أثارت حكاية "عم محمد " الذى رفضت إحدى المستشفيات الحكومية استقباله حياً بسبب الروتين واللوائح وتركته فريسة البرد فى الشارع حتى توفى ولم تجد حرجا وقتها فى استقباله بثلاجة الموتى لديها ردود فعل واسعة بين قراء "بوابة الأهرام" ممن استنكروا الواقعة تعاطفا مع عم محمد وأمثاله.
فلقد اقتربت معدلات قراءة التقرير الذى نشرته "بوابة الأهرام" عن عم محمد من حاجز 30 ألف قراءة حتى كتابة تلك السطور، فضلا عن عدد المشاركات الذى تخطى الألف كما أثارت حكايته جدالا بين القراء ممن علقوا على صفحة "الأهرام" على "فيسبوك" وعلى موقع البوابة نفسه؛ فبجانب الدعوات لعم محمد بالرحمة إلا أنهم أدانوا الجميع حكومةً وشعبا على تقاعسهم عن تقديم المساعدة الحقيقية له والاكتفاء بالتعاطف عن بعد.
ورصدت "بوابة الأهرام " هذا الجدل حيث قالت القارئة سمسمة عبدالغنى : "لا حول ولا قوه إلا بالله.. منه لله اللي شافه وماساعدهوش"،وعلق أحمد السيد : "كلنا فاسدون كلنا مسئولون عنه أمام الله "، بينما اعتبر أحمد صلاح أن عم محمد ضحية أنظمة تتوالى وتفشل فى المحافظة على آدمية الإنسان المصرى.
وأعربت سلمى سلامة عن دهشتها متسائلة: "سبحان الله ربنا يرحمه إزاي يعني عجز الجميع.. يعني ما حدش كان قادر يجيبله بطانية؟"، فرد عليها محمد الكاشف مؤكدا :"الحكاية مش بطانية بس الحكاية علاج و غذاء و مأوى آدمى و للأسف تفتكرى لو حد أخد الراجل ده و راح بيه أى مستشفى حكومية أو خاصة قبل ما يموت هل كانوا هيعالجوه؟ للأسف إحنا فى زمن محدش بيهتم فيه غير بمصلحته بما فيهم أنا إنما هنعمل ايه.. الظروف هى اللى بتجبرنا على كده و محدش يلوم حكومة أو إخوان أو جيش فى الموضوع ده، لأن كلنا غلطانين و افتكروا إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
وأعرب بعض القراء عن أسفهم لعدم اتخاذ البعض خطوات جادة لمساعدة عم محمد والاكتفاء بالتعاطف، فقالت شيماء صلاح :" بقينا بنتعاطف بس عن طريق الفيسبوك بلايك أو كومنت.. حاجه تقرف وحكومات عاجزة"، واتفقت معها هالة عبدالحميد قائلة :"آخرهم يشيروا صورته و يقولوا انهم متعاطفين معاها لكن حد جرب يعمل حاجه للناس الغلابه اللى بتموت كل يوم دى !".
وعقب محمد راتب حزينا: "قد كده احنا شعب فاشل حتي في مساعدة واحد غلبان قاعد في الشارع لدرجة انه يموت من البرد"، وأضاف المنقذ صلاح : "ما دام وصل الحال لكده قول على الدنيا السلامة"، وانضم لهم علاء أبو الحسن بقوله "أه يا بلد الفقير فيكى مقتول حى".
بينما أصاب اليأس والحزن القارىء فارس بلا جواد معلقا: "لا حول ولا قوة إلا بالله..إنا لله وإنا إليه راجعون..والله الظاهر مصر دى لانافع فيها ثورة ولا ألف ثورة هتفضل زى ماهي لحد ربنا ما ياخد كل اللى فيها أخذ عزيز مقتدر وبعدين ممكن بعد كده يبقى فيه أمل".
وأدان القارىء"عشق البلد" الجميع مؤكدا أن المجتمع بأكمله مخطئ، مضيفا "المجتمع كله مخطىء وأولهم بتوع الفيسبوك وأمثالهم وبتوع التبرعات اللى بتروح بس لأنصارهم "، بينما حمل كمال أحمد المسئولين مسئولية ماحدث لعم محمد ومن مثله قائلا: "أهم حاجة المسئولين وأولادهم ينعموا بأموال الشعب والشعب بيموت فى الشوارع هم يتفسحوا فى أوروبا ويركبوا السيارات ويسكنوا القصور والشعب اللى بيدفع بيحارب عشان يقدر ياكل وينام بالشوارع".
