد الأكبر لأمن دولتهم.

واختتمت الصحيفة بتوقعها -نتيجة لما سبق- ظهور المزيد من التهديدات بحرب تلوح في الأفق خلال فترة انعقد (ايباك)، كما توقعت أن يستمر أوباما في التأكيد على أن "كل الخيارات ستبقى مطروحة"، لكنها أشارت إلى أن فيض التهديدات الذي سيغمر الدبلوماسية الدولية فيما يتعلق بإيران سيأتي في الوقت الذي يبدو فيه إطلاق النار بعيد كل البعد عن الانطلاق من حيث المدى الزمني.
كلمات البحث
الأكثر قراءة