في ظل تفاقم أزمة انتشار فيروس كورونا المعروف باسم "كوفيد 19"، وتعرض العديد من القري والمناطق إلي العزل بسبب تفشي الوباء، قامت وزارة البيئة بتكثيف جهودها في التعامل مع مخلفات تلك القرى، الأمر الذي يضمن السيطرة على الفيروس والحد من انتشاره، وإيمانا منها بأن حياة المواطنين هي الهدف الأسمى لدى القيادة السياسية.
موضوعات مقترحة
وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، التقت بالدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، وعقدت اجتماعا تنسيقياً موسعا ضم ممثلى وزارات كل من الصحة والسكان، السياحة والآثار، التعليم العالى والبحث العلمى، للتنسيق فيما بينهم لإصدار دليل إرشادي للإجراءات التى لابد من إتباعها عند التعامل مع النفايات الطبية والمخلفات الصلبة البلدية فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها الدولة من أزمة فيروس كورونا المستجد، وذلك تنفيذاً لتوجيهات السيد رئيس مجلس الوزراء.
جاء الاجتماع بهدف التنيسق والتعاون بين الوزارات المعنية، بحيث تضع كل وزارة الإرشادات الخاصة بها ليتم تجميعهم فى دليل إرشادى واحد يساعد الأفراد والمنشآت على التعامل خلال الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد، مما يسهل عملية الفتح التدريجى للمنشآت وهو النظام الذى بدأت كافة دول العالم فى اتباعه نظراً للأعباء الأقتصادية التى تخلفت عن أزمة كورونا الحالية وعن عملية الغلق والتى تعانى منها كافة دول العالم المتقدمة والنامية على حدٍ سواء.
وفي هذا الصدد، قالت ياسمين فؤاد، وزارة البيئة، عقدت خلال الفترة الماضية عدداً من الاجتماعات مع مجموعة من الجهات المعنية منها وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فيما يخص النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات الجامعية، مؤكدة على التنسيق الكامل مع وزارة الصحة والسكان للتأكد من التخلص الآمن من المخلفات الطبية بالمستشفيات، واتخذت العديد من الإجراءات التى تخص التعامل مع تلك النفايات، وكذلك المخلفات الصلبة البلدية سواء فى المستشفيات أو فى الأماكن المعزولة لمنع انتشار الفيروس.
وأشارت إلى أن الدليل الارشادى الذى تسعى الوزارة لإصداره سيمكن المنشآت الرياضية والنوادى الاجتماعية، وكذا المدن الشبابية والجامعية والفنادق السياحية، سواء المستخدمة للحجر الصحى أو التى ستستخدم لخدمة السياحة الداخلية، من التعامل مع النفايات المتولدة من تلك الجهات وتوجيهها للأماكن المخصصة لها للتخلص الآمن منها، مشددةً على ضرورة وجود مسئول فى كل منشأة يتابع تلك العملية يتم تدريبه عن بعد على الإجراءات الواجب اتباعها فى الفصل بين المخلفات العضوية والطبية مع القيام بتسجيل البيانات لتسهيل إدارة ومتابعة تلك المنظومة، وبالتالى ضمان إحكام الرقابة على تلك المخلفات وطرق التخلص منها.
وفي المقابل، أكد الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، أهمية توعية المواطنين، وخاصة الشباب بكافة الأعمار، بالإجراءات التى لابد من اتباعها لحمايتهم من الفيروس وكيفية التخلص الآمن من الكمامات والجوانتيات.
وتابع صبحي: لدينا أكثر من 1600 ناد متنوع، كما لدينا عدد كبير من المراكز الشبابية والمنتديات و بيوت الشباب، لذا لابد من وجود إجراءات تعمم للأفراد وتكون بمثابة أسلوب حياه لاستخداماتنا للتعايش بسهولة مع هذا الفيروس إلى أن يتم القضاء عليه، وهو ما تتبعه الدول المتقدمة فكل دولة خلقت لنفسها أسلوب حياة للتعامل مع هذا الفيروس وللحد من انتشاره.
وأشاد صبحى خلال الاجتماع، بالدور الملموس الذى تقوم به وزارة البيئة خلال تلك الفترة من أجل حماية المواطنين من الأخطار التى يمكن أن تنتج نتيجه للتعامل الخاطئ مع المخلفات، حيث تتداخل البيئة فى كافة مناحى الحياه سواء صحة أو تغير مناخ أو غيرها من المجالات المختلفة.
