في غضون ثلاثة أيام، وقعت أكثر من ثلاث جرائم أسرية مروعة، جسدت حقيقة المشاهد المأساوية التي ترصدها السينمات بين سطور سيناريوهاتها حزينة يقتل الأب فيها ابنه أويعذب ابنته.
موضوعات مقترحة
خلال السطور التالية ترصد "بوابة الأهرام" أكثر الجرائم الأسرية بشاعة التي ارتكبتها آباء في حق الطفولة دون مبالة من الجاني.
وقف بين الجميع وسط الشارع، وبدأ في انتزاع ملابسها دون شفقه أو رحمة..قبل ساعات قليلة وداخل إحدى قرى المنصورة بمحافظة الدقهلية، تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فيديو لشخص في أثناء تعديه بالضرب على طفلة رضيعة وجردها من ملابسها حتي "البامبرز"، غير مهتم بصرخاتها المفزعة التي أثارت حفيظة كل من شاهد تلك الجريمة في الشارع، وشرع الأب (الجاني) في محاولة إشعال النيران بجسد طفلته؛ ولكن محاولته باءت بالفشل بعدما تدخل الأهالي.
"كنت خايف منه يعمل حاجة في أخواته أو في"..بتلك الكلمات بدأ الأب المتهم بذبح نجله بقرية "ديبو عوام" التابعة لمركز المنصورة، اعترافاته أمام جهات التحقيق، مشيرًا إلى أن ابنه مريض ومصاب بكهرباء زائدة بالمخ وتنتابه حالات هياج وتسبب فى العديد من المشاكل؛ مضيفًا أنه قبل الواقعة بأيام سمعه يتحدث داخل الحمام عن قتل شقيقته الصغرى بسبب إحساسه بأنها الأحب إلى والديه، وقال الأب (الجاني) "خفت عليه أن يرتكب جريمة أو يتعب في حياته فقررت أقتله وأرتاح" .
وأقر الجاني خلال التحقيقات، أنه وفي يوم الواقعة اصطحب ابنه - المجني عليه - إلى صيدلية واشترى"مشرط" -سلاح الجريمة- وقام بذبحه في منطقة نائية بالقرية، وترك الجثة وبعدها بأيام عثر الأهالي عليها وتم إبلاغ قسم الشرطة .
"كنت عاوز أربيه وأطلعه راجل"..في جريمة أخرى من جرائم الأسره أقدم شخص على قتل نجله بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، بعدما تعدى عليه بالضرب حتي لفظ أنفاسه الأخيره وسقط جثة هامدة بين يد والدته بحجة التربية، وتبين من مناظرة جثة الطفل وجود إصابة بجرح غائر في منطقة الرأس أحدث نزيفا داخليا، وتحول لون الوجه إلى اللون الأزرق؛ وبسبب البكاء المستمر قامت سيدة بقتل أبنة زوجها البالغة من العمر 3 سنوات بمدينة 6 أكتوبر، وجرى عمل المحضر اللازم لكل واقعة، وإخطار النيابة التي تولت التحقيقات.
يقول الدكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ علم الاجتماع، إن مثل تلك الجرائم لا يقدر الإنسان الطبيعي ارتكابها خاصة أن المجني عليه أقرب المقربين إليه، مشيرًا إلى أن مرتكب تلك الجريمة في حق طفله لابد من وجود خلل نفسي أو عقلي لديه يتسبب في ارتكابه للجريمة، بالإضافة إلى توافر عدة ظروف تؤدى لوقوع جرائم القتل منها عدم الإلمام بالأمور الدينية من قبل الجاني، وفهمها الفهم الصحيح، الشك والتوتر الزائد، والتربية والتنشئة الاجتماعية غير الصحيحة، مشيرًا إلى أن الاضطراب النفسي يتسبب في حث المريض على ارتكاب الجرائم دون وعي منه.
ويقول أحمد فخري أستاذ علم النفس، رئيس قسم العلوم الإنسانية بجامعة عين شمس، "هناك أنواع للاضطرابات النفسية والعصبية، والتي يسببها الألم وأنواع من الاكتئابات الحادة تؤدى بالمريض إلى الإقدام على الانتحار أو ارتكاب جرائم ضد المقربين إليه بدافع الشك أو التوتر الزائد، ومنها الوسواس القهري نتيجة الأزمات والظروف المادية المحيطة والضعوطات التي يمر بها المريض.
وأضاف فخري في تصريحات خاصة لـ "بوابة الأهرام"، أن هناك أمراضا عقلية تتعلق بأسباب وراثية، مشيرًا إلى أن نتيجة الإهمال وعدم متابعة حالة المريض من الأهل وعدم الاعتناء به يتسبب كل هذا في ظهور الضلالات الفكرية والأفعال غير المسيطر عليها بالإضافة إلى ظهور الهلاوس السمعية والبصرية من شأنها حث المريض على ارتكاب أفعال غير متوقعة وبأذى شديد.
ونوه إلى أن تلك الهلاوس التي تصيب المريض من شأنها أن توصله إلى حالة من الشك بالمحيطين به، والإقدام على ارتكاب أفعال مثل جرائم القتل بدافع الحب الزائد عليهم بسبب سوء تصرفاتهم التي تضر بهم في حد فهمه، وأنه بتلك الطريقة يحميهم من أفعالهم وتصرفاتهم وأنه ينجو بنفسه وبهم بارتكاب تلك الجريمة .