أثارت دعوة النقابة العامة للأطباء، ونقابات 9 دول عربية أخرى، لعقد اجتماع طارئ لاتحاد الأطباء العرب، لإعادة انتخاب الأمانة العامة للاتحاد، خلافًا جديدًا داخل صفوف مجلس النقابة العامة للأطباء.
من ناحيتها، قالت الدكتورة مني مينا أمين عام النقابة العامة للأطباء، أن اتحاد الأطباء العرب، مثل نقابة الأطباء، كان لسنوات عديدة بعيد تماما عن ممارسة أي دور نقابي، فلم نر له دورًا مع أي ظلم يلحق بالأطباء المصريين العاملين بالخارج، و لم نر له دورًا مع رفض دول عربية الاعتراف بالمؤهلات بعد الجامعية للأطباء المصريين، ولم نر له دور في تبادل الخبرات حول النظم الصحية والخبرات النقابية بين البلدان العربية، رغم أن أكثر من نصف أطباء مصر في الخارج، وبعضهم يشتكي من مشاكل لا نجد وسيلة لمساعدتهم في حلها، وبالتالي نحن في أمس الحاجة لتقوية روابط تعاون تمكننا من حماية أطبائنا في الخارج والدفاع عن حقوقهم المادية والأدبية.
وأضافت مني مينا أن اتحاد الأطباء العرب اقتصر لسنوات طويلة على عمل لجنة الإغاثة، ثم بعدها مركز التنمية المهنية التي تقدم دورات علمية بأسعار باهظة، لذلك فنحن نعتقد أنه أصبح واجبًا علينا أن نبدأ في فتح هذا الملف، الذي نعترف بأنه شائك، لأننا فعلًا في أشد الحاجة للتنسيق في مجال العلاقات النقابية العربية.
وأوضحت أن أمانة الإتحاد انتقلت له فيما يشبه التوريث بشكل غير مشروع و بدون أي مشاركة من نقابة الأطباء، ومرة أخرى إذا كان السعي في جزء منه لإصلاح أوضاع قانونية خاطئة، فالأهم أن السعي لاسترداد اتحاد الأطباء العرب لدور نقابي، طال غيابه، ونحن الآن في أشد الاحتياج إليه.
وعلي الجانب هناك تيار يرفض هذا الدعوة في الوقت، ولكنه يمثل أقلية داخل مجلس النقابة العامة للأطباء، حيث يؤكد الدكتور خالد سمير عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، وأمين الصندوق السابق، إن مجلس نقابة الأطباء، برفضه حضور اجتماع الخرطوم الذي عقد منذ أيام ودعوته لاجتماع نهاية الشهر الجاري بالقاهرة، كتب شهادة وفاة اتحاد الأطباء العرب.
وأضاف سمير أن اتحاد الأطباء العرب فكرة مصرية بدأها الرئيس عبدالناصر سنة 1963، لكنه لم يصبح في أي وقت مؤسسة قوية أو حقيقية؛ نظرًا لعدم مشاركة المملكة العربية السعودية أكبر مشغل للأطباء؛ نظرًا لأن قانونها يمنع المشاركة فى الأنشطة النقابية.
وقال سمير:"وفي الثمانينيات أعيدت إحياء الفكرة وأعلنت لائحة الاتحاد ومقره القدس، على أن تحتضنه القاهرة مؤقتًا، وأن يقيم الأمين العام فيها".
وأوضح سمير أن الأمين العام الحالي هو الدكتور أسامة رسلان أمين عام نقابة الأطباء الأسبق وأستاذ الميكروبيولوجي بطب عين شمس، قائلًا: "إن نشاط الاتحاد الأساسي هو نشاط إغاثي".
وأكد سمير أن الأغلبية الحالية في مجلس النقابة العامة للأطباء قررت رفض دعوة الاتحاد لاجتماع في الخرطوم، وقررت عقد اجتماع آخر نهاية الشهر بالتنسيق مع دول أخري؛ للإطاحة بالأمين العام الحالي بحجة أنه لم يتم ترشيحه رسميًا بخطاب من نقابة الأطباء، برغم معرفتنا بموافقة أغلبية المجلس في ذلك الوقت وعدم اعتراض المجلس حينها علي الترشيح أو الانتخابات.
وأكد مجلس النقابة العامة للأطباء، أنه بالأمس كتب شهادة الوفاة الفعلية لاتحاد الأطباء العرب بموافقة مجلس النقابة علي دعم الانشقاق ورصد التكلفة الأولية من ميزانية النقابة.
وأضاف سمير أنه عبر عن رفضه هذه الطريقة، التي ستؤدي إلى شق الصف والقضاء علي الاتحاد.