محاور التخلص الآمن من المخلفات الخطرة
استعرض وزيرا البيئة والشباب والرياضة، خلال الاجتماع، الإجراءات التى يجب أن تقوم بها كافة الوزارات والهيئات التي تتعامل بشكل أو بآخر مع فيروس كورونا، وتتم على ثلاثة محاور وهى "التخلص الآمن من المخلفات الصلبة، التعامل مع المخلفات البلدية فى المناطق المعزولة، الإعلام والتوعية البيئية" وكل مرحلة من المراحل تمت بنجاح من خلال التنسيق مع الجهات المختلفة المشاركة، حيث وضعت الوزارة معايير للتعامل مع المخلفات بكافة أشكالها فمستشفيات العزل مثلا "كل مخلفاتها من طبية وصلبة تعد مخلفات خطرة لابد من التخلص السريع منها سواء فى محرقة المستشفى أو فى أماكن مخصصة لها فى حالة عدم توافر محرقة فى المستشفى من خلال نقلها بسيارت غير مكشوفة والتخلص الفورى منها.
وكذلك المخلفات الناتجة عن القرى والأماكن المعزولة يتم التخلص منها فى خلية دفن مخصصة لها ويتم تغطيتها بالجير الحى، وتراعى الوزارة دائماً عمليات التطهير المستمر للعربات الناقلة للمخلفات واتباع العاملين الإجراءات الوقائية من ارتداء للماسكات والملابس الواقية والاهتمام بالغسل المستمر للأيدى بالصابون، كما قامت الوزارة بتنفيذ حملات توعوية لتعريف المواطنيين بالطرق السليمة للتخلص الآمن من أدوات الوقاية، كما حرصت على تنفيذ حملات توعوية حول ضرورة ترشيد الاستهلاك لضمان توافر المنتجات لكافة المواطنين".
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد فاروق البرى، رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، إن الوزارة قامت خلال الفترة الماضية بالتفتيش على ما يقرب من 1500 منشأة طبية لتعريفهم الطرق والإجراءات السليمة للتعامل مع المخلفات الطبية والصلبة ولضمان وجود سجل بيئى لدى جميع المنشآت.
كما قامت الوزارة بتدشين موقع إلكترونى تم تدريب العاملين فى مجال المخلفات داخل المستشفيات عليه لتسهيل عملية متابعة الكميات المتولدة من المخلفات بكل منشأة صحية وتوقيتات نقلها لمحطات المعالجة لضمان الوصول لكافة التراكمات وتوجيه النفايات إلى أماكن المعالجة المناسبة للتخلص الآمن منها.
وحول خطة البيئة لمكافحة الفيروس
استعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، تقريرًا بشأن متابعة خطة وزارة البيئة لمكافحة فيروس كورونا المستجد خلال الفترة من 31 مارس وحتى الآن، والتي ترتكز على 4 محاور رئيسية، وهى دعم جهود التخلص الآمن من المخلفات الطبية، ومنظومة التعامل مع المخلفات الصلبة ومتابعة الموقف البيئي لبؤر التلوث، والتوعية البيئية.
وفيما يتعلق بمحور دعم جهود التخلص الآمن من المخلفات الطبية، أوضحت فؤاد، أنه تم المرور خلال تلك الفترة على ( 1537 ) منشأه طبية لمتابعة منظومة إدارة المخلفات الطبية والتخلص الآمن منها، ويتم المتابعة من خلال اللجان المشكلة بشكل مستمر لتلافى الملاحظات. وذلك بالتعاون مع مدريات الصحة بالمحافظات ومع مديرى المستشفيات الجامعية.
وأكدت فؤاد، على التنسيق المستمر مع وزارتى الصحة والسكان والتعليم العالى والبحث العلمى، لتطبيق سياسة الفصل الصحيح داخل المستشفيات للمخلفات الطبية عن المخلفات الصلبة البلدية لخفض كمية النفايات المتولدة والتعامل معها بشكل آمن.
كما تم تدريب 68 متدربا من وزارة الصحة بالمحافظات (القاهرة الكبرى – الغربية – الشرقية – دقهلية – بحيرة – إسكندرية – البحر الأحمر – قنا – بنