لم يرزق بالبنين ولكن الله أنعم عليه بحب الجميع، سيرته الطيبة كانت الشاهد علي حسن تعامله مع الصغير والكبير، ولكن نهايته كانت مأساوية.. ليلفظ أنفاسه الأخيرة أمام أعين الجميع، وتنهال قطرات الدموع من أعين الكثيرين بعدما أنهت تلك الشياطين الثلاثة حياته برصاصة الغدر التي اخترقت قلوب أهل منطقته قبل "رأسه" الذي انفجر.. والسبب شهامة "البواب" وغدر "بوحة البلطجي".
موضوعات مقترحة
"سيرته الطيبة كانت حديث الجميع"
فور نزول محرري "بوابة الأهرام" إلي محل إقامة المجني عليه، كانت الكلمات الطيبة في حسن خلقة تتسابق كالأمطار مغرقةً شارع مرعي المتفرع من شارع علي عبد العزيز بمنطقة البساتين، والذي كان شاهد العيان الأول علي واقعة مقتل حارس العقار "رضا" علي يد "بوحة وأعوانه".
"راجل جدع وشهم وبيخدم كل الناس" تلك كانت أولى كلمات "أشرف" شاهد عيان على الواقعة، وصديق المجني عليه في بداية حديثه، مشيراً إلي أنه تربطه بالمجني عليه صداقة قريبة إلى الأخوة، ففور وصول المجني عليه منذ 10 أعوام بدأت حينها صداقتهما، كان محباً للجميع ومحبباً للجميع وأكثرهم الأطفال، بعدما حرمه الله نعمة الأولاد، فكان بين الحين والآخر يجمع أطفال المنطقة والذهاب لشراء الحلوي موزعا إياها عليهم، كان يساعد أهله وقاطني المنطقة لعمله كحارس أحد عقارات المنطقة، ولكن كان ثمن شهامته وعمله أن انتهت حياته غدراً علي يد جاره وآخرين.
المخدرات أم السرقة.. والحقيقة شهامة البواب
أكمل شاهد العيان حديثه بعيون امتلأت بدموع الفراق والحزن قائلاً "في تمام العاشرة مساء الإثنين الماضي اشتعلت الشرارة الأولي، في المشاجرة التي أنهت حياة "رضا" بعدما شاهد "بوحة" الجاني يصعد العقار الذي يحرسه، فشعر بأنه تحت تأثير المخدرات الأمر الذي اشتهر به بين قاطني المنطقة، لينتابه الشك فترك ما بيده وصعد مسرعاً إلي الطابق العاشر بعدما سمع صراخ إحدي سكانه، ليشاهد الجاني يهبط السلم ويسأله سبب صعوده العقار، ويجيب الجاني بأنه اختلط عليه الأمر ولم يفرق بين عقار شقيقه وهذا العقار، وحدثت مشادة كلامية بينهما تحولت إلي مشاجرة بينهما ليتجمع سكان المنطقة متعدين علي الجاني، وعلي الفور يأتي شقيقه الأكبر.
وأضاف "أشرف" أنه فور مجيء شقيقه الأكبر حاول أن يخلصه من قبضة أهالي المنطقة، معتذراً للجميع عن فعلته، وينتهي الأمر بعد نصف ساعة، والكل يذهب إلي منزله، ولكن لم يكن أحد يعلم أن نية الغدر كانت تملأ قلب الجاني، وتختمر بعقله تلك الفكرة الشيطانية، ويسرع في جمع عصابة الشر تلك المعروف عنهم بأنهم من أصحاب السوابق والأحكام، وينهي حياة "رضا" أمام الجميع، بحجة "بياخد بكرامته".
"الغدر كان الخطة.. "
أمسك "محمد" أحد شباب المنطقة، طرف الحديث مضيفاً أنه في تمام الثانية والنصف صباح تلك الليلة المشؤومة، جاء الجاني واثنان آخران أمام منزل المجني عليه، وكسرا باب شقته وأمسكوا به وحبسوا زوجته، وفي وسط الشارع صاحوا مرددين "إحنا العريضة"، وأمسك الجاني سلاح الجريمة "فرد خرطوش" لينهي حياة "رضا" بطلقة واحدة في رأسه، ويسقط عقله وسط الشارع متلفظا أنفاسه الأخيرة في ثوان معدودة.
رصاصات الجناة تنهال علي الأهالي
"حاولنا نمنعهم.. ضربوا علينا نار" قال عم "شهاب" شاهد عيان، إنه بعد سماع صيحاتهم وسط الشارع خرجنا لرؤية مايحدث، ومنعهم من التعدي علي حارس العقار، ولكن كان ردهم إجرامياً بإطلاق النيران في وجه الجميع، لينتهي الأمر بجثة ملقاه علي الأرض، والجاني وأعوانه يحاولون الفرار، وبعد إصابة الكثيرين من سكان الشارع نجح الجاني والآخرون في الهروب إلي شارع عائلتهم، وتخرج زوجته لتراه جثه أمام أعينها.
وأضاف قائلاً إنه علي الفور وبعد إبلاغنا قسم شرطة البساتين، أسرعت قوة من شرطة القسم في المجيء إلي محل الواقعة تتبعها عربة الإسعاف ولكن لم تتمكن من إسعافه، وبعد ساعات من التحري عن مكان اختباء الجناة تم ضبطهم أمام أنظار أقاربهم، وتم عمل المحضر اللازم بالواقعة، وإخطار النيابة التي تولت التحقيق.