الرئيس السيسي و«مارك روته» يتوافقان على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف لقطاع غزة | الرئيس السيسي يحذر من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي | الرئيس السيسي يناقش في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي الوضع بقطاع غزة وجهود مصر لوقف إطلاق النار | وزيرالاتصالات: لا بد من حوكمة البيانات وتوافر الكفاءات الرقمية لجذب الاستثمارات فى مجال الذكاء الاصطناعى | هالة السعيد: الدولة تحرص على تحفيز مشاركة القطاع الخاص في الاستثمار | رئيس الوزراء يستعرض مع وزير المالية مقترح وثيقة السياسة الضريبية لمصر 2024 – 2030 | رئيس مركز المؤتمرات يبحث إقامة معرض مصري صيني بالقاهرة للتصدير لإفريقيا | آخرها الامتناع عن شراء الأسماك.. هل تنجح حملات المقاطعة في خفض الأسعار؟ | خلال حملة أمنية بدمياط.. ضبط أكثر من 20 كيلو مواد مخدرة وأسلحة نارية | تنفيذ 746 حكما قضائيا وضبط 5 تجار مواد مخدرة في حملة للأمن العام بأسوان |
Close ad

العرب ينتظرون قرارات قادتهم في قمة "الحسم" بشرم الشيخ.. وشعارهم "ما حك جلدك مثل ظفرك"

28-3-2015 | 15:55
العرب ينتظرون قرارات قادتهم في قمة الحسم بشرم الشيخ وشعارهم ما حك جلدك مثل ظفركجامعة الدول العربية
هشام المياني
على الرغم من تحول جامعة الدول العربية خلال العقود الثلاثة الماضية على وجه الخصوص إلى كيان صوري في نظر الشعوب العربية غير فاعل وغير مؤثر، ومثلها في ذلك الأمم المتحدة التي تراها شعوب العالم مجرد محفل دولي ومناسبة للقاء قادة العالم كل عام دون جدوى، لدرجة أن البعض ساخرين وصفوا وظيفة الأمين العام للأمم المتحدة بأنها فقط الإعراب عن القلق تجاه ما يهدد الدول من أخطار دون فعل حقيقي أو ترجمة لهذا القلق، إلا أن القمة العربية هذا العام لها أهيمة خاصة ليس للجامعة العربية فقط بل لمصر والعرب ومصيرهم.

فأبصار الشعوب العربية عادت للتعلق باجتماع قادة العرب منتظرين ما سيتخذونه من قرارات حاسمة ستؤثر في مستقبل المنطقة والعالم بأسره، فهذه المرة ليس هناك شك – كما كان- في أن قادة العرب لابد لهم أن يتخذوا قرارات وإلا فلن تقوم لهم قومة أخرى ولن يصدقهم أحد وخاصة شعوبهم.

وقد لخص الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه الحالة وأوضحها للقادة العرب المجتمعين في شرم الشيخ حينما قال في نهاية كلمته "أختتمُ كلمتِى بتأكيد أن مستقبل هذه الأمة مرهونٌ بما نتـخذه من قرارات.. والمطلوبُ منا كثيرٌ فى هذا المنعطفِ التاريخى المهم.. حيث تتزايد تطلعاتُ الشعوبِ فى تحقيق الرخاء وهو حَقٌ لها.. فى ذات الوقتِ الذى تتعاظمُ فيه التحدياتُ.. إنها مسئوليةٌ جسيمةٌ وأمانةٌ ثقيلةٌ.. نرجو من اللهِ العونَ فى أدائها والنهوضِ بها.. حتى لا نغدو يوماً مجــرد مجموعة من الدول.. تلتف حول تاريخٍ مجيـد جمعها يوماً فى الماضى.. لكنها عاجزة عن التأثير فى حاضرها أو عن صناعة المستقبل.. فأمتُنا تستحق منا الكثير.. عزةً وكرامةً لها.. وصوناً لقدرها ومقدراتها.. تحيا الأمة العربية.. تحيا الأمة العربية.. تحيا الأمة العربية".

فهذه الكلمات في هذه المرة وفي هذا الوضع الذي نعيشه الآن لايمكن أن تكون من قبيل السجع أو التنميق أو لدغدغة المشاعر، بل المؤكد أن القادة العرب قبل شعوبهم باتوا الآن في حاجة لاتخاذ قرارات تحفظ وجودهم أنفسهم قبل وجود دولهم.