وأعرب محمد فارس عن أسفه مطالبا بتخصيص أماكن للمشردين وأطفال الشوارع لأنهم بشر مثلنا يتألمون ويمرضون وأن يتم فتح صندوق لدعمهم على غرار الصناديق التى تم إنشاءها لدعم مصر متسائلا أين هؤلاء من تلك الصناديق.
وبرزت قضية العدالة الاجتماعية كأحد أبرز مطالب الثورة فى تعليقات قطاع كبيير من القراء حيث تساءل على صبرة "أين العدالة الاجتماعية؟"، وعلق عمر همام " أمثاله كتير فى مصر..ومش عارفين نطبق حد أقصي للأجور..حسبنا الله ونعم الوكيل"، وقال محمد سليمان : "الثورة قامت استفاد منها الوصوليون والكدابين والبلطجية وراح فيها الناس الغلابة".
وبدوره قال خالد عزت: "يبدو أن المصري عندما لا يملك شيئا يتساوى بالحيوانات الضالة في الشوارع.. حياته مباحة لمن يغتاله.. أين حقوق المواطنة وعلاج الدولة والتأمين الاجتماعي؟. . إذا كانت حياة الإنسان في مصر لا تتحرك لها أجهزة الدولة فما الفائدة منها".
وسخرالسيد بدار من انشغال الجميع بالسياسية على حساب مطالب الشعب فى العدالة الاجتماعية متحدثا بلسان حال المسئولين والساسة قائلا: "شعب لا يصبر كلها 6 ثورات و6دساتير على مجالس نيابية وبعدين هنفكر فيكم".
وبطبيعة الحال غلب الصراع السياسي الدائر حاليا بين أنصار الإخوان ومؤيدى الجيش على تعليقات البعض ممن حاولوا توظيف قضية عم محمد لمهاجمة الطرف المعارض فتساءل أحمد شكرى : "فين السيسى لوده كان أيام مرسى كانت لميس مسكتتش"، فرد عليه مادو على قائلا : "فين الإخوان المتأسلمين طب هما بيقولوا علي الجيش والشعب كفره فين انتوا يا أصحاب الدين مش ده واجب كنتوا تعطفوا عليه ولا عاوزين الكرسي وبس وتولعوا في البلد".
بينما أعرب البعض الآخرعن أسفه بانخراط الجميع فى الصراع السياسي على السلطة وإهمال الفقراء أمثال عم محمد، فعلق القارىء "لو هكون غير ليك" قائلا : "كام واحد زيه من البرد والجوع والمرض والهم..عايزين تحكموا وبتتخانقوا عليها دقون على بدل على بيادات؟ اتفضلوا شيلوا بس افتكروا أن الشيلة دى آخرتها جهنم علشان الغلابة دول".
واتفق معه على بن على قائلا : انشغلنا فى الخيابة جبهة الشرعية وجبهة الانقاذ وجبهة.. وجبهة.. ونسيناهم ...حقك فى رقابنا جميعا يا عم محمد..لو انفقنا مليارات الفضائيات على الفقراء لكفيناهم الذل والجوع والبرد ..الله يلعن السياسة".
واعتبر أحمد ثابت أن حل الأزمة يكمن فى إخراج الزكاة،مضيفا : "مهو لو كل واحد فينا بيطلع الزكاة ويحطها في مكانها الصح مكنش واحد زي ده مات من البرد".
وعقب اسماعيل مأمون قائلا" يا جماعة علينا جميعا أن نبحث عن الفقراء ونساعدهم مش نتعاطف بعد موتهم لازم ندور عليهم حتى لو عملنا يوم مخصص لمساعدة الفقراء"، وحذر أحمد حمدى قائلا:" للأسف في زي عم محمد الكثير ولابد من مساعدتهم قبل أن يصلوا لنفس مصير عم محمد".
واتفقت معهم ياتا طاحون داعية الجميع أن يتحلوا بالإيجابية ويقدموا المساعدة للمحتاجين والمشردين حتي ولو كان عبر التبرع بملابسهم القديمة.