Close ad

اختلفت الروايات والقتل واحد.. ما الدافع وراء مقتل مسن الدرب الأحمر؟ | صور

13-11-2017 | 23:57
اختلفت الروايات والقتل واحد ما الدافع وراء مقتل مسن الدرب الأحمر؟ | صورمسرح الجريمة
طلعت الصناديلي

عندما تتوه الحقيقة ويلقى بها في بئر القيل والقال، ويختفي بين الأنظار الدافع وراء ارتكاب جريمة هي الأبشع، شهدتها إحدى حواري القاهرة الكبرى، يأتي سواد الليل والكل منشغل بحاله، ليقرر الجاني اتخاذ مكان عمله مسرحًا لفعل جريمته، ويطعن من سهل له لقمة العيش في ظهره.

موضوعات مقترحة

في جولة ميدانية لمسرح الجريمة، رصدت "بوابة الأهرام"، تفاصيل الحادث المأساوي التي راح ضحيته مسن 56 سنة، يعمل حارساً لعقار بمنطقة الدرب الأحمر، على يد أحد الشاب 22 سنة، الذي جاء به المجني عليه ليعمل بمخبز العيش البلدي بذات العقار، وتلتقى بأهالي المنطقة والعاملين بالمحال المجاورة للعقار.

"الغربة"

بعقار قديم مكون من 6 طوابق بحارة درب القصر بمنطقة سوق المغربلين التابعة لقسم شرطة الدرب الأحمر، كان يعمل "عبدالنبي" حارسا للعقار ومخبز عيش بلدي بذات العقار، فمنذ ما يقرب من 40 عاماً نزح المجني عليه من إحدى قرى الفيوم إلى حواري القاهرة للبحث عن لقمة العيش كغيره، ليستقر به الرحال بتلك الحارة التي شهدت انتهاء حياته بشكل مأساوي، بتلقيه أربع طعنات بالصدر والظهر والبطن، ليلقى مصرعه في ذات الوقت.




"عاش ومات غلبان"

"كان في حاله وبيخدم الناس كلها بدون مقابل وراضي بأي حاجة.. وعمره معمل مشاكل مع حد "بهذه الكلمات التي خرجت بتنهيدات الفراق والحزن قالت "أم فاروق" بائعة خضروات بجوار العقار الذي شهد الجريمة، وتعد واحدة من كبار المنطقة بسبب عملها وعمرها الذي جاوز 60 عاماً، مشيرة إلى أنه تعرف المجني عليه منذ 40 سنة، ولم تر منه أي سوء، وأنه بعد موت صاحب العقار أصبح هو المسؤول عن مكان تربية الماعز والمواشي "الزريبة"، بالإضافة إلى حراسة العقار والمخبز، منوهة إلى أن المجني عليه كان على علاقة قوية بأهالي المنطقة ورغم غربته إلا أنهم كانوا يتعاملون معه كأنه واحداً منهم، فكان يعيش بأقل حاجاته وكان مبيته وسط الماشية في "الزريبة" المكان الذي شهد انتهاء حياته.



"المكالمة الهاتفية والخبر المشئوم"

واستكملت "أم فاروق" حديثها قائلة: "في اليوم المشئوم كنت أجلس بجوار فرشة الخضار الخاصة بي، وكان بجواري شقيقتي وأبنائها المهاجرة، والتي جاءت إلي لوداعي قبل سفرها صباحا، وكان المجني عليه يجلس أمام العقار كعادته ولكني لاحظت أن به أمرا ما، فسألته عما به فأخبرني ألا شيء وظل صامتاً وبرغم أنني معتادة على السهر حتى منتصف الليل يوميًا، إلا أنه في هذا اليوم ذهبت إلى بيتي في تمام العاشرة مساء لتجهيز الحقائب الخاصة بشقيقتي، وبعدها بفترة تلقيت اتصالا من إحدى جيراني تملك محل كوافير بالمنطقة لتخبرني بما حدث لعبدالنبي، الأمر الذي لم أصدقه، وأخبرتها أنني كنت جالسة معه منذ وقت قصير ولم أصدقها، وبعدها بدقائق قمت بالاتصال بابني وأخبرته بما حدث فأكد لي أنه بالشارع وأنه يوجد الكثير من أفراد الشرطة الذين أوقفوا سيارته التي يعمل بها، وعند سؤاله عما حدث أخبروه بوقوع جريمة قتل بالعقار".



"روايات مختلفة ودافع الجريمة مجهول"

وأكد صاحب أحد المحال المجاورة للعقار "خ.خ " رافضاً ذكر اسمه أنه علم بالواقعة بعد حدوثها بفترة قليلة، وأنه كان على معرفة وطيدة بالمجني عليه بحكم الجيرة، وأنهما كانا دائما يتبادلان الهزار والكلام كغريزة الحارة الشعبية، وأنه لم يصدق ما علم من مقتل "عبدالنبي"، ولكن الأمر الذي لم يستوعبه عقله ما سمعه عقب وقوع الجريمة.. الدافع!.

"الشذوذ الجنسي"

بعد ظهور علامات الاستفهام وعدم الصدق على وجهه لهول ما سمع عن المجني عليه، أكد "خ.خ" على أنه عقب وقوع الجريمة تداوله الحكايات والقصص حول المجني عليه، والتي تتمحور حول شذوذه الجنسي وأن هذا هو الدافع وراء ارتكاب الجريمة، بعد خلافه مع الجاني حول المبلغ المالي الذي اتفقا عليه، وعدم رده له إلا بعد حدوث مثل هذا الأمر مرة أخرى، موضحا أن أحد أقاربه كان متواجداً أثناء اكتشاف المجني عليه داخل "الزريبة" ملقى على ظهره بعد مصرعه بتلقيه أربع طعنات نافذة، عاريا بأجزاء مختلفة من الجسم، ومغطى بالعديد من الجوالات التي يتم نقل الطعام الخاص بالماعز.

هذا ما أكده "فاروق" أحد شباب المنطقة الذي علم بالواقعة، مشيرًا تردد على مسامعه العديد من الأقاويل، تشير إلى أن الدافع وراء القتل هو الخلاف الذي وقع بين القاتل والقتيل على المبلغ المالي المتفق عليه بعد فعلهم الشاذ، وطلب المجني عليه تكرار هذا الأمر إلا أن الجاني أصر على أخذ أمواله أولا، الأمر الذي دفع الجاني إلى ضرب المجني عليه بسكين صغير كانت متواجدة بالمكان أربع طعنات ولاذا بالفرار.

"السرقة"

وتنقلب الرواية لأخرى، ليؤكد أحد أقارب صاحب العقار رواية أخرى حول الدافع لارتكاب الجاني جريمة القتل، مشيرًا خلال حديثه أن الجاني لم يمكث بالعمل بالفرن سوى أكثر من 4 أيام، ليعلم "عبدالنبي" بما يدبر من سرقة أحد أقارب صاحب العقار، والتي رجعت من أمريكا منذ أيام، وبسبب ضمير "عبدالنبي" واحترام عمله معنا طوال هذا الوقت، فقد كان ينام على درج السلم أمام باب العقار ليعرف من صعد إلى المنزل لوجود عيادة خيرية بالدور الأول، الأمر الذي دفع الجاني إلى التربص للمجني عليه وضربة بمطواة أودية بحياته، مستشهداً على روايته بالسابقة التي في سجل القاتل وهي السرقة.

"الاختلاف على أجرة العمل"

وبعد سؤال العديد من قاطني المنطقة، كثرت الأقاويل والحكايات، ليأتي آخر برواية أخرى مؤكداً خلالها أن الدافع وراء الجريمة هو الاختلاف على الأجرة التي اتفق عليها القاتل والمقتول، حيث إنه من جاء به ليعمل بالمكان، وبعد محادثة أدت إلى حدوث مشادة أخرج الجاني سلاحه ونفذ جريمته واختفى هارباً.

وجدد قاضي المعارضات بمحكمة جنوب القاهرة، حبس فران 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل حارس عقار بسبب خلافات مالية بينهما.

وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة ألقت القبض على فران، لاتهامه بقتل حارس عقار بمنطقة الدرب الأحمر، وكشفت تحريات رجال المباحث أن المجني عليه يعمل حارس لفرن وحظيرة مواشي، ويقوم بجلب الشباب من الصعيد للعمل، وأن المتهم كان من بين من استقطبهم الضحية، ونتيجة خلافهم حول أجرة المتهم التي كان يحتفظ بها المجني عليه، نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها المتهم بطعن المجني عليه بسلاح أبيض "مطواة" أربع طعنات أودت بحياته في الحال، وفر هاربا.

وعقب وضع خطة بحث تم القبض على المتهم مختبئا لدى بعض أبناء عمومته، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة