شهد الأسبوعان الماضيان عددًا من القضايا الجنائية، والتي شغلت الشارع المصري بشكل كبير، وتحولت إلي رأي عام، واهتمت مختلف وسائل الإعلام وبرامج التوك شو، ومواقع التواصل الاجتماعي، بهذه القضايا، والتي طالبت رجال الأمن بوزارة الداخلية بسرعة التدخل لحل اللغز والتوصل إلي الجناة لتقديمهم إلي العدالة.
موضوعات مقترحة
وشغلت 5 قضايا خلال تلك الفترة الرأي العام، لما تمثله هذه القضايا من فجاعة، وخطورة على الحقوق الأساسية للمواطن والطفل أيضًا، كما استغلها عدد من أعداء الدولة لاختلاق إشاعات وتصدير صورة غير حقيقية عن الأمن في مصر.
جاءت علي رأس هذه القضايا، العثور علي جثث 3 أطفال محروقين بالطريق العام بمنطقة المريوطية، ومقتل ربة منزل، ونجليها، حفيدي الفنان المرسي أبو العباس، وجريمة تعذيب مواطنين من خلال استخدام كلاب شرسة، وخطف طفل من أهله بمنطقة الشروق وطلب فدية ضخمة.
ونجح رجال الأمن بوزارة الداخلية، بقيادة اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، كالعادة في اجتياز الاختبار، وتمكنوا من حل هذه القضايا، وضبط الجناة في زمن قياسي، لم يتعدي الأسبوع فور تلقي البلاغ.
طفل الشروق
أحفاد الفنان المرسي أبو العباس
كانت أولي هذه القضايا، عندما تصدرت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، واقعة خطف طفل من سيارة بمدينة الشروق، وفور تلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا بالواقعة، من موظفة بأحد البنوك لقسم شرطة الشروق، بقيام مجهولين باختطاف نجلها (البالغ من العمر 7 سنوات) من أمام مسكن والد زوجها الكائن بالحى الثالث دائرة القسم، باستخدام سيارة ملاكى، وورود اتصالات هاتفية لأهلية المُختطف من الجناة، طلبوا خلالها مبلغًا ماليًا كفدية نظير إعادة الطفل المختطف.
تم تشكيل فريق بحث، تنسيقًا بين قطاعى الأمن الوطنى والأمن العام ومديرية أمن القاهرة، أسفر عن تحديد مرتكبى الحادث، كما توصلت التحريات إلى تلقى جد الطفل المختطف تهديدًا من الخاطفين بقتله ما لم يبادر بدفع مبلغ الفدية، وخشية على حياة الطفل ولكسب مزيد من الوقت لتحديد مكان الجناة، تم التنسيق مع جد الطفل المختطف على دفع جزء من مبلغ الفدية للمتهمين.
عقب تقنين الإجراءات، وبالاشتراك مع قوات العمليات الخاصة، تم تحديد مكان الطفل المختطف، وتحريره، وإعادته سالماً إلى أهليته، وضبط منفذى الواقعة، وبحوزتهم (مبلغ الفدية، الأسلحة النارية المستخدمة فى الحادث).
مقتل أحفاد الفنان المرسي أبو العباس
تعذيب مواطن بحلوان بواسطة كلاب شرسة
تلقت الأجهزة الأمنية بالجيزة، بلاغًا من صلاح، نجل الفنان المرسي أبو العباس، متزوج ووالد لفتاتين، يفيد بعثوره على جثثهم عقب عودته للمنزل بعد مشاهدته مباراة مصر وروسيا، وذلك بعد اتصاله بزوجته عدة مرات دون أن يتلقي ردا منها، وكذلك فقده بعض المتعلقات من الشقة، ومبلغًا ماليًا 340 ألف جنيه، نصيبه من شقة ورثها عن والده وباعها قبل الحادث بـ10 أيام.
وتبين من معاينة الضحايا أنهم فارقوا الحياة نتيجة تعرضهم للخنق على يد مجهول.
وكشفت الأجهزة الأمنية في أقل من 48 ساعة، أن نجل المرسي هو مرتكب الواقعة، بعدما تبين أنه يعاني من مرض الفصام، يخضع للعلاج منذ أكثر من 5 سنوات، وكذلك مروره بضائقة مالية، كما تبين من معاينة المذكور وجود آثار سحجات وخدوش على ذراعه.
وبمواجهة المتهم، أقر في التحقيقات بارتكابه الجريمة، معللا إياها، بأنه تعرض لضائقة مالية طاحنة خسر خلالها أمواله، وخشي على بناته من ضيق العيش.
تعذيب مواطن بحلوان بواسطة كلاب شرسة
تعذيب شاب باستخدام كلب ببولاق
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، بتعذيب شاب بواسطة كلاب شرسة، وتم فحص مقطع الفيديو، وتبين أنه لشخص يدعى "أحمد.ع" (25 سنة ـ صاحب مغسلة بمنطقة المشروع الأمريكي)، و"زياد. أ" (25 سنة ـ قهوجي) قاما بالتشاجر مع قهوجي بسبب خلافات متكررة، واحتجازه داخل المغسلة، وأطلقا عليه الكلاب وصورا الفيديو.
وعقب تقنين الإجراءات، وبإعداد الأكمنة اللازمة، تم القبض على المتهمين في أقل من 3 أيام، وعثر بحوزتهم على الكلاب المستخدمة في الواقعة.
تعذيب شاب باستخدام كلب ببولاق
أطفال المريوطية
وفي ذات الشأن، تداول أيضًا عدد من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو، لشخص يقوم بتعذيب وترويع شاب باستخدام كلب.
