خضعت زوجات رجال سبق لهن أن تولوا مناصب سياسية وحكومية رفيعة داخل الدولة؛ للتحقيق معهن من فترة لأخرى، في قضايا تتعلق بالفساد، وتضخم الثروة واستغلال النفوذ، وارتكاب مخالفات إدارية وسلوكية.
موضوعات مقترحة
ومن أبرز وقائع تلك التحقيقات في السنوات الأخيرة، واقعة استجواب سوازن ثابت زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك، في وقائع تتعلق باستغلالها نفوذ الأخير في الحصول على كسب غير مشروع، وتضخم الثروة بطريقة غير قانونية، وشملت التحقيقات إلى جانب "سوزان" زوجتي ابنيها علاء وجمال، وزوجات وزراء ومسئولين كبار في نظام ما قبل ثورة "25 يناير".
ورغم التحقيقات المطولة التي أجريت مع زوجات مسئولين سابقين منذ "يناير"، فإنها لم تشهد سوى إحالة ميلان شوكت جلال الدين، زوجة زهير جرانة، وزير السياحة الأسبق، إلى الجنايات (برفقة جرانة وأولادهما)، في اتهامها باستغلال نفوذ زوجها للحصول على كسب غير مشروع.
تلاعب في تعيينات قيادات "التربية والتعليم".
وانضمت حديثًا إلى قائمة "زوجات رجال مُهمين" خضعن للاستجواب أمام جهات التحقيق في وقائع فساد، زوجة وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محب الرافعي، حيث كشف تقرير أصدرته الرقابة الإدارية النقاب عن تورط الدكتورة جيهان كمال محمد، مدير المركز القومي للبحوث التربوية، بالتلاعب في تعيين القيادات التعليمية خلال فترة تولي زوجها حقيبته الوزارية.
تعذيب في دور أيتام.
في مارس الماضي، أمرت النيابة باستدعاء الدكتورة نجد محمد خميس، زوجة الراحل عاطف عبيد، رئيس وزراء مصر الأسبق ، للتحقيق معها في واقعة تعذيب أيتام بدور رعاية تابعة لجمعية تمتلكها بمدينة الشيخ زايد.
وجاء قرار نيابة أكتوبر باستدعاء زوجة عبيد لكونها مالكة ورئيسة مجلس إدارة دار الأيتام؛ للتحقيق معها حول الاتهامات التي وجهتها النيابة لمسئولي الدار بتعذيب الأطفال النزلاء بالدار، والاعتداء عليهم جنسيا وتعذيبهم بطرق وحشية.
كشفت تحقيقات النيابة أن عددا من الأطفال تعرضوا للتعذيب البدني، والاعتداء الجنسي من المشرفين على الدار، إضافة لتعرضهم لعقوبات بدنية ووحشية ووجود آثار تعذيب على أجساد الأطفال، ووجود مخالفات في الدار تمثلت في سوء الخدمات المقدمة للأطفال، ورداءة الطعام المقدم لهم والاستعانة بهم في تنظيف الدار ودورات المياه، وسبهم بأبشع الألفاظ الجارحة.
واستمعت النيابة لأقوال 16 طفلا حول تعرضهم للتعذيب، وأكد بعضهم الوقائع التي أكدتها تحريات المباحث، وأمرت النيابة بعرضهم على الطب الشرعي.
تضخم ثروات سوزان ثابت وزوجات رموز نظام مبارك.
فتح جهاز الكسب غير المشروع في مايو 2011، تحقيقات موسعة مع سوزان ثابت زوجة مبارك، وزوجتي ابنيها علاء وجمال، هايدي راسخ وخديجة الجمال على التوالي، للتأكد من استغلالهن نفوذ الرئيس الأسبق في تكوين ثروة ضخمة بطريقة غير قانونية من عدمه، وصدر القرار بحبس "سوزان" 15 يومًا على ذمة التحقيقات قبل أن يتم إخلاء سبيلها بعد تسديدها 24 مليون جنيه عقب ساعات من قرار الحبس، كما تم صرف خديجة الجمال و هايدي راسخ بعد التحقيق معهما.
غير أنه على مدار أكثر من ست سنوات مضت، لم يعلن جهاز الكسب غير المشروع اتخاذه أي قرار بشأن قضية التحقيق مع أسرة مبارك سواء بإحالتها إلى الجنايات أو الحفظ للتصالح، بسبب تشعب القضية التي تضم مبارك وجميع أفراد أسرته، وعدم انتهاء قطاع الخبراء بوزارة العدل من إعداد التقارير النهائية والتكميلية التي طلبها الجهاز لحصر وتقييم أملاك مبارك وأفراد أسرته في جميع أنحاء الجمهورية، والتحري عن ثروات مبارك في كل دول العالم، وتغيير هيئة الفحص والتحقيق التي تتولي ملف القضية عدة مرات.
كما فتح جهاز الكسب غير المشروع تحقيقات مع شاهيناز النجار وعبلة فوزي زوجتي أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني المنحل أحمد عز، وكذلك زوجات رئيس مجلس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، ووزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العادلي، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق زكريا عزمي، وزوجة وزير شئون مجلس الشعب الأسبق كمال الشاذلي، وزوجة وزير السياحة الأسبق زهير جرانة، وتم صرفهن بعد انتهاء التحقيق معهن.