أصبحت السكين هي لغة التعامل بين طلبة المدارس، التي تحولت بعضها من محراب للعلم يخرج نشأ يحمل سلاح العلم، إلي مكان لتخريج قتلة وحاملي أسلحة بيضاء ونارية، حيث شهدت إحدي المدارس الثانوية جريمة قتل بشعة قتل خلالها طالب زميله دفاعا عن أستاذه، وسالت الدماء علي أبواب المدرسة في مشهد مؤلم حفر في ذاكرة جميع طلاب المدرسة.
شهد أحد الفصول تطاول طالب علي المدرس أثناء الحصة، وهو ما أثار سخط زملائه الطلاب، وعقب انتهاء الحصة قام أحدهم بمعاتبة هذا الطالب على أسلوبه مع المدرس فنشبت بينهما مشاجرة تعدي خلالها الطالب المدافع عن المدرس بالضرب على الآخر الذي أهان مدرسه، وأصابه في عينيه، اعتقد الجميع أن الأمر انتهي عند هذا الحد، ولكن أثناء خروج الطلاب من المدرسة فوجئوا بالطالب المجني عليه ينهال طعنا بالسكين علي زميله ويذبحه علي باب المدرسة، أمام باقي زملائهما، الذين فزعوا من هول ما شاهدوا وتحول محراب العلم إلي ساحة قتال، ومفرخة لحاملي الأسلحة أبطال في البلطجة، وسيظل هذا المشهد عالقًا في أذهان عشرات الطلبة ودماء زميلهم تسيل أمام أعينهم.
وفر الجاني هاربًا وهو يهلل معلنا انتصاره علي عدوه، وليس زميله في نفس الفصل، وتتحول المدرسة إلي دار عزاء، وتملكت الصدمة الطلاب لا يعلمون هل يحزنون على القتيل أم القاتل فكلاهما خاسر؛ حيث خسر الأول حياته دفاعا عن أستاذه، وخسر الثاني مستقبله ودخل عالم الجريمة من أوسع أبوابه.
تلقي اللواء هشام العراقي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بلاغًا بالحادث وتبين من تحريات اللواء مصطفى عصام، نائب مدير أمن الجيزة لقطاع أكتوبر، قيام طالب ثانوي بذبح زميله أمام باب المدرسة بالحي السادس بأكتوبر، وأمر اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث لضبط المتهم، وكشف تفاصيل الحادث حيث توصل فريق البحث بقيادة اللواء رضا العمدة نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إلي مكان اختباء المتهم وتمكنت القوات بقيادة العميد عبد الوهاب شعراوي رئيس مباحث قطاع أكتوبر من ضبطه، وبمواجهته أمام العميد رشدي همام مفتش المباحث اعترف بارتكاب الواقعة انتقامًا من المجني عليه بعدما تعدي عليه بالضرب داخل المدرسة لتطاوله علي المدرس وأحيل إلي النيابة التى تولت التحقيق.