تم تشكيل فريق بحث لفحص المقطع، لسرعة تحديد وضبط مرتكب الواقعة، حيث كشفت التحريات، أن الواقعة حدثت بمنطقة بولاق الدكرور، وتوصلت جهوده إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شخص يدعى سيد، وشهرته سيد سيكا (21 عاما) عاطل، وسبق اتهامه فى قضية مخدرات.
تمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة، في أقل من 3 أيام، من تحديد المجنى عليه، والذى أقر عقب ضبطه بأن الواقعة منذ نحو عام ونصف العام، ولم يقم بالإبلاغ عنها.
أطفال المريوطية
ونالت جريمة العثور علي جثث 3 أطفال ملقاة بالطريق العام بمنطقة المريوطية، داخل أكياس بلاستيكية وسجادة فى حالة تعفن وبهم آثار حروق، نصيب الأسد من الرأي العام، لفجاعة الحادث المؤلم في نفوس المواطنين.
ومنذ اكتشاف الحادث صباح يوم الثلاثاء الماضي، الموافق 10 يوليو الجاري، وأصبح هناك مطلب ملحُ بكشف غموض القضية وضبط الجناة، وأُثير ببعض المواقع الإخبارية، وبعض مواقع التواصل الاجتماعى، معلومات مغلوطة حول ظروف وملابسات ارتكابها، كما انتشر معه الإشاعات من أعداء الوطن، والترويج بأنها قضية تجارة أعضاء، والبعض الآخر وجه الاتهامات لوزارة التضامن، باعتبار أن هؤلاء الأطفال كانوا داخل دار أيتام، وهناك تقصير من الوزارة في مراقبة هذه الدور.
فكان للأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، تحت قيادة اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، كلمة الفصل في هذه القضية، وتم تشكيل فريق بحث، فور وقوع الحادث لكشف غموض وتحديد وضبط مرتكبى الجريمة.
وتمكن رجال الأمن خلال 5 أيام من اكتشاف الجريمة، إلى التوصل لمرتكبي الجريمة من خلال شاهد رؤية (بائع مشروبات متجول بالمنطقة) وسائق توك توك كان يقل الجناة، وبتكثيف التحريات، أمكن التوصل إلى العقار محل سكن الجناة الكائن 35 شارع مكة المكرمة من شارع المصرف، حيث تم تحديد الشقة سكنهما بالطابق الرابع.
بتفتيش المنزل، تبين وجود آثار حريق بإحدى الحجرات، وتبين أنها مستأجرة للمدعوة "سها.ع.م" (تعمل بملهى ليلى - 38 سنة) وعُثر على عقد الإيجار، ووثيقة زواج للمذكورة من المدعو "محمد.إ.س" (28 سنة) وأنهما يقيمان بالشقة وبصحبتهما المدعوة "أمانى.م.أ" (36 سنة) وشهرتها "منال" (عاملة بإحدى الفنادق).
تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الأخيرة بمسكن زوجها المدعو "حسان.ع.إ" (65 سنة - مزارع) مُقيم بشبرامنت بالجيزة، وأنها متزوجة منه منذ خمس سنوات، ومنذ حوالى شهر تعرفت على المدعوة "سها" من خلال ترددها على إحدى الملاهى الليلية بمنطقة الطالبية، وأقامت رفقتها وأطفالها الثلاثة (محمد حسان – يبلغ من العمر 5 سنوات ، أسامة حسان - يبلغ من العمر 4 سنوات، فارس يبلغ من العمر عامين وغير مُقيد بسجلات الأحوال المدنية).
كشفت التحقيقات، أنه مساء يوم الحادث توجهت والمدعوة "سها" إلى أحد الفنادق الكائنة بشارع الهرم، ولدى عودتهما الساعة 6 صباحاً للشقة، اكتشفتا حدوث حريق بإحدى الغرف، ووفاة الأطفال الثلاثة، فقامتا بوضعهم داخل الأكياس والسجادة والتخلى عنهم بمكان العثور.
بتطوير مناقشتها، قررت أن الطفل الأول من زوجها عرفياً المدعو "مبروك.أ.م" (47 سنة) مطرب شعبى، ومُقيم بكرداسة، وأن الطفل الثانى من زوجها عرفياً المدعو "عيد.ع.خ" (52 سنة – مطرب شعبى)، ومُقيم بمدينة النور بالهرم، وأنها قيدتهما باسم زوجها المدعو "حسان"، والطفل الثالث من زوجها عرفياً المدعو "عزام.م.ع" (25 سنة – عاطل) ومُقيم بكفر الجبل بالهرم.
بتكثيف الجهود، أمكن ضبط المدعوة "سها.ع.م" وزوجها المدعو "محمد.إ.ا" 28 سنة - سائق) وبمناقشتها أيدت ما جاء بأقوال الأولى.
أسفر فحص خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية عن وجود آثار حريق بإحدى غرف الشقة، ووجود آثار احتراق ببابها، تشير إلى غلقه أثناء نشوب الحريق، كما تبين سلامة باقى غرف الشقة من أية آثار للحريق، وتم رفع عينة من أرضية الحجرة بمنطقة تركز الحريق، وبفحصها معملياً تبين خلوها من أية آثار لمواد معجلة على الاشتعال، وأن سبب الحريق اتصال مصدر حرارى سريع ذى لهب مكشوف، وعود ثقاب، وببعض المحتويات سهلة الاشتعال بأرضية الحجرة، وملابس ومفروشات، ليحدث الحريق بالحالة التى وجد عليها.
بإجراء الفحوص المعملية وتحليل البصمة الوراثية DNA، تبين أن المدعوة "أمانى.م.أ" أم بيولوجية للأطفال الثلاثة المعثور على جثثهم، وأن كل طفل منهم من أب مختلف عن الآخر، وليس من بينهم زوجها الحالى "حسان.ع.إ"، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والعرض على النيابة لمباشرة التحقيقات.