Close ad

"الزي الجامعي".. رحلة تطور على مدار قرن.. وأزمة "البناطيل" تتصدر المشهد

12-10-2017 | 22:13
 الزي الجامعي رحلة تطور على مدار قرن وأزمة البناطيل تتصدر المشهدطلاب جامعة القاهرة قبل نصف قرن
محمود سعد

شهدت الساعات الماضية، جدلا كبيرا، حول الاقتراحات التي ظهرت بمجلس النواب، حول ضرورة الزى الموحد لطلاب الجامعات، في ظل صعوبة تطبيقه، مع عدم وجود أي من دول العالم تطبقها، وكون المجلس الأعلى للجامعات أرجع ضرورة الحفاظ على التقاليد وعلى الأعراف الجامعية وقدسية الجامعة دون التطرق إلى نقطة توحيد الزى للطلاب.

ومنذ نشأت الجامعة المصرية في بدايات القرن العشرين، كانت السمة المميزة هي المظهر الراقي للطلبة والطالبات والأساتذة، وكان طالب الجامعة صاحب الحظوة الكبيرة بين أهله سواء في القرية أو المدينة، ذلك أنها كانت ذات شأن كبير وكذلك العادات والتقاليد والأعراف الموجودة مع كل زمن يمر عليها.. لكن مع تغيير العقلية والنظرة لطلبة الجامعات، بدأ المظهر كما لو كان كماليا وليس شيئا أساسيا.

ففي خمسينيات القرن الماضي، ظهرت الفساتين و"الجونلات"، وهو ما أظهرته العديد من الأفلام عبر السينما، فيما اختفى الطربوش ورابطة العنق وظلت البدلة للشباب.




وجاء هذا التغيير في الزى، بعد عقود التزم فيها الطلاب بالبدلة الكاملة مع رابطة العنق منذ تأسيس الجامعة.

و مع تطور الزمن واختلاف الموضة، ظهر في فترة السبعينيات، ما يسمى بالمني جيب، وكذلك القميص والبنطلون "الشر لستون" داخل أروقة حرم الجامعة.. ومع التطور المستمر للزمن وكذلك الموضة، أصبح الملابس للطلاب تتنوع ما بين "الجينز" ، مع ظهور ما يسمى بـ"الفيزون".

العام الدراسي الماضي، شهد حالة من الجدل الكبير، بعد المناداة بمنع دخول الطلاب بـ"البناطيل المقطعة"، للحرم الجامعي حافظا على قدسيته، من خلال الدكتورة آمنة نصير عضو، مجلس النواب، وطالبت بتنفيذه مثلما فعل الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق بمنع النقاب لأعضاء هيئة التدريس داخل قاعات المحاضرات.

ومع انتفاضة، كلية التربية النوعية بجامعة المنوفية، ومطالبة الطلاب بضرورة احترام قدسية الجامعة ودخول الكلية بزي يليق بقيمة الجامعة بعيدا عن "البناطيل المقطعة"، اتخذ أيضا الدكتور سيد القاضي رئيس جامعة بنها، قرارا بمنع دخول من يرتدي "شورت أو بنطلون مقطع " لحرم الجامعة، موضحا أنه قرر ذلك لأن هذه الملابس في هذه المرحلة العمرية قد تؤدي إلى التحرش الجنسي.

كما ثار الجدل الأكبر، حول توحيد الزي الجامعي للطلاب في إطار الحفاظ على التقاليد الجامعية، بعد انتشار ظاهرة الملابس المقطعة، أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أنه لا صحة مطلقًا للشائعات التي يطلقها البعض حول توحيد الزى الجامعي.

استنكر الدكتور معوض الخولي، رئيس جامعة المنوفية، التركيز الشديد الذي ناله هذا الموضوع، وتسليط الإعلام الأضواء عليه، مطالبا بالتركيز على القضايا الأكثر أهمية والتي تخص العملية التعليمية.

وأضاف معوض، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن الحرية الشخصية ليست كذلك، قائلاً:" الحرية المطلقة مفسدة مطلقة"، وليست هي الحرية، مبينا أن هناك ضوابط التي العمل عليها وكذلك ضوابط الدين، مشيرا إلى أن الضوابط تحكم العلاقات.

وأوضح رئيس جامعة المنوفية، أن المطالبة باحترام الطلاب للحرم الجامعي من أجل التقويم لعدم توسعها، موضحا أنها "ليست ظاهرة ولا مشكلة"، ولكن يتم العمل ذلك للحافظ على الأعراف والتقاليد والقواعد والجامعية.

ولفت الخولي، إلى أن الجامعات العالمية، لديها ضوابط، مؤكدا أن هذا يأتي في إطار الحفاظ على التقاليد والسلوكيات التي نعيشها، ولم يصدر أي من القرارات الخاصة بتوحيد الزى على الطلاب داخل الجامعات.

وقال الدكتور ماجد القمري، رئيس جامعة كفر الشيخ، إنه لا يجوز إلزام الطلاب بزي موحد، مبينا إلى أن الملابس التي يرتديها الطلاب بالجامعات لابد أن تكون متفقة مع تقاليد المجتمع وقدسية الحرم الجامعي، وليس تقييدا للحريات وضوابط لها وإلا تحولت إلى فوضى.

وأضاف القمري، أن الجامعة تتدخل في وجود ما يخالف القيم والأعراف الجامعية، ومخالفة الضوابط، مؤكدا أن وجود الزي الموحد بالجامعات يصعب تنفيذه، كون المرحلة الجامعية تختلف تماما عن مرحلة التعليم ما قبل الجامعي.

وأشار رئيس جامعة كفر الشيخ، إلى أن التعليم الجامعي يعتمد على اكتساب الطالب المعلومة وتأهيله للاعتماد على ذاته، خلاف التعليم ما قبل الجامعي الذي يعتمد على الحفظ والتلقين ويسمى بالتحصيل المعرفي، لافتا إلى أن هناك كليات عملية يتطلب التعامل معها بزي موحد وليس الدخول إلى الحرم الجامعي.

كلمات البحث
الأكثر قراءة