شارك عدد كبير من الصفحات العسكرية صورة هزت قلوب الملايين، لطفل رضيع لا يتجاوز عمره شهور، يرتدي أفرول الميدان بالزي المموه المميز لضباط الصاعقة،، الأفرول الذي يرتديه الطفل ياسين، لوالده الشهيد نقيب" عمرو وهيب". قائد سرية صاعقة بالكتيبة ٨٣ صاعقة والمتمركزه بقطاع رفح العسكري.
وقد استشهد إثر قيام عناصر خارجة باستهداف عربة يستقلها على طريق المهدية، ما أدى لاستشهاده وطاقم المركبة المكون من ٤ جنود.
والنقيب عمرو وهيب من قوة الدفعة ١٠٢ من الكلية الحربية سلاح الصاعقة، استشهد يوم 23 نوفمبر الماضي.
وسجلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأيام الأخيرة للشهيد البطل، فقد كان يحتفل بعيد ميلاده الـ"29"، وتحديدًا يوم 11 نوفمبر قبل استشهاده بأيام، حصل خلالها على هدية عزيزة على قلبه، من والدته، التى بادرها قائلا وضاحكًا: "أنا عايز جاكت جلد أسود"، فما كان منها إلا أن قالت له: "عيون ماما.. حاضر ياعمرو".
وسجلت صفحات زملائه آخر اتصال للنقيب عمرو وهيب- شهيد الواجب الوطني، وابن سلاح الصاعقة بالقوات المسلحة، بطل الجمهورية في اللياقة البدنية- بزوجته، قائلا: "يادعاء أنا مش عارف ليه مخنوق.. فسألته فى شغف: مالك ياحبيبي، ومن بعيد وفى ظل الحوار الأخير مع رفيقة حياته عبر الهاتف سمع صوت طفلته ملك يتهادى على خطى بريئة.. خد بالك من نفسك يابابا.. لتختتم المكالمة قبل دقائق من أن يلقى ربه شهيدًا على يد الإرهاب الأسود في شمال سيناء".
دعاء، لم تفق من الصدمة وطالبت زوجة الشهيد الشابة ذات الـ27عامًا بالقصاص من القتلة، وتوفير الحماية الكافية للضباط والجنود، وإجراء مسح شامل للألغام.
وبرغم بالغ الحزن والصدمة، لم تتردد في أن تنشر صور ابنها الوليد بزي والده العسكري، في إشارة إلى أنه سيستكمل مسيرة الأب في التضحية والفداء لوطن لا يعرف قيمته الإ من يهب دمه وحياته وعمره لصون ترابه.
والنقيب عمرو وهيب محمد 29 عاما، هو نجل الدكتور وهيب محمد، أستاذ الفيزياء المتفرغ بكلية العلوم جامعة قناة السويس، والدكتورة زهور إبراهيم بذات الكلية، كان يتحدث كثيرًا عن أمنيته بالشهادة في سبيل الله.
وسجل النقيب إسلام أحد رفقاء الشهيد.. قائلا: "عمرو بطل شجاع، عندما ذهبنا لإنقاذه بعد الاصابة، قال لى اتركنى واذهب الى الجنود، كان مضحيًا حتى فى آخر لحظات حياته، مؤكدا على القصاص من القتلة والمجرمين، وأنه وجميع زملاءه تعاهدوا على الثأر منهم".
والد الشهيد، الدكتور وهيب محمد.. قال: "نجلي الشهيد هو الابن الثاني، وشقيقه محمد يعمل بالخارج، وشقيقته بالجامعة، ولدية 3 أطفال أبرياء في عمر الزهور، وهم ملك "5" سنوات، و"جودى "3" سنوات، و"ياسين "8" أشهر".
وأضاف والد الشهيد: "عمرو كان طيب القلب.. بارًا بوالدته وبشقيقته، وبالجيران الذين أصابتهم حالة من الذهول بعد سماع نبأ استشهاده".