Close ad

سلطان المزاج.. مسن يضل الطريق في نهاية العمر

5-3-2021 | 23:04
سلطان المزاج مسن يضل الطريق في نهاية العمر تجارة السموم البيضاء
عز الدين عبد العزيز
الأهرام المسائي نقلاً عن

رغم أنه بلغ من العمر أرذله مقتربا من منتصف عقده السابع إلا أنه مسن أسوان لم يضع فى حساباته أن عمره يجرى وينقضى فكان إصراره على تجارة السموم البيضاء، خاصة الأقراص المخدرة إصرارا غريبا وفى النهاية سقط العجوز خلف أحد المناطق الأثرية الشهيرة بين قبضة مباحث قسم أول متلبسا بحيازة تشكيلة متنوعة من أصناف السموم.

موضوعات مقترحة

فعلى مدى سنين عمره الذى تجاوز 65 سنة كان «عبده» وهو لقبه الذى اشتهر به بين أقرانه من تجار السموم يمارس كل أشكال البلطجة والسرقات واختتم مشواره فى السنوات الأخيرة بترويج المواد المخدرة فى قلب مدينة أسوان التى عاش فيها فترة طويلة بعد أن رحل عن قريته التى تقع فى شمال المحافظة.

اشتهر تاجر السموم فى صغره بحدة طباعه خاصة بعدما فقد أبيه الذى كان يقوم سلوكه كلما انحرف أو مال فكان عنيفا فى معاملاته وكأنه ينبئ بمولد نجم جديد فى عالم الشر وبعد التحاقه بهذا العالم بمحض إرادته حاول جاهدا أن يصنع اسما له دلالة على الشر فاختار لنفسه لقب «سلطان».

كان من الطبيعى أن يفلت زمام «عبده» بعد أن التقى مجموعة من محترفى الإدمان فساقوه إلى هذا الطريق الذى جعله يفقد مورد رزقه من العمل فى سوق الخضروات والفواكه وبمرور الأيام اتجه للعمل ناضورجيا بأحد شبابيك تجار الكيف بمدافن المدينة التى لا تبعد كثيرا عن محل إقامته.

مرت السنوات وأحلام الثراء تراود «عبده» بعد أن لمس بنفسه ماجناه التاجر الكبير من أموال حرام اغترفها من تجارة السموم البيضاء وصمم على أن يسلك مسلكه.

بعد شهور قليلة من بداية طريقه فى تجارة المخدرات فكر «عبده» فى حيلة جديدة للتمويه على الأجهزة الأمنية وانتقل للإقامة خلف إحدى المناطق الأثرية واستأجر مسكنا شعبيا واهما الجيران بقيامه بتربية المواشى والطيور وبيعها فيما بعد بينما فى الحقيقة كان يتخذ من هذا المسكن وكرا لترويج السموم وقرر البدء فورا فى تجارة الأقراص المخدرة.

كان للأقراص المخدرة مفعول السحر فى إغراء «عبده» الذى كان متخيلا نفسه أنه اقترب من أن يمسك بنجوم السماء ومع طموحه الذى لم يكن له سقف تاجر فى جميع أصناف المخدرات التى ذاع صيته من خلالها ورغم محاولات القبض عليه من قبل إلا أنه كان دائم الهروب تارة من خلال دعم الناضورجية وابلاغه بتحركات الأجهزة الأمنية وأخرى بسبب نشاطه الليلى فى بعض المناطق البعيدة المتاخمة للجبال.

لم يستمر الأمر طويلا؛ حيث جاءت توجيهات اللواء عصام عثمان مدير أمن أسوان لمعاونيه صارمة وحازمة حيث كلف اللواء أحمد الراوى مدير المباحث الجنائية بمواصلة ضبط الخارجين عن القانون وعلى رأسهم تجار السموم البيضاء.

تم عقد اجتماع مع رؤساء مباحث الأقسام لاستعراض أهم المطلوبين من مروجى المخدرات بكافة أنحاء المحافظة وتكثيف التحريات حولهم لجمع المعلومات تمهيدا لشن الحملات عليهم.

ومن خلال إجراء التحريات التى قام بها فريق ضم معاونى مباحث قسم أول برئاسة الرائد محمود الباجا تم التوصل إلى معلومات تفيد قيام «عبده» بممارسة تجارة الأقراص المخدرة خلف إحدى المناطق الأثرية بالمدينة وأضافت التحريات التى أجراها فريق البحث بأن المتهم المعروف بلقب «عبده» قد تجاوز سن الخامسة والستين من عمره وأنه يقوم بترويج السموم فى أكثر من منطقة مستعينا بعدد من الصبية.

عقب تقنين الإجراءات تم إعداد مأمورية شارك فيها كل من النقباء محمد صابر معاون المباحث وعمرو جوهر ومصطفى إسماعيل ومحمود هلال وفى التوقيت المحدد وعقب تحديد مداخل ومخارج المنطقة المستهدفة داهم رجال المباحث وكر المتهم و تم ضبطه وبحوزته كمية من الأقراص المخدرة وطرب حشيش وكمية من الأفيون ومبلغ مالى كبير حصيلة البيع وهاتفا محمولا.

تم تحريز المضبوطات وبمواجهة المتهم اعترف بحيازتها بقصد الاتجار والترويج فتم تحرير المحضر اللازم وإحالة الواقعة إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: