قالت ديما الفحام، زوجة العالم الراحل، الدكتور أحمد زويل، إنه كان لآخر يوم فى حياته دائم العطش لمزيد من المعرفة، مضيفة: "أحمد كان عنده حلم أن يرى مصر فى مصاف الدول المتقدمة، تتربع على عرش المعرفة، وبات شغله الشاغل بناء صرح علمى فى مصر ليهيئ المناخ المناسب لتحصيل العلم، وكان لديه ثقة بكم، أن تصلوا لأمجاد كبرى، حال وجود الفرصة لكم، وكان يزرع البذرة التى تنبت الأمل فى كل القلوب".
وأضافت الفحام، بكلمتها خلال حفل إحياء ذكرى الراحل، الدكتور أحمد زويل، فى يوم مولده، بمسرح الجمهورية، اليوم الأحد، أن الراحل أحمد زويل، نشأ فى أحضان أسرة مصرية وترعرع فى صحن الجامع فى قرية دسوق، وكان يدرس مع أصحابه تحت إشراف إمام المسجد، ولم يخلو الأمر من وقفة عند بائع الفلافل، قائلة: "كان مفعما بالدراسة وشغوفا بالعلم، وسافر للإسكندرية ليستزيد ومنها لأمريكا، سافر مع زوجته، ورغم ركاكة لغته الإنجليزية فى البداية، دأب على الدراسة، ورغم اشتياقه لمصر كان حب المعرفة واكتشاف الأشياء أقوى من أى شيء بالنسبة له".
وتابعت: أن الدكتور أحمد زويل اختار أن يبدأ عمله فى جامعة كالتك الأمريكية، وفى مدة قصيرة لا تتجاوز 10 سنوات، بدأ يجنى ثمار تعبه فى جائزة الملك فيصل العالمية، التى حصل عليها والدها فى نفس العام، قائلة: "من هنا التقينا، وكنت دوما أقول له سعادتك فى العلم تشبه الطفل فى محل الحلويات، وتوج عمله بجائزة نوبل".
وأردفت: "أحمد، الولد المصرى الذى وصل للقمة، أحمد، الولد المصرى الذى تفوق على منافسيه، أحمد، الولد المصرى الذى دون اسمه مع العظماء، أحمد، الولد المصرى الذى تدرس اكتشافاته لكل طالب فى المدرسة، أحمد، الولد المصرى الذى حمل اسم مصر فى كل المحافل الدولية، أحمد، الولد المصرى الذى أحبه كل الناس، أحمد، هو كل المصريين".
وأشارت، إلى أن مصر كانت دوما فى باله وخياله وصوت أم كلثوم كان دائما معه، مضيفة: "كان يعشق مصر، ويعيش حلما يرى فيه مصر فى المقدمة، وأنظر إليكم اليوم، وأرى حلمه فى أعينكم، فمن أجلكم سهر الليالى يكتب وينقح، ويهاتف المسئولين لتسيير أمور المدينة العلمية، وسافر بقاع الدنيا لينتقى أحسن البرامج والأساتذة، لم يقف عند الصعاب، وكم كانت كثيرة، ولم يهب الطريق الوعرة وزادته تصميما لاجتيازه، كان لا يضيع وقتا للمهاترات، وكان يبنى جذور تعاون وصداقات مع الجميع، ما دام الهدف بناء مصر".
واستكملت زوجة الراحل العظيم: "فى ليلة فى شهر العسل كان سارحا، سألته بماذا تفكر؟ فأجابنى، أتريدين الحقيقة؟ أفكر فى التجربة التى تركتها فى مصر، وما يفكر فيه الأولاد، يقصد "المدينة العلمية"، وأدركت حينها، أننى تزوجت بشخص عشق عمله، كانت روحه مرحة يحب المزاح، ويحب طبخى، ويقول لولدينا، لن تجدا فى الدنيا من يطعمكما هذه الأكلات اللذيذة".
وأشارت، إلى أن متعة زويل الأولى كانت فنجان قهوة وسيجار، رغم تأنيبها له، قائلة:" تناقشنا فى المشاكل التى واجهت المدينة والطريقة المثلى لكتابة أى بيانات، وكنا نتشاور فى كل الأمور، هكذا كان أحمد محبا كل يوم، يتدفق بالأمل للمستقبل، وكل واحد منكم هو أحمد، هو فى كل من تحدث معه، وكل من عرفه، أحمد يدخل قلوب كل الناس من أول مرة، انظروا فى أنفسكم لتجدوه فيها، هو معكم يقول لكم، نعم تستطيع، مصر تستطيع".