تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في كل عام من أول يونيو بعيد دخول العائلة المقدسة لأرض مصر.
موضوعات مقترحة
ويمتاز هذا العيد بطابع خاص ليس على مستوى الكنيسة فقط ولكن على مستوى مصر كلها، حيث يشارك في الاحتفال كل عام نخبة من الشخصيات العامة والمسئولين في الدولة والفنانين والمثقفين.
وعادة تنظم الكنيسة بالتعاون مع وزارتي السياحة والآثار أكثر من فاعلية في عدد من المناطق الأثرية التي مرت بها العائلة المقدسة في رحلتها، حيث تولي الدولة المصرية اهتماما خاصا بمسار العائلة المقدسة وطالما اهتمت به لأهميته التراثية والدينية و السياحية والثقافية.
وبسبب جائحة كورونا، اتخذت فعاليات الاحتفال طابعا خاصا لمراعاة الظروف التي تمر بها البلاد وبقية بلاد العالم من انتشار فيروس كورونا.
فلقد ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم، صلوات قداس عيد دخول السيد المسيح لمصر في كنيسة السيدة العذراء بالمعادي.
أقام البابا تواضروس فاعليات القداس بحضورعدد محدود جدا من رجال الإكليروس لم يتجاوز الـ٦ أفراد بدون مصلين أو محتفلين.
وقد حرص رجال الإكليروس الذين حضروا القداس على ارتداء الكمامات وترك مسافات مناسبة بينهم وبين بعضهم كإجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
ورغم محدودية الاحتفال الذي لم يحضره أحد كانت هناك أجواء من البهجة تابعها المصريون من خلال البث المباشر للاحتفالية، فقد ألقى البابا تواضروس بالمياه المقدسة في مياه النيل عقب انتهاء قداس عيد دخول المسيح أرض مصر بكنيسة العذراء بالمعادي اليوم.
وكذلك سار البابا تواضروس في الممر الأثري الذي يصل من كنيسة العذراء بالمعادي إلى شاطئ النيل وزار المذبح الأثري لنفس الكنيسة.
أشار البابا تواضروس إلى أنه رغم انتشار الوباء نثق في يد الله أن ترحم بلادنا الحبيبة مصر.
وأردف: نصلي من أجل أن يرفع الله هذا الوباء، متابعا: ونصلي من أجل مصر والعالم كله وأن يرفع الله عنهم الأزمة التي أصابت شعوبا وبلادا كثيرة.
وتعتبر كنيسة السيدة العذراء بالمعادي هي إحدي المحطات الأثرية التي مرت بها العائلة المقدسة في رحلتها التي استغرقت 3 سنوات و 6 أشهر و10 أيام لتبارك أرض مصر مهد الأديان وملتقاها.
تطل كنيسة العذراء على نهر النيل الخالد والتي انتقلت منه العائلة المقدسة لصعيد مصر لمباركة أرضه لتبلغ جملة المسافة التي قطعتها في رحلتها ألفي كيلو متر تقريبا.
منذ عامان ازداد الاحتفال أهمية بعدما اعترفت الفاتيكان بمسار العائلة المقدسة واعتبترته ضمن برامج الحج الديني لديها، وانعكس ذلك على السياحة الدينية في مصر آنذاك.
يشار إلي أن العائلة المقدسة جاءت من فلسطين إلى مصر من خلال طريق العريش ووصلوا إلى مصر القديمة واتجهوا بعدها إلى صعيد مصر.
بعد ذلك عادوا للشمال مرورا بوادي النطرون واجتازوا دلتا النيل، ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين.
وفي كل تلك المحطات التي مثلت رحلة العائلة المقدسة وضعوا في أرض مصر البركة والرحمة ليأتي لهذه الأرض بعد ذلك مختلف البشر من كل حدب وصوب ليتنسموا البركة.
وهناك نقاط عديدة في مسار العائلة المقدسة اشتهرت بين الناس، ويأتي على رأسها الأماكن التي تقام بها موالد العذراء مثل جبل الطير ودرنكة ودير المحرق، إلى جانب كنيسة العذراء بسمنود التي تحتوي على بئر ماء وإناء كبير للعجن يقال إن السيدة العذراء عجنت فيه الخبز.
كذلك من أهم محطات العائلة المقدسة وادي النطرون تلك المنطقة التي أصبحت عامرة بالأديرة والتي ازدهرت على أرضها الرهبنة.
ويأتي ذلك إلى جانب شجرة السيدة العذراء مريم والتي توجد في حي المطرية وهي الشجرة التي استظلت بها السيدة العذراء والسيد المسيح في رحلتهما المقدسة.
وبالتزامن مع اعتراف الفاتيكان بمسار العائلة المقدسة منذ عامين قامت الكنيسة القبطية الكاثوليكية بافتتاح مغارة العائلة المقدسة احتفالا بالعيد.
ومن نفس الموقع تقيم الكنيسة القبطية الكاثوليكية احتفالها هذا العام بدون حضور أيضا.. ذلك الموقع الذي استراحت فيه العائلة المقدسة ويجمع بين مغارة وشجرة وبئر (مغارة العائلة المقدسة وشجرة السيدة مريم والبئر).
والجدير بالذكر، أن عدد محطات ومناطق مسار العائلة المقدسة غير محدد على وجه الدقة فوفقا للأثريين تتراوح تلك المحطات في حدها الأدنى 25 محطة وفي حدها الأقصى 31 محطة.
ورغم ذلك الخلاف فإن الأثريين والمؤرخين متوافقين على أن العائلة المقدسة قد جابت مصر شرقا وغربا وباركت تلك الأرض طولا وعرضا.
إحياء ذكرى دخول العائلة المقدسة لأرض مصر إحياء ذكرى دخول العائلة المقدسة لأرض مصر إحياء ذكرى دخول العائلة المقدسة لأرض مصر