Close ad

عميدة العلوم الإسلامية تطالب بخطة قومية بمشاركة المؤسسات الدينية لحماية الهوية الاجتماعية من سيل التجريف

14-9-2020 | 10:14
عميدة العلوم الإسلامية تطالب بخطة قومية بمشاركة المؤسسات الدينية لحماية الهوية الاجتماعية من سيل التجريفالدكتورة نهلة الصعيدي رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب
شيماء عبد الهادي

شاركت الدكتورة نهلة الصعيدي رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب وعميد كلية العلوم الإسلامية الأزهرية للطلاب الوافدين، مساء أمس الأحد، في المؤتمر الدولي الافتراضي الذي نظمته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع"رابطة العالم الإسلامي" لبحث دور الجامعات في خدمة المجتمع وترسيخ القيم.

موضوعات مقترحة

وألقت الدكتورة نهلة الصعيدي، خلال الكلمة التي ألقتها بالمؤتمر الذي انعقد عبر تقنية "زووم" بعنوان "تعزيز المسؤولية المجتمعية وبناء الشخصية الوطنية في مناهج الأزهر الجامعية" الضوء على مناهج الأزهر ودورها في المشروع الحضاري للأمة وبناء الشخصية الوطنية.

وقالت: إن جامعة الأزهر الشريف إحدى أعرق الجامعات العالمية بانتمائها لمؤسسة الأزهر الشريف صاحب التاريخ الناصع فكريًا ووطنيًا ، وقوميًا ، وإقليميًا ، ودوليًا ، هذه الجامعة التى يربو عدد طلابها على النصف مليون طالب وطالبة في ست وثمانين كلية متفرقة في ربوع مصر من الإسكندرية إلى أسوان ، ويدرس بها طلاب من جميع دول العالم، كما أضافت أن الجامعة أدركت من خلال مناهجها ولجانها العلمية والفكرية مدى أهمية تعزيز المسئولية الاجتماعية ودعم الانتماء الوطني ، في ظل حالة التخوين التى تقوم عليها تيارات معادية للوطن.

وأوضحت أن مناهج الأزهر الآن تشكل حلقة وصل متينة بينها وبين المجتمع من خلال الأهداف التي تسعى لتحقيقها والمنطلقات وراء موضوعاتها وموادها ومناهج البحث وآليات الدراسة والموضوعات المختارة فهي وسيلة كبرى لتوليد وإنتاج أجيال مؤمنة بقيمة الوطن وأهمية الحفاظ عليه والدفاع عنه وحمايته وبناء نسقه الثقافي والحضاري والنهوض به .

وأضافت "أن هذه المناهج تدعو وتعمل على دراسة وتحليل المشكلات الاجتماعية وتتبعها وتقوم جامعة الأزهر بكلياتها المتشعبة المتفرعة على تقديم الحلول لهذه المناهج، فهي مصانع للفكر والثقافة وقنوات لتوصيل الفهم الصحيح للمجتمع".

وأوضحت الصعيدي، أن جامعة الأزهر على مر الزمان مستمرة في تطوير مناهجها لتعيش داخل المجتمع وهمومه وتطلعاته والنهوض به، وهذه المناهج موصولة دائما بالزمن ومتغيراته ومشكلاته، وأشارت سيادتها إلى أن المناهج الأزهرية غنية برؤيتها الصحيحة تجاه الوطن والمجتمع فهي أداة تعليم ناجحة تربط الأجيال بجذورهم وحضارتهم ووطنهم، وتعزز هويتهم وتمكنهم من اجتياز حاجز التخلف، يتبعها أساتذة يؤمنون بتلك الرؤية الصحيحة لمفهوم المسؤولية المجتمعية ومدركون تمامًا لمتغيرات العصر ومتطلعون لآفاق المستقبل، وهكذا يتخرج الطالب من المرحلة الجامعية وفكره ممتلئ تمامًا بهذه الرؤية ومنفتح ومدرك لأي محاولة من محاولات التأثير عليه.

وتابعت مؤكدة على أن مؤسسة الأزهر الشريف مؤسسة أكاديمية يدرس فيها الفكر الإسلامي والرؤية الإسلامية بشكل متكامل تكمل الرؤية التي تحافظ على المجتمع بشكل متكامل من جميع جوانبه، وأضافت أن الطالب يتشكل في ضوء الثقافة والتربية الإسلامية المتكاملة، حيث يدرس مناهج تؤدي إلى إيجاد العقلية المسلمة المعاصرة المجتهدة القادرة على الاتصال بينابيع المعرفة الإسلامية التي تخدم الوطن وتعالج مشاكل المجتمع وتتداخل معه مستشعرة المسئولية المجتمعية.

وشددت من خلال كلمتها على أنه يجب أن يعاد النظر في جميع المناهج الدراسية وأن تحدد منطلقات العلوم الاجتماعية إسلاميًا وأن توضح أهدافها ووظيفتها بشكل عام وأن تكون هناك كوادر قادرة على التبادل المعرفي وقادرة علي ربط المناهج بالمشكلات اليومية التي تواجه وطننا بعيدًا عن جدليات الكلام المجرد.

كما طالبت عميدة العلوم الإسلامية بضرورة وضع خطة قومية تشارك فيها المؤسسات الدينية ، والتعليمية ، والتربوية ، والثقافية لحماية الهوية الاجتماعية من سيل التجريف والتغيير عن طريق نقل تلك الثقافات الوطنية من قاعات البحث والدرس وخطب المساجد ، ومواعظ الكنائس إلى القطاع العريض من المواطنين عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ؛ لتنقية الثقافة المجتمعية وترسيخ مفاهيم وقيم المواطنة والمشاركة المجتمعية.

وفي ختام كلمتها قالت الصعيدي "إن الأزهر الشريف جامعًا وجامعة يحملون على عاتقهم دور تنقية الفكر والعقيدة وأكدت على المشاركين أنه لابد من الخروج بتوصيات؛ لتصحيح المفاهيم في ظل زمن مضطرب بالأراجيف والشائعات.

شاركت في المؤتمر وزارة الأوقاف المصرية، وجامعة الأزهر، وجامعة الإسكندرية، ومعهد الاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز، والمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الوزراء وكبار العلماء ورؤساء الجامعات والمتخصصين.

ويسعى المؤتمر إلى إبراز الدور المأمول للجامعات في خدمة المجتمعات العربية والإسلامية في شتى مجالات الحياة بعد أزمة كورونا، وتعزيز دور الجامعات في بناء منظومة القيم في المجتمعات وترسيخها من خلال البرامج والأنشطة، وإبراز القيم الدافعة للتقدم في الفكر الإسلامي وسبل تمكين الجامعات من تطبيقها في واقع الحياة.
 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة