Close ad

"إعدام البراءة".. آباء يقتلون أطفالهم بدم بارد.. و"خبراء" يرصدون الأسباب

8-12-2018 | 07:19
إعدام البراءة آباء يقتلون أطفالهم بدم بارد وخبراء يرصدون الأسباب جثة - أرشيفية
أميرة شعير

انتشرت في الآونة الأخيرة، ظواهر مؤسفة ومخالفة للفطرة البشرية السوية شهدها المجتمع لاسيما بعد تفشي ظاهرة قتل الآباء لأطفالهم الصغار بدم بارد لينفذوا أحكامهم الشخصية بإعدامهم، وكانت الواقعة الأخيرة بقيام عامل بالجيزة بإلقاء أطفاله الثلاثة في نهر النيل، آخر تلك الجرائم.

موضوعات مقترحة

حيث أقدم عامل بالجيزة على إلقاء ثلاثة من أولاده في نهر النيل، وهم "محمد" 3 سنوات، و"ملك"، 11 سنة، و"عمرو"، 8 سنوات، ثم تخلص من حياته وألقى بنفسه للهروب من جريمته، وكان ذلك بسبب خلافات بينه وبين زوجته.

"بوابة الأهرام" تحاول البحث عن أسباب تلك الجرائم التي هزت الرأي العام في الفترة الأخيرة، من الناحية النفسية والاجتماعية، حرصا على تقديم الحلول في محاولة لمنع تلك الوقائع الخطيرة.

يُعلق الدكتور محمد هاني، أخصائي الصحة النفسية والشئون الأسرية، قائلًا: "إن المشاكل الأسرية والظروف المادية من أحد الأسباب التي تدفع الإنسان للدخول في نوبات الاكتئاب الحادة".

وأضاف هاني: "بعد أن يكون الإنسان أسرة وفي ظل المشاكل المادية، يصل لمرحلة أن الحياة شبه انتهت ولا فائدة منها، وشعوره الدائم بالعجز، فيبدأ بالتعمق تدريجيًا في الاكتئاب ويفقد قدرته في الاستمتاع عن كل الأشياء في حياته وتكثر حالات الإحباط لديه".

وأوضح أنه في ظل تلك المشاكل، يشعر الإنسان أنه ليس له دور في الحياة، فيصل للميول الانتحارية والصراعات والأفكار التي تدفعه على التخلص من أولاده مثلًا بسبب اعتقاده أنه السبب في مجيء هؤلاء الأطفال وسوء معيشتهم وعدم قدرته على توفير الحياة الترفيهية لهم وتلبية متطلباتهم".

وأشار هاني إلى أن عقل الزوج الذي يعاني مشاكل مع زوجته وتعثر مادي يبدأ بإقناعه أنه لا يصلح أن يكون أبًا، فيندمج داخل هذا الصراع ويُصر على التخلص من أبنائه حتى لا يعيشوا تحت وصمة عار أو يتشردوا ويعيشوا مهددين بعد انهيار الأسرة وانفصال الأزوج اعتقادًا منه أنه يخلصهم من أي مشاكل تصيبهم مستقبليًا.

وأكد هاني أن البعض في ظل المشاكل قد يلجأ لتعاطي المواد المخدرة ويكون من الممكن أن تزداد تناول للجرعة في بعض الأحيان مما تؤدي لحدوث كوارث وأفعال لا إرداية.

واستكمل: "يجب أن نضع في عين الاعتبار أن هذه النوعية من الأشخاص ينتصر عليهم صراع الشر، فتكون نفسه ضعيفة ومهلهلة من الداخل ومتخبط نفسيًا وعشوائيًا، فأي طفرة بالنسبة له تدمره وتقضي عليه وتجعله يفكر بطريقة غير إرداية".

فيما قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجمعة عين شمس، "إن إنجاب الأطفال في عدم وجود القدرة على التربية أمر في منتهى الخطورة، ليس من الناحية الاقتصادية فقط بل من الناحية الاجتماعية والنفسية، فهناك الكثيرون ممن ينجبوا الأطفال وهم يفتقرون مقاومات تربيتهم بشكل سليم، كضيق الوقت وقلة المسئولية والوعي عن حياة جديدة، وعدم امتلاك لا الجهد ولا القدرات للتربية".

وأضافت: "كثير من الرجال في هذا الوقت يتعاطون المخدرات، لذلك لا يصح أن نلقي اللوم فقط على سوء الأحوال الاقتصادية وإهمال الناحية الاجتماعية والسيكولوجية، فمن المفترض أن قرار الإنجاب وتكوين أسرة قرار صعب إلا أن الإنجاب هنا لمجرد الشكل الاجتماعي أمام الناس، بخلاف المجتمع الغربي الذي لا يأخذ خطوة الإنجاب إلا في وجود القدرة على إدارة الأبناء وتربيتهم".

وتابعت "خضر": "نحن نحتاج إلى مراجعة حياتنا، لأننا أصبحنا نفتقر التوعية والثقافة وأصبح كل شغلنا الشاغل في الطبخ والتجميل والدراما، فصار هناك فقرا في المحتوى الإرشادي والتثقيفي وإشباع الرغبة في الفهم والفكر، فقط ونستهدف حياتنا كلها في (الطعام والمادة)".

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: