Close ad

أحمد مثال للشهامة.. أنقذ طفلتين و مات أسفل عجلات قطار العياط | صور

27-9-2019 | 15:55
أحمد مثال للشهامة أنقذ طفلتين و مات أسفل عجلات قطار العياط | صور أحمد فراج الضحية
هاني بركات

لم يفكر في أن لديه 3 أطفال أكبرهم لم تتعد 5 سنوات، أو أنه عامل بسيط ولن يترك لهم إرثا أو معاشا، هي لحظة اتخذ خلالها القرار دون أن يتردد عندما شعر أن إحدى هاتين الطفلتين قد تكون ابنته، وأن القطار سوف يدهسها في مشهد مهيب تقشعر له الأبدان، و كأنه أصر علي الموت فداء لهاتين الطفلتين بعدما ألقى إحداهما بعيدا عن القطار واحتضن الثانية، ورقد أسفل القطار لتنجو هي بينما يموت منقذها، و كأنه أخذ من عمره و أعطاها دون أن يعرفها أو تكون له صلة قرابة بها تلك هي الشهامة.

موضوعات مقترحة

اتشحت قرية كفر عمار إحدي قري مركز العياط بالجيزة بالسواد يوم الخميس الماضي، حيث كانت علي موعد مع حادث تكاد القلوب تتوقف عند رواية تفاصيله فقط و ليس رؤيته لشاب بسيط سطر اسمه بأحرف من ذهب في سجل الشهامة و الرجولة مجسدا اسما معاني التضحية في موقف لم يكن ليلومه عليه أحد إن لم يتدخل، فكما يقول المثل الشعبي لا يستطيع أحد أن يقف أمام القطار ففي مشاهد أفلام الأكشن يكاد المشاهد أن يتوقف قلبه و هو يعلم أنه تمثيل.

شاء القدر أن يمر احمد فراج الشاب الثلاثيني بجوار شريط السكك الحديدية بقريته الساعة الثانية ظهرا ليشاهد طفلتين أثناء عودتهما من المدرسة الابتدائية و تعبران شريط السكك الحديدية من مكان غير مخصص لعبور المواطنين، و لمحت عينيه أن القطار علي بعد أمتار منهما و لم يكن هناك وقت للتفكير فما هي إلا لحظات حتى انطلق احمد فجذب أحداهما و ألقاها بعيدا، بينما احتضن الثانية و رقد أسفل القطار في مشهد مهيب توقف قلب كل من شاهده.

بعد مرور كل عربات القطار وجد شهود العيان احمد راقدا يحتضن الطفلة فانطلقوا نحوهما ليفاجئوا بان الطفلة لازالت علي قيد الحياة بينما احمد قد لقي مصرعه و تكاد عيونهم تقطر دما فهم ليسوا أمام مشهد من فيلم رعب بل هي حقيقة تجسد اسمي معاني التضحية شهامة منقطعة النظير، و ظلت الطفلة لدقائق حتى استردت وعيها بينما منقذها قد فاضت روحه إلي خالقها لتتعالي الصرخات المدوية بالقرية فلم يعرف أهلها هل يبكون حزنا على موته أم يتباهون بان من بينهم من يملك تلك القدرة على التضحية بذاته دون تردد أو تفكير لإنقاذ طفلتين لا تربطه بهما صلة قرابة.

ففي الوقت الذي ولدت فيه هاتان الطفلتان من جديد بعدما فداهما أحمد و قدم حياته قربانا للقطار حتى ينقذهما من الموت ترملت زوجته، و أصبحت بناته الثلاثة يتيمات، و هن اللاتي تبلغ أكبرهن ريهام ( 5 سنوات) ومكه ( 3 سنوات) وليان أصغرهن ( 6 أشهر فقط)، فلم تكاد أكبرهن أن تحفظ معالم وجه أبيها، و الصغير حرمت من كلمت ( بابا) قبل أن تنطقها بل إن الأشد قسوة أن والدهن لم يترك لهن إرثا أو حتى معاشا يقتاتون منه، فهو الذي توفي والده و هو صغيرا و اجتهد علي الرغم من عدم حصوله على قسط كافي من التعليم فقام بفتح ورشة لإصلاح إطارات السيارات كانت هي مصدر دخله للإنفاق علي أسرته الصغيرة ، التي كانت تنتظره لتناول الغداء مجتمعين كعادتهم، لكنه لم و لن يعود.

أصبح أحمد رمزًا للتضحية حيا و ميتا و هو ما أكدته جنازته المهيبة التي احتشد فيها أهالي القرية و القرى المجاورة من يعرفه و من لا يعرفه.


 احمد فراج الضحية احمد فراج الضحية

جنازة احمد فراج جنازة احمد فراج
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: