تواجه عدد من الأسر المصرية، كارثة كبرى على حين غفلة، تحديدًا خلال الشتاء، في حال ما إذا وقعت عملية «تسرب غاز»، وهو ما يؤدي إلى حالات اختناق يترتب عليها وقوع وفيات، في ظل ما هو معروف من أن تسرب الغاز ينتج منه خسائر في الأرواح دون أي سابق إنذار.
موضوعات مقترحة
ومع بداية البرودة النسبية في الجو، تسبب تسرب الغاز في مصرع 3 أشخاص، في واقعتين مختلفتين، وذلك منذ دخول فصل الخريف في 23 سبتمبر الماضي.
وجاءت الواقعتان في محافظة واحدة هي الشرقية، وتحديدًا في منطقتي العاشر من رمضان وديرب نجم.
ففي شهر ديسمبر، لقيت عروسة مصرعها بعد أسبوع من الزفاف، فيما تم إنقاذ زوجها في اللحظات الأخيرة وتم وضعه على جهاز تنفس حتى تحسنت حالته.
البداية عندما تلقت مديرية أمن الشرقية، إخطاراً يفيد وصول" مروة. ع. م. س"، 26 سنة، ربة منزل، مقيمة بالعاشر من رمضان، إلى المستشفى جثة هامدة، و" أحمد. ع"، 24 سنة، عامل (زوجها)، مصابًا باختناق وضيق بالتنفس، وتم وضعه على جهاز التنفس وحالته مستقرة.
وتبين من التحريات وأقوال شهود العيان، أنهما متزوجان منذ أسبوع، وأثناء قيامهما بالاستحمام أصيبا باختناق نتيجة تسريب غاز السخان، وتوفيت الزوجة فيما استغاث الزوج بأسرته المقيمة بالعقار، فسمعت والدته صوت استغاثته، وفتحت باب الشقة بمفتاح احتياطي، فوجدتهما في الحمام.
تم نقلهما إلى المستشفى وتبين وفاة الزوجة، وتم وضع الزوج على جهاز تنفس، وتم إخطار نيابة العاشر من رمضان، التى طلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وفي ديرب نجم بالشرقية أيضًا، شهدت قرية طحا المرج في أكتوبر الماضي، مصرع زوجين بعد أقل من 24 ساعة من الزفاف بالقرية.
تلقت مديرية أمن الشرقية إخطارا يفيد ورود بلاغ من مركز شرطة ديرب نجم ، بوفاة عروسين بعد ساعات قليلة من زواجهما.
بالانتقال والفحص وإجراء معاينة أولية تبين مصرع كل من "محمد. أ" مهندس، وزوجته "شيماء. أ" مهندسة؛ وأن مصرعهما جاء بسبب تسرب الغاز داخل مسكن الزوجية.
وبذلك فإن إجمالي عدد ضحايا تسرب الغاز في المنازل منذ بداية 2020 حتى اليوم، وصل إلى 24 شخصًا، في 6 محافظات مختلفة شهدت 9 وقائع تسريب غاز.
والمحافظات التي شهدت وقائع التسريب منذ بداية 2020 حتى اليوم، هى: الجيزة (3 وقائع)، الشرقية (واقعتان) القاهرة (واقعة واحدة)، الفيوم (واقعة واحدة)، المنوفية (واقعة واحدة)، القليوبية (واقعة واحدة).
وتركز نصف عدد وقائع تسرب الغاز في يناير 2020 الذي شهد 4 وقائع، ثم فبراير ووقع خلاله حادثان تسريب، بينما وقع في مارس حادث وحيد، ثم حدث اختفاء تام على مدار 6 أشهر (أبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس، سبتمبر)، قبل أن يشهد أكتوبر واقعة واحدة، وديسمبر واقعة أخرى.
عشر دقائق
قال الدكتور إيهاب محمود خليفة، أخصائي الأمراض الصدرية بمستشفى شبين الكوم بالمنوفية، إن تسرب الغاز في أي شقة سكنية يظهر تأثيره السلبي بعد حوالي 10 دقائق على من يتواجد داخلها، لأنه هذا الغاز يحل محل الأكسجين اللازم لإتمام عملية التنفس بشكل طبيعي، لذا فإنه بدلًا من أن يتنفس الشخص المتواجد داخل الشقة للأكسجين فإن الرئة تستقبل مكانه الغاز، ومن ثم تتشبع به ويلفظ أنفاسه الأخيرة خاصة أن جسم الإنسان لا يمكنه الاستغناء عن الأكسجين.
وأضاف "خليفة" لـ"بوابة الأهرام"، أنه مع غياب الأكسجين عن الرئة، ودخول الغاز بدلا منه، يبدأ الإنسان في الشعور بحالة اختناق دون أن يشعر، خاصة أن الغاز ليس له رائحة ويتسرب إلى الجهاز التنفسي للإنسان في هدوء شديد حتى تكتمل الكارثة ويفقد الإنسان حياته.
وأشار إلى أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة بالصدر كالربو والتليف الرئوي والسدة الرئوية، يكون تأثرهم أسرع من غيرهم، ويمكن أن يتسبب تسرب الغاز في قتلهم خلال دقائق معدودة للغاية، لذا فإن شركات الغاز تشدد على اتباع نظام تهوية معين قبل توصيل الخدمة، إضافة إلى أهمية أن يترك كل مواطن تحديدًا قبل النوم منافذ للتهوية تحسبًا لأي أمر عارض.
إرشادات عامة
ومن جانبه، صرح اللواء عبدالعزيز توفيق، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية سابقا، لـ"بوابة الأهرام"، أنه يجب على كل شخص عند الشعور بانتشار روائح الغاز في كل مكان بالمنزل فتح النوافذ للتهوية وضمان خروج الرائحة من المكان حتى لا تتسبب في حالات اختناق وتسمم.
وأضاف "توفيق"، أنه من الضرورة أيضًا في تلك الحالة، إغلاق جميع مصادر الكهرباء حتى لا تتسبب في شرارة أو ماس كهربائي ينتج منه حرائق، وإغلاق مصادر الغاز الرئيسية حتى تنخفض نسبة الغاز المتسرب ومن ثم تسهم في الحد من نسبة المخاطر، وكذلك عدم تشغيل أي أجهزة كهربائية في المنزل تفاديًا لإنبعاث الحرارة منها ومن ثم التسبب في الاشتعال أو الحرائق.
وحذر «توفيق» من التدخين أو إشعال أي مصدر لهب بالقرب من الغاز المتسرب، مع ضرورة إبلاغ الطوارئ أو الشركات المتخصصة في إمداد الغاز للمنازل للوقوف على ملابسات التسرب بشكل فوري.
وأشار إلى أنه في حالة اختفاء رائحة الغاز يجب الاستمرار في تهوية المنزل لمدة ساعة على الأقل قبل تفقد مكان التسرب، مع ضرورة فحص مواسير أو أسطوانات الغاز والمحابس بشكل دوري للتأكد من سلامتها وخلوها من أي ثقب أو كسر، مع مراعاة تركيب السخانات في أماكن تمتاز بالتهوية الجيدة منذ البداية، وعدم تثبيته في الأماكن المغلقة.
ونصح "توفيق" كل مواطن بأن يغلق كل منافذ ومفاتيح الأجهزة التي تعمل بالغاز عند النوم، وفي مقدمتها محبس الغاز العمومي، وعدم تشغيل البوتاجاز لإعداد الطعام في حال الخروج لقضاء مهمة خارجية حتى ولو لوقت قليل.