فوجئ أهالي منطقة المشروع الأمريكي بحلوان، ظهر الجمعة الماضي، بصوت انفجار شديد يقطع حدة الهدوء، أعقبه سقوط حائط وتطاير أشخاص، كمشهد سينمائي علي شاشات القنوات التليفزيونية، ليسرع الأهالي على صوت الانفجار الضخم الذي راح ضحيته زوجان في العقد السابع من عمرهما، وإصابة أطفال وتدمير سيارتين، والسبب ماسورة غاز طبيعي بإحدى الشقق السكنية بالحي.
موضوعات مقترحة
تم عمل كردون أمنى بالمنزل، تحسبا لسقوط أي أجزاء من المنزل علي المارة بالشارع، علي الجانب الآخر يتجمع بعض شباب الحي لمنع أشخاص من الصعود أو المرور أسفل العقار المنهار.
التقت "بوابة الأهرام"، "طارق عبدالله"، نجل الضحيتين، اللذين لقيا مصرعهما جراء الانفجار.
لم يعلم طارق أن تركه مسكنه بالطابق الرابع والانتقال إلى الطابق الثالث، لإراحة والديه سيكون سببا في وفاتهما، وإصابته وأسرته نتيجة انفجار ماسورة الغاز، بعد حدوث تسريب.
وأكمل طارق حديثه: "قبل ١٥ يوما علمت أن الأسرة التي تقطن بالطابق الثالث عزلت، فأسرعت وطالبت من صاحب العقار استئجاره حتى أريحهما من الصعود علي السلم، ولم يمض أكثر من أسبوع علي مكوثهم بها حتى تم تسريب غاز أدى إلي تطايرهم جثث هامدة بالشارع".
والتقطت "أم أشرف" أطراف الحديث قائلة: "أبويا وأمى كبار في السن، وده سبب أن صاحب البيت يأجر الشقة، وبعد أقل من أسبوع اشتم أحد الجيران رائحة غاز في الشقة، فقمنا بإبلاغ الجهة المختصة لبيان أسباب انبعاث الرائحة ومنعها".
وقال محمد أحد قاطني المنطقة: "حضر فنيون من الشركة في نفس اليوم، وأجروا صيانة لمحبس الغاز الخاص بالشقة التي شهدت الانفجار، وطمأنوا الأهالي (ماتخافوش خلاص صلحنا العطل ومش هيحصل تسريب تاني)".
وعاد طارق ليلتقط أطراف الحديث مرة أخرى، بعد علمي بإصلاح المحبس شعرت بالاطمئنان علي أبي وأمي، لكن بعدها بأيام كانت الكارثة، وحدث انفجار بذات الشقة التى يقطنها والداى يوم الجمعة، تؤدى لمصرعهما وإصابته وزوجته وأطفاله الثلاثة بكدمات وجروح خطيرة.
بعد الكارثة، ترك الابن منطقته بعد وفاة والديه، وقطن بعيدا عن المنطقة تاركا سيرة طيبة لكل من تعامل معهم ليرحل بعيدًا لعله يتناسى مرارًا ما حدث.
.
.