واجهت شخصيات عامة، منذ ثورة "25 يناير"، اتهامات من حين لآخر بازدراء الأديان، نتيجة كتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أو تضمن أعمالهم الفنية، وبرامجهم عبارات، ومشاهد، رأي مقدمو البلاغات ضدهم، أنها تمثل إهانة للأديان السماوية.
موضوعات مقترحة
جاء آخر تلك الشخصيات العامة، الممثل أحمد الفيشاوي بعد صدور قرار من نيابة "استئناف القاهرة"، الأسبوع الجاري، باستدعائه للتحقيق معه، على خلفية البلاغ المقدم من عبدالرحمن عبدالباري الشريف، الأمين العام للجنة الحقوق والحريات بنقابة المحامين في الجيزة، ويتهمه فيه بازدراء الأديان، من خلال مضمون أحداث فيلم "شيخ جاكسون".
ذكر البلاغ الذي يحمل رقم 12596 لعام 2017، أن "فيلم "شيخ جاكسون" تعرض للدين الإسلامي، لكثير من الإساءة، وأن "الفيشاوي" استخدم رجال الدين أصحاب الجلباب القصير، وذوي العقول الضيقة في فهم الدين والمتشددين لآرائهم، ليظهر رجال الدين الذين لا يمثلهم هؤلاء، وليثبت في فكرته في النهاية انتصار صاحب الرقص، والفكر المعاصر، على صاحب الدين، والأفكار المتحجرة".
أضاف البلاغ، أن هذا العمل يسيء لمصر بلد الأزهر الشريف، البلد المتدين بطبعه، مشيرًا إلى أنه جاء في أحد مشاهد الفيلم، بصلاة أحمد الفيشاوي كإمام بجموع المصلين، ثم يظهر فجأة مايكل جاكسون المغنى الأمريكي الشهير، وهو يرقص وجموع المصلين، أثناء أداء صلاة الفجر، الأمر الذي يتعارض مع صحيح الدين الإسلامي في مناقشة مثل هذه القضايا، وهو ما يؤكد أن الفيشاوي يريد هو، ومؤلف العمل، والمخرج، إثبات وجهة نظرهم، بالتشكيك في ثوابت الدين، وهوية المصريين، مما يستوجب التصدي له ولكل من على شاكلته، وبكل حزم وقوة.
ومن بين الشخصيات العامة التي خضعت للتحقيق أمام القضاء على مدار السنوات الستة السابقة، الفنان عادل إمام، حيث اتهمه بلاغ رقم 24215 لسنة 2011 بالسخرية من الشرع، وتعاليم الإسلام، في كثير من أعماله الفنية، ليصدر حكمًا غيابيًا على "إمام" بالحبس 3 أشهر. غير أن القضاء أصدر بعد ذلك حكما بالبراءة، ورفض الدعوى المدنية.
وواجهت المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي، تهمة ازدراء الأديان، التطاول على الذات الإلهية، عبر حديثها عن "حلم" رأته أثناء نومها، وذلك خلال استضافتها في إحدى القنوات الفضائية، كما وجهت الاتهامات نفسها إلى الإعلامي إبراهيم عيسى، بعد تلاوته آيات من سورة الحاقة بالقرآن الكريم بطريقة غير لائقة ـ حسب مقدمي البلاغات ـ غير أن محكمة جنح الدقي، قضت بالبراءة.
ووصل الاتهام إلى صدور أحكام بالحبس، وذلك ضد الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، بعد كتابات ساخرة لها على صفحتها الشخصية بـ"فيس بوك" عن شعيرة إسلامية، وهي التضحية، وذلك بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، وتم التحقيق معها وإحالتها للمحاكمة، لتقضي محكمة جنح الخليفة بالقاهرة، بحبسها 3 سنوات، وتغريمها 20 ألف جنيه، قبل أن يتم تخفيف الحكم من محكمة جنح مستأنف السيدة زينب، بمعاقبتها بالحبس 6 أشهر مع إيقاف التنفيذ.
غير أن الحكم البات بالحبس صدر في قضية الباحث في الشئون الإسلامية إسلام بحيري، ونفذ الأخير الحكم لمدة سنة بعد تخفيف الحكم الصادر ضده بالحبس 5 سنوات، حيث وجه "الأزهر" إلى "بحيري" اتهامات ببثه أفكارًا "تمس ثوابت الدين"عبر برنامجه بإحدى القنوات الفضائية.
قال المستشار عبدالستار إمام، الرئيس بمحكمة استئناف القاهرة، إن دستور 18 يناير 2014 نص على حق المواطنين في الحريات، سواء كانت تلك الحريات تتعلق بالديانة أو بالرأي والتعبير وغيرها، لكن الأهم ألا يتم توجيه إهانة، أو التحدث بطريقة غير لائقة، تحمل ازدراءً تجاه دين ما، مضيفًا بالقول: "مادة الحريات في الدستور معناه ببساطة، اعتنق ما شئت، وقل رأيك بكل حرية، ولا تتحدث عن الدين بما يسيء إليه".
وأضاف "إمام" أن تناول شخص ما لأمور خاصة بدين ما، سواء بالحديث أو الصورة أو الرمز، بما يحمل تشويهًا في النهاية، يشكل جريمة يعاقب عليها القانون بالحبس باعتبارها جنحة، وذلك وفقًا للمادة 98 من قانون العقوبات التي نصت على أن "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، ولا تتجاوز الـ5 سنوات، أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه، ولا تتجاوز الـ1000 جنيه، كل من استغل الدين في الترويج بالقول، أو الكتابة، أو بأية وسيلة أخرى، لأفكار منطوقة بقصد الفتنة، أو تحقير، أو ازدراء الأديان السماوية، أو الطوائف المنتمية إليها، أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي".