داخل منطقة إمبابة بالجيزة، عاش المهندس " سمير" وسط جيرانه وأصدقائه يتقاسم معهم أحزانهم وأفراحهم، يتقرب من الجميع وعرف بسيرته الطيبة، ولكن سرعان ما رحل عن عالمهم، تاركا بصمة من الحزن على وجه كل من تعامل معه.
موضوعات مقترحة
صرخات وحالة من الإغماء أصابت البعض، وآخرين يحاولون صعود البلكونة لعل المهندس سمير وأسرته على قيد الحياة، ولكن القدر قد وضع حكمه في هذه الليلة لتسقط الأسرة المكونة من 5 أشخاص جثث هامدة بعد تسرب الغاز من مأسورة السخان.
التقت "بوابة الأهرام"، بوالدة المهندس "سمير"، والتي كلما أفاقت للحياة تتذكر هول المنظر لتدخل في حالة من الإغماء، وبدموع لا تهدأ أجابت: يقطن نجلها بالطابق العلوي من شقتها مع أولاده الثلاثة وزوجته، ولم تكن تعلم بتسرب الغاز من الشقة مرددة "مكنش فيه أي ريحة ظهرت".
وأكملت قام أحد أصدقاء نجلها بالاتصال به أكثر من مرة لم يجب على هاتفه فزاد قلقه لاتفاقهم على الذهاب لمكان ما في ذلك الوقت، مما اضطر إلى الذهاب إلى شقته ولم يجب أحد وإذا برائحة غاز تنبعث بشدة.
في ثوانٍ معدودة نزل للشارع وأخبر الجميع وتوجهوا إلى الشقة التي كانت محكمة القفل، فما كان أمامهم سوى إحضار سلم والدخول من بلكونة الشقة.
منظر لم ينس للأم المكلومة وصديق العمر، إذ بجثة المهندس سمير ملقاة على وجهه داخل صالة الشقة، وكذلك زوجته داخل الحمام، ونجلتها على سريرها، والتفاف نجليه الأكبر والأصغر على سريرهما وقد فارقوا الحياة.
لم تتحمل الأم ذلك المشهد الصعب وهذه الليلة السوداء حتى أغشي عليها، ورجح البعض أنها فارقت الحياة من هول ما شاهدته.
وقال آخر حاول الأهالي إخراج الجثث واحدة تلو الأخرى عن طريق السلم وسط ذهول الجميع حتى قام الأهالي بإخراجهم جميعا، وتأكدهم من أن الجثث الـ 5 جميعها فارقت الحياة وليس مجرد حالات إغماء من الغاز المنبعث.
وأسدل الستار عن المشهد المأساوي بانتقال الجثث لمشرحة زينهم، وفي اليوم التالي أقام الأهالي سرداقا لتلقي عزاء المهندس سمير وأسرته، والذي عرف بسيرته الطيبة وسمعته الحسنة وسط جيرانه ليترك والدته تذوق مرارة الألم والحزن طيلة حياتها لمشهد لم ينس.
تلقى قسم شرطة إمبابة، بلاغا من غرفة عمليات النجدة بالقاهرة يفيد بتلقيهم بلاغا من الأهالي بالعثور على جثث 5 أفراد من أسرة واحدة نتيجة تسرب غاز من سخان شقتهم، تم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.