Close ad

بالصور.. عندما ذُبح "كلب شبرا" بـ"سكين صديقة" قُتل رفاقه بـ"حُقن" "جمعيات الرفق بالحيوان"

2-3-2015 | 22:11
بالصور عندما ذُبح كلب شبرا بـسكين صديقة قُتل رفاقه بـحُقن جمعيات الرفق بالحيوانإحدي جمعيات الرفق بالحيوان
بوابة الأهرام
عندما سالت دماء "كلب شبرا" ظن كثيرون أن ما جرى مع أكثر الحيوانات وفاءً، ربما يعتبر أمرًا شاذ الحدوث في مجتمع مصري عرفت عنه الطيبة والتسامح، لكن يبدو أن الرسالة التي كان يود أن يتركها "كلب شبرا" قبل رحيله: ابحثوا عن زملائي.. إنهم يموتون أحياء في مجتمع لايعرف الرفق أو يحترم الحيوان.


وفي تحقيق استقصائي لـ"بوابة الأهرام"، تبين أن هناك الآلاف من الحيوانات يقتلون ومازالوا، مثلما قُتل "كلب شبرا".. فقط اختلفت طريقة القتل، ولكن كانت النهاية واحدة.

في جمعيات الرفق بالحيوانات، تجد منها ما تحولت أسواره إلى ما يشبه الثكنة العسكرية "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، وتبين أنها تقوم بالتخلص من الحيوانات بما يسمى "الموت المريح" عن طريق إعطائهم نوعا معينا من حقن البنج متخصصا فى قتلهم، أو عن طريق تسريحهم مرة أخرى نتيجة ضعف الإمكانات وغياب الدعم والتمويل أو حتى بعد فشلهم فى استجداء المتعاطفين أو جالبى هذه الحيوانات من المواطنين والضغط عليهم لدفع مبلغ مالى شهرى مقابل الإبقاء عليهم بالجمعية وتقديم الرعاية لهم.


فى البداية قالت نسمه عادل مدير جمعية لمسة حياة للرفق بالحيوان إنها ضد فكرة الجمعيات وأن "لو كل واحد ساب الحيوان فى حاله مكنش بقى فى حاجه اسمها جمعية"، ولكن الجمعيات تم إنشاؤها بهدف رفع الأذى عن الحيوان، خاصةً وأنه لا توجد فى المجتمع ثقافة حب الحيوان، مشيرةً إلى أن الناس يتهمونها بالجنون أو أنها "ملبوسة" نتيجة مساعدتها للحيوانات والرفق عليها.


وأضافت نسمة أن لكل كلب وقط بالجمعية قصة مأساوية، فمنهم من تم جلبه إلى الجمعية مكسوراً أو مشلولاً بعد إلقائه من أعلى سطح عمارة أو دهسه بسيارة ومنهم من تم إلقاؤه فى "الترعة" صغيراً للتخلص منه وهناك من تم إنقاذه قبل أن يتم قتله بالسم، أو حمير تم شراؤها من أصحابها لرحمتها من العذاب الذى كانت تلقاه.

وأوضحت نسمة أنه فور تلقيهم بلاغ عن تعرض أى حيوان سواء قطة أو كلب لأى نوع من الأذى أو هناك خطر منه على أى مواطن كان يتم جلبه إلى الجمعية على الفور بحيث يتم فحصه طبياً وتقديم الرعاية والعلاج اللازم له ثم يتم وضعه فى مكان منفرد حتى يطمئن أنه لن يلقى أى أذى من أحد ولإعادة تأهيله نفسياً، ويمكن بعد ذلك وضعه مع غيره من الحيوانات على حسب تحسن حالته، هذا بالإضافة إلى تسفير حالات لعلاجها بالخارج إن تطلب الأمر.


وأشارت نسمه إلى أن الجمعية اوقفت إستقبال الحيوانات باستثناء الحالات الحرجة جداً ولفترة مؤقتة لأن المكان امتلأ تماماً حيث به نحو 400 قطة و50 كلبا وبالتالى لم يعد فى مقدورهم إستيعاب أى حيوانات جديدة، خاصةً وأن الجمعية يتم تمويلها ذاتياً ولا تتلقى أى دعم أو تبرعات وذلك بعد وقفها عنهم نتيجة الهجمات غير المبررة من أعداء الرفق بالحيوان أو الراغبين فى تحطيم هذه الجمعيات لأغراض خاصة، مشيرةً إلى أن مصروفات رعاية الحيوانات بالجمعية تبلغ نحو 25 ألف جنيه شهرياً ما بين مصروفات إيجار مسكن وطعام من دراى فود وفراخ ومفروم وعيش وأرز ومكرونه وغيرها.

وطالبت مدير جمعية لمسة الحياة المواطنين من المتبرعين والمتطوعين بعدم الانسياق وراء تلك الهجمات غير المبررة والشائعات المغرضة وأن يقوموا بزيارة الجمعية والاطلاع على المكان والحيوانات على الطبيعة، خاصةً أن المجهودات الذاتية لمالكة الجمعية لا تكفى كما أنهم فى حاجة إلى متبرعين سواء بالمال أو المجهود لضمان بقاء الجمعية واستمرارها وتطورها.

وأضافت أنه نتيجة ضعف الإمكانات وغياب الدعم والتمويل هناك جمعيات رسمية اتجهت لتسريح الحيوانات والبعض الآخر يقوم بنشر صور الحيوانات التى لديها على صفحاتها بمواقع التواصل الإجتماعى وتهدد بالقيام بقتلها إن لم يقوم أصحابها بإستردادها خلال مدة أقصاها شهرين أو دفع رسوم رعايتها التى تتراوح ما بين 200 إلى 500 جنيه للحيوان الواحد شهرياً.

وأعربت عن استيائهما من غياب دعم الدولة لجمعيات الرفق بالحيوان، مشيرةً إلى أنها فقدت الأمل فى الحصول على الدعم أو المساعدة من الدولة، خاصةً وأن الرد دائماً يكون : "هى فين حقوق الانسان لما هندور على حقوق الحيوان".

وفى ذات السياق أعربت منى خليل رئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان عن إستياءها مما يتعرض له الحيوانات من أذى أو قتل سواء بالسم أو الرصاص من جانب المواطنين أو الطب البيطرى وشرطة المرافق بالإضافة إلى سوء معاملة الحيوان بشكل عام، مشيرةً إلى أن هذا الأمر جعل مصر محطة من محطات تهريب الحيوانات البرية عالمياً نتيجة هذا الأمر.

وقالت منى إنه على الحكومة أن تتوقف عن أسلوبها فى التعامل مع حيوانات الشوارع، وأن تعمل على إيجاد آليات لتقنين أوضاع الحيوانات، ودعم عمل الجمعيات من خلال توفير مكان كأرض فضاء بحيث تكون بها مرافق وقريبة من أعمالهم حتى يتمكنوا من تقديم خدمه لمجموعات أكثر، مشيرةً إلى أنها تتلقى ما بين 70 إلى 80 مكالمة هاتفية يومياً لإنقاذ حيوانات شوارع ولا تستطيع فعل شيء لأن إمكانات الجمعيات ذاتية ومحدودة جداً.

وأضافت أنه على الحكومة أن تتخلى أيضاً عما أسمته "تعجيز الجمعيات" عن إقامة عيادات بيطرية خاصة بها لتقديم الرعاية الصحية للحيوانات والتى تتطلب إقامتها أن تكون باسم دكتور بيطرى وأن يقوم بتقديم سجل تجارى وضريبى لتتم محاسبته بعد ذلك ضريبياً، واصفةً هذا الأمر "بغير المعقول".

كما طالبت الرئيس السيسى بإصدار تشريع بقانون رادع يغلظ العقوبة على من ينتهك حقوق الحيوان بأى شكل من الأشكال، خاصةً وأن العقوبة التى يقرها القانون الحالى قديمة تم وضعها منذ أكثر من 50 عاماً ولا تتماشى مع طبيعة البشر أو الوقت الذى نعيش فيه، مشيرةً إلى أنها عقوبات "هايفه" على حد وصفها.

وأوضحت رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان أنها تعرضت للعض 3 مرات من قبل ورغم ذلك لم تسع مطلقاً للانتقام، لأنها علمت بأنها المخطئة والمتسببة فى حدوث ذلك، مشيرةً إلى أن الكلب المسعور جبان ويلجأ للعض عندما يصدر من المواطن أى فعل تجاهه وبالتالى يعتقد الحيوان أن هذا الشخص يشكل تهديد له ويقوم بمهاجمته وعضه.

أما عن عملية تعقيم الحيوانات، قالت منى خليل: "إحنا مضطرين لكده وده أهون الضررين لأن زيادة أعدادهم تمثل خطر عليهم سواء من الحكومة أو المواطنين كما أننا لا نملك الإمكانيات التى تسمح لنا بإستيعاب أى أعداد أخرى لأن معظم مجهوداتنا ذاتية والتبرعات غير كافية، وبالتالى نلجأ لذلك حفاظاً على حياتهم.

من جانبها، قالت أمينه ثروت أباظة سفير اليوم العالمى للرفق بالحيوان ورئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء حقوق الحيوان إنها لا تشعر بأن الجمعيات قدمت دور حقيقى للحيوانات، مشيرةً إلى أنه مهما تم فتح ملاجئ لرعايتهم فهى فى النهاية لن تستطيع استيعاب جميع الكلاب والقطط التى تحتاج الرعاية على مستوى الجمهورية.

وأشارت أمينة أن الحل الوحيد للقضاء على ظاهرة قتل الحيوانات بالسم أو بالرصاص أو أذيتهم يأتى من خلال نشر ثقافة الرفق والرحمة بالحيوان فى المجتمع وتوعية المواطنين بأن من يقوم بذلك ليس مختلاً أو غير طبيعى، هذا إلى جانب إحترام قانون حماية الحيوان الموجود فعلياً وتنشيطه، وأضافت: "بقول للناس لو لقيتوا إعتداء على حيوان فى الشارع أو أى حته روحوا بلغوا ومتتكسفوش".

وأوضحت سفير اليوم العالمى للرفق بالحيوان أنها كثيراً ما تلجأ فى جمعيتها إلى التخلص من عدد من الحيوانات بما يسمى "الموت المريح" وهو عن طريق إعطاءهم حقنة بنج متخصصة فى ذلك تنته حياة الحيوان بمجرد انتهاء جرعة الحقنة ومع خروجها، معللةً لجوءها إلى ذلك قائلةً : " فى ناس بييجوا يسيبوا كلابهم المفروض لفترة مؤقتة مقابل مبلغ مالى وبعدها ياخدوهم تانى لكنهم لا بييجوا ياخدوا كلابهم ولا بيدفعوا الفلوس وبنضطر للتخلص منهم بالإبره الرحيمه بدلاً من تسريحهم إلى الشارع مرة أخرى"، مشيرةً إلى هناك جمعيات تلجأ إلى تسريح الحيوانات نتيجة ضعف الإمكانيات وغياب الدعم والتمويل.

وأعربت رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء حقوق الحيوان عن إستيائها مما تقوم به عدد من الجمعيات التى تتخذ من الأمر سبوبة لتحقيق المكاسب المالية والشخصية الكبيرة من خلال سب مصر وتشويه صورتها بالخارج من أجل الحصول على تمويلات رهيبه لا يتم صرفها على الغرض الذى أرسلت من أجله.

وأشارت أمينة إلى أن سعار الكلاب موجود فى مصر وبكثرة، وبالتالى فإن التخلص من مثل هذه النوعية بأسلوب رحيم لا يتعارض مع حقوق الحيوان ولا يجب أن يأخذنا تعاطفنا معهم إلى تجاهل حق البشر والاستهانة بحياتهم وسلامتهم.

وطالبت أمينة بضرورة ترشيد امتلاك الكلاب الشرسة لأنها كالسلاح بالإضافة إلى تجريم السير بها فى الشارع دون وضع كمامة على أفواهها ومعاقبة من يخالف ذلك بالقانون كما هو معمول به فى جميع دول العالم المتحضرة، وأضافت قائلةً: "علشان مش أى صايع أو بلطجى أو جاهل يمتلك كلبا شرسا يطلقه على الناس ويهدد سلامتهم أو يعرض حياتهم للخطر".

وأضافت أنها تشعر بإستياء تجاه ما تقوم كلية الطب البيطرى بتلقينه من أسلوب لا آدمى لطلابها فى التعامل مع الحيوانات من رمى للكلاب من فوق الأدوار العالية أو كهربة الحمير أو إجراء العمليات وفتح وغلق الجروح بدون بنج، مشيرةً إلى أنها تشعر بأن الطبيب البيطرى يقوم بالتنفيس عن إحباطه نتيجة عدم دخوله كلية الطب البشرى من خلال تعذيب الحيوانات والاعتداء البشع عليها.
كلمات البحث