لطالما حلمت نهلة، الفتاة صاحبة الـ17 ربيعا، بالليلة التي ترتدي فيها فستان زفافها الأبيض، لكنها وقبل أن تقترب من تحقيق أمنيتها، فوجئت بالأبواب تغلق في وجهها واحدا تلو الآخر، حتي أسودت الدنيا في وجهها، لينتهي حلمها بارتداء الأبيض كفنا وليس فستانا للزفاف.
موضوعات مقترحة
عاشت " نهلة. س" حياتها سعيدة في كنف أسرتها، وكونها الابنة الوسطي بين 4 أشقاء، جعلها كدرة العقد، تلقي محبة الجميع، الكل يدللها، ويحرص علي راحتها، واكتملت سعادتها حينما تقدم شاب لخطبتها، خاصة بعدما توسمت فيه خيرا، نظرا لحسن سلوكه ومظهره.
مرت أيام الفتاة سعيدة، وازداد تعلقها بخطيبها، حتي أصبحت لا تتخيل حياتها دونه، وهو من جانبه كان يصل ليله بنهاره في العمل ليتمكن من تجهيز عش الزوجية في أسرع وقت، ويستطيع أخيرا أن يتزوج من محبوبته نهلة، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فبعد فترة فقد الشاب عمله، وتوقف إنجازه في سبيل الزواج.
حاولت الفتاة بكافة السبل أن تقف بجانب الشاب، الذي قررت أن تنهي حياتها بجانبه، لكنها فوجئت بتغير غريب في معاملة أسرتها لها، وكأنهم يعاقبونها علي موقفها النبيل مع خطيبها، ومع الوقت طالبوها بتركه، فهو لن يستطيع أن ينهي متطلبات الزواج، وهي ما زالت في سن صغيرة وأمامها مستقبل كبير.
لم تخضع الفتاة لمحاولات أسرتها الحثيثة لجعلها تغير موقفها، وتستغني عن حبيبها، لكنها بالمقابل كانت مضطرة لقبول معاملتهم السيئة لها، حتي أنها ومع الوقت اضطرت لأن تمكث في غرفتها بالطابق الثاني من المنزل وحيدة طوال يومها، تبكي حظها، وتلعن ظروفها التي وضعتها بين مطرقة الاستغناء عن حبيبها وسندان رضا أهلها.
نهاية قصة الفتاة، رسمتها مشاجرة بسيطة مع والدتها، فالأم نادت ابنتها لكي تنزل للجلوس مع باقي الأسرة، لكن الفتاة لم تسمع صوت والدتها، ظنت الأم أن ابنتها تتجاهل نداءها، فصعدت لغرفتها، وكالت لها من أنواع السباب والشتم، انهمرت دموع الفتاة في مواجهة غضب والدتها، لشعورها بالإهانة الشديدة مما تلقاه يوميا.
خرجت الأم وطالبت ابنتها بالنزول خلفها، لكن الفتاة اختارت طريقا آخر، فقد تناولت مادة سامة موجودة بالغرفة، لتفارق الحياة كمدا قبل أن يسري السم في جسدها، ويعطي مفعوله القاتل.
بعد فترة شعرت الأسرة بالقلق علي الفتاة، وصعدت الأم من جديد للغرفة تتفقد أحوال ابنتها، لتفاجأ بها جثة هامدة، توالي صعود باقي أفراد الأسرة ليدركوا الفاجعة التي ألمت بهم، بعدما فشلت كافة محاولاتهم لإسعاف نهلة.
ومن جانبها، تولت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بتشريح جثة الفتاة، لبيان سبب الوفاة، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية للوقوف علي وجود شبهة جنائية حول الوفاة من عدمه.