فالقمة العربية هذا العام تأتي في ظل تحديات لم تشهدها الأمة العربية من قبل، فرئيس يصحو على مجموعة من المسلحين يحتلون قصره ويسيطرون على جيش بلاده ومرافقها بدعم من أطراف خارجية متآمرة على الأمة العربية، ودول عربية أخرى أخذ الإرهاب يرتع فيها أكثر من الهواء الذي يتنفسه الناس، وبات هذا الإرهاب يهدد المنطقة العربية بأسرها.

كما تأتي القمة العربية هذا العام في ظل تغير الخريطة العالمية وبوادر عودة مصر لدورها الريادي في المنطقة العربية الذي يؤهلها لتقود العرب إلى القيام بدور فاعل في تقرير مصيرهم وعدم انتظار إذن من أحد.

وقد جاءت هذه القمة بعد خطوة فعلية وجريئة أقدمت عليها 10 دول عربية وإسلامية بالفعل، حيث قرر العرب القيام بعملية عسكرية في اليمن لحفظ استقراره دون أن يترددوا أو يتلكأوا كالعادة، ودون التعويل على الغرب ليقوم بتلك الخطوة بدلا منهم، ويدبوا ان العرب اخيرا استفاقوا إلى المثل العربي القائل "ما حك جلدك مثل ظفرك".

فقد عول العرب لعقود مضت على الغرب والمجتمع الدول ليقوم بدلا منهم بمعالجة القضايا العربية فكانت النتيجة تدمير العراق وسوريا وحاليا ليبيا، لذا فقد نهض العرب لنصرة اليمن وحفظ استقراره، وهو ما أعاد الأمل بالفعل في نفوس الشعوب العربية بإمكانية توحد العرب مرة أخرى ونبذ المصالح الضيقة التي تسببت في فرقتهم وتشتيتهم وحولتهم بالفعل كما قال السيسي إلى مجرد دول تعيش على الماضي دون تأثير في الحاضر.

ولعل هذا ما أكده السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية، الذي قال في تصريح لـ"بوابة الأهرام" إن القمة العربية هذا العام لها أهمية خاصة لأنها تنعقد على الارض المصرية وبرئاسة مصرية بعد الثورة المصرية، وفي أحضان القيادة التونسية الجديدة وبعد صعود القيادة السعودية الجديدة، وهذا سيكون له بالغ الاثر في عودة تأثير الجامعة العربية وقراراتها على العرب.

وشدد على أن من أهم مميزات هذه القمة هو اتجاهها تشكيل القوة العربية المنظمة التي ستواجه كل التحديات التي تهدد الأمة العربية وخاصة الإرهاب وجامعاته المختلفة التي هددتنا خلال ال10 سنوات الأخيرة.

وشدد على أن إسرائيل بدعم من الغرب عملت على تفتيت المنطقة وإغراقها في صراعات وخلافات، والشرق نفسه في صراعه مع الغرب ساعد فيما نعلاني منه الآن، حيث خلقت الدول العربية ما يسمى بالإسلام السياسي القائم على صراعات تم نبشها من عمق التاريخ وأنتج المسميات التي التي لحقتنا منذ عام 1946، مثل شيعي وسني وكذا وكذا.

وأوضح أن السيسي في كلمته لخص تلك الأوجاع وكيفية معالجتها ومن ثم وجب العمل على تنفيذ كل ما جاء في هذه الكلمة خاصة وأنها جاءت من رئيس القمة.

وبالنظر إلى ذلك نجد أن أهم ما تنتظره الشعوب العربية من القمة المنعقدة حاليا في شرم الشيخ هو تشكيل قوة ردع عربية مشتركة لتكون سيف العرب في مواجهة أي خطر يهددهم، وبات مؤكدا أن هذه القوة ستتشكل بالفعل، بل أنها تشكلت واقعيا في العملية العسكرية باليمن وبقي للقمة العربية أن تقر هيكلها وتشرع وجودها ونظام عملها لتكون ضمن ميثاق الجامعة العربية المنتظر تعديله أيضا في تلك القمة.

وقد شهدت جميع كلمات القادة العرب بالقمة تأكيدات على ضرورة التعاون التماسك لمواجهة الأخطار التي تهدد وجودة الأمة العربية، وهو ما يشير إلى وجود تغير بالفعل في عقلية القادة العرب نحو نبذ الخلافات من أجل مواجهة الأخطار، ومثل أن بدأت بوادر توحد العرب في العملية العسكرية باليمن المسماه بـ"عاصفة الحسم" ، فقد بات مؤكدا أن القمة العربية هذا العام هي "قمة الحسم"، وإذا لم يحسم القادة العرب فعلا خلال هذه القمة فلا حسم مستقبلا ولا أمل في نهضة هذه الأمة.
كلمات البحث