حملت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإفراج عن الغارمين والغارمات من السجون بعد سداد ديونهم، من خلال صندوق تحيا مصر وأهل الخير، عدة فوائد مُهمة للمجتمع المصري.
موضوعات مقترحة
وكلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتاريخ 15 يونيو من العام الجاري، وزير الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لسداد مديونيات كل الغارمات من خلال صندوق تحيا مصر.
وبناءً على تلك المبادرة، أفرج قطاع السجون عن نحو 2000 من الغارمين والغارمين، فيما تواصل وزارة الداخلية العمل على فحص باقي حالات كل من يشملهم مبادرة رئيس الجمهورية.
قال الخبير الأمني، اللواء مصطفى باز، رئيس قطاع السجون الأسبق، إن قرارات الإفراج عن الغارمين والغارمات الذين اضطروا للاستدانة أو القسط المادي لتجهيز أبنائهم للزواج وعجزوا عن سداد ديونهم، له 3 فوائد: إنسانية، ودينية، وأمنية. وجميعها تصب في صالح المجتمع.
وأضاف "باز"، لـ"بوابة الأهرام"، أن تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي أولاً، وأهل الخير ثانيًا، لإخراج من قادته الظروف للوقوع في هذا الفخ، ومن ثم رفع دعوى قضائية ضده والحكم عليه بالحبس عمل إنساني ينقذ آلاف الأسر من مصير مجهول.
وأوضح أن الفائدة الثانية لتلك القرارات أنها تأخذ جانبًا دينيًا خاصة أن الأديان تنص على التكافل وأن يساعد الأغنياء الفقراء ومن بينهم الغارمين والغارمات الذين سيشعرون بالتأكيد أن الدولة والمجتمع لم ترتض تركهم في السجون بسبب ضيق الحال.
وشدد على ضرورة إعلاء قيمة التكافل التي بدأتها الدولة، سواء من خلال صندوق تحيا مصر الذي تأسس أو من منظمات المجتمع المدني التي تتكفل بمثل هذه الحالات، وتؤدي دورها الاجتماعي على أكمل وجه بعيدًا عن أهواء ومصالح.
وأشار رئيس قطاع السجون الأسبق، إلى أن الفائدة الثالثة أمنية من خلال إضافة نوع من السلام الاجتماعي يكون له أثره الإيجابي في تعزيز روح الولاء والانتماء للوطن، موضحًا أن تلك القرارات لا يكون أثرها على الغارمين فقط، بل يمتد أثرها لأسرهم والمنطقة المحيطة بهم ومن ثم سينتقل الشعور الوطني لكل هؤلاء دون استثناء.
وأوضح أنه يبقى خطوة مهمة للغاية بعد قرارات الإفراج، وهو تنظيم ندوات تثقيفية للغارمين قبل التوجه لمنازلهم، للتركيز على ما بذل من جهد حتى يقدروه ولا ينسوه، وكذلك حتى لا يعود أيًا منهم إلى السجن مرة أخرى في قضية مماثلة، بدعوى أن الدولة ستعمل على إخراجه مرة ثانية من هذا المأزق.
وأكد أن أهمية تلك الندوات التثقيفية التي سيديرها رجال دين وخبراء نفسيون واجتماعيون، هي ألا تتحول الإنسانية الجميلة إلى فوضى خاصة أن الغارم عندما يستمع للمحاضرين في الندوة سينقله إلى أقاربه، كما أن تلك الندوات ستؤكد له أنه عاد إنسانًا صالحًا للمجتمع، وستعمل على تحذيره من أن يعود مرة ثانية لتلك الأزمة.