تتعرض كثير من الدول لأزمات وكوارث بيئية، وانتشار أوبئة، مثل فيروس أنفلونزا الخنازير و«زيكا»، مما يؤثر على الحياة والصحة، بصفة عامة، والعملية التعليمية بصفة خاصة، الأمر الذي عالجته دراسة مصرية قامت بتقييم التكلفة، والعائد من تطبيق تكنولوجيا المعلومات، في حالة انتشار الأوبئة.
الدراسة قدمها الباحث محمد نور الدين، بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بقسم العلوم الاقتصادية والقانونية والإدارية البيئية، وشدد فيها على أهمية تكنولوجيا المعلومات، وخاصة فى برامج وتقنيات التعليم عن بعد، في الحد من انتشار الأوبئة، وخاصة الحد من انتقال العدوى، والحفاظ على مستوى التحصيل الدراسي، وزيادة فاعلية التعليم الإلكتروني عن بعد، مما يؤدى إلى إمكان تطبيق التجربة بشكل مستمر.
وشدد «نور الدين» على القيمة الهائلة للتكنولوجيا في إدارة الأزمة الخاصة بأنفلونزا الخنازير في حالة صدور أي قرارات بإغلاق المؤسسات التعليمية مؤقتًا أو تأجيل الدراسة بها.
كما أكدت الدراسة أنه من الضروري أن يولى المسئولون عن التعليم العام والعالي اهتماما كبيرا بتصميم مواقع إنترنت تعليمية تفاعلية للتعليم عن بعد، بحيث تلبى احتياجات طلاب التعليم العام والعالي، وقت حدوث أى أزمة، بالتنسيق مع جهات الاختصاص.
ونبه الباحث إلى أن مشكلة ظهور وانتشار الأوبئة مشكلة فجائية، لذلك يجب تحسين البيئة التعليمية والتكنولوجية والبنية التحتية لتساعد على التعليم، والإسهام فى الحد من انتشار الأوبئة، خاصة فيروس أنفلونزا الخنازير.
وأكد أنه من الضروري إمداد الطلاب بخدمات تعليمية تكنولوجية ذات جودة عالية مما يحد من انتقال العدوى بين الطلاب فى حالة ظهور حالة مصابة.
وطالب بالتوسع في استخدام التعليم الإلكتروني مما ينعكس على الأداء البيئي بشكل إيجابي، واستخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة، التى تؤدى إلى تفعيل الحوار المباشر بين الطلاب والمعلمين فى حالة صدور قرار بالوقف المؤقت للذهاب إلى منشأة تعليمية معينة لضمان استمرار العملية التعليمية، والربط بين الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور من خلال البريد الإلكتروني، والمناقشات الحية، والرسائل النصية القصيرة.
وقدم الباحث مجموعة توصيات أهمها: الأخذ فى الاعتبار العائد المستقبلي في المشاريع التي تتم الاستفادة من استثماراتها سنوات عدة، لأنه من حساب العائد على سنة واحدة سيكون الحساب غير عادل مع تكلفة الاستثمارات لهذا المشروع، وضرورة تقديم مقررات دراسية في التعليم العام والعالي، تعنى بالإنترنت، وتقنياتها المختلفة، ليتمكن الطلاب من الإلمام بمهارات التعامل مع تقنيات التعليم عن بعد، وليملكوا القدرة على البحث عن المواضيع المختلفة بمهارة، وليتمكنوا كذلك من استخدام تقنيات الانترنت المختلفة، كالبريد الالكتروني، والمنتديات الحوارية، والقوائم البريدية، وغرف الدردشة والاتصال المباشر المسموع والمرئى وغيره ، وتحميل البرامج والملفات المختلفة ليتمكن الطلاب فى النهاية من إتقان التعامل معها بكل جدارة، واقتدار.
وخلصت الدراسة إلى أنه من الممكن حدوث أي أزمات مفاجئة تحول دون حضور الطالب إلى المدارس أو الجامعات، وهنا لابد أن يولى المسئولون عن التعليم العام والعالي اهتماما كبيرا بتصميم مواقع انترنت تعليمية تفاعلية للتعليم عن بعد، تلبى احتياجات طلاب التعليم العام والعالي وقت حدوث أى أزمة، بالتنسيق مع جهات الاختصاص، والمسارعة بخطى مدروسة، لإيجاد حلول عملية وفعالة للمشكلات المفاجئة.