Close ad

المنتدى العربي بدبي يناقش دور الإعلام في خدمة القضايا الإنسانية .. وياسر عبدالعزيز يشير إلى التجربة المصرية

10-5-2016 | 15:20
المنتدى العربي بدبي يناقش دور الإعلام في خدمة القضايا الإنسانية  وياسر عبدالعزيز يشير إلى التجربة المصريةخلال الجلسة
دبي - وائل نيل
ناقش المتحدثون في جلسة "إعلام يصنع الإنسانية" خلال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي بدبي في دورته الخامسة عشرة، أهمية الدور الذي يستطيع أن يلعبه الإعلام في خدمة القضايا الإنسانية، منوهين إلى صعوبة ذلك بين الأدوار المتعددة التي يلعبها الإعلام وسط ما تموج به المنطقة من تحديات سياسية واقتصادية وثقافية وبيئية، بينما شدد المشاركون في الجلسة على ضرورة أن يضطلع الإعلام بدوره المهم كمحرك وداعم رئيسي للعمل الإنساني.

وسلطت الجلسة الضوء على التفاوت الإعلامي في عرض القضايا والأزمات الإنسانية، وحاول المتحدثون خلالها الإجابة عن فرضيات مهمة حول قدرة الإعلام على مسايرة ما يحدث على أرض الواقع، واكتفائه بالتغطية الخبرية، وحشد بعض وسائله وإمكاناتها لمصلحة قضايا هامشية لمجرد إثارة المتابعين لها.

تحدث في الجلسة التي أدارها ياسر العمرو، الإعلامي في قناة إم بي سي، الكاتب والإعلامي المصري ياسر عبد العزيز، ومحمد النغيمش، الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط.

في البداية أكد النغيمش أهمية دور الإعلام كنافذة تعالج قضايا المجتمع، مشيرًا إلى ضرورة عدم تعارض هذا الدور مع الرسالة الأساسية للإعلام في الارتقاء بالمجتمع من خلال التوعية المستمرة، والاختيار الجيد للمواد الإعلامية المقدمة.

وأن نجاح الإعلام العربي في اختبار الإنسانية ومناقشة قضايا الناس، مشيرًا إلى أهمية عنصر الإبداع في تناول القصص الخبرية، لافتًا إلى تجربته الشخصية في هذا الصدد، وتفضيله هذا القالب الصحفي من دون غيره من القوالب، لاعتماده على مزج أكثر من فكرة في الموضوع الواحد، مما يعطيه قيمة مضافة وينال استحسان القراء.

كما تطرق النغيمش إلى قضية الإعلام الجديد، والطفرة الكبيرة التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، وأهمية دور الشباب في هذا المجال وتفوق صفحاتهم على بعض المؤسسات الصحفية العريقة، مما يعيد إلى الواجهة أهمية توظيف تلك المهارات والطاقات الشابة في العمل الصحفي والاستفادة منها، بينما تزودهم المؤسسات الصحفية المحترفة بمبادئ المهنة.

وحول الفارق الكبير الذي أحدثته منصات التواصل الاجتماعي في عالم الصحافة، أضاف أن السبق الصحفي لم يعد ينتظر لليوم التالي ليظهر في الصحف، بينما يمكن نشره في لحظة حدوثه، مشيرًا إلى أهمية الصحافة في كشف الحقائق وإطلاع الناس على ما يحدث من حولهم، وذلك من خلال التحقيق الاستقصائي الذي يستغرق إعداده عدة شهور، يبحث خلالها الصحفي عن المعلومات ويدققها ويحللها، ومن ثم يعرضها على المجتمع.

وعن تمسك المؤسسات الصحفية بالشكل التقليدي في التعامل مع الأخبار وقوالب النشر، أشار النغيمش إلى تنازل العديد من المؤسسات العربية العريقة عن تمسكها بقوالبها التقليدية، لاسيما مع التطور الحاصل في مجال الاتصال، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

من جانبه أكد ياسر عبد العزيز أهمية أن يعكس الإعلام ما يدور في المجتمع من قضايا، لا سيما القضايا الإيجابية التي تشحذ الهمم وتعزز التفاؤل بين أفراد المجتمع، مشيرًا إلى أن هذا الدور يتفاوت بين دول العالم مثل الدول الإسكندنافية التي قطعت شوطًا متقدمًا في هذا الصدد، على عكس دول أخرى مثل كوريا الشمالية، مضيفًا أن الدول التي يبرز إعلامها أهم قضاياها تسير في الاتجاه الصحيح، وهو دليل على تقدمها ليس في مجال الإعلامي فحسب بل في مختلف المجالات.

وأشار عبد العزيز إلى التجارب الإعلامية في بعض الدول، والتي استطاع الإعلام فيها أن يناقش قضايا الناس، ويبحث اهتماماتهم، ويلبي متطلباتهم، مثل الكويت ولبنان والإمارات ومصر، والتي أصبحت تتمتع بقدر كبير من الانفتاح والمهنية في معالجة قضايا المجتمع لاسيما الإنسانية.

وحول إيجابية الإعلام في معالجة القضايا الإنسانية أضاف عبد العزيز إلى ضرورة التوازن في التعاطي مع الأخبار التي تهم المجتمع، كالأخبار المتعلقة بالمعاقين وتحدي الإنسان الظروف الصعبة في مجتمعات تعاني ظروفًا استثنائية وغيرها، وذلك بالتوازي مع قضايا الإرهاب والفساد لأهميتها كذلك للمجتمع، مضيفًا أن مفهوم الإعلام الإيجابي بدأ في المدرسة الصحفية الغربية، لكنه في عالمنا العربي يتم التعامل معه وفق الأولويات التي تفرضها المجتمعات في معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا.

ولفت عبد العزيز إلى قضية المهنية الصحفية التي أصبحت تعاني منها الكثير من المؤسسات الصحفية العربية، وذلك لقلة التدريب وعدم اكتراثها للتطوير الدائم والمطلوب لكوادرها الصحفية، وهو ما ينتج عنه أخطاء مهنية متكررة ترتكبها مؤسسات عريقة، مشيرًا إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي والطفرة التي حققتها في عالم الإعلام، على الرغم من عدم معرفتها بالمعايير المهنية المعروفة للمؤسسات الصحفية.
كلمات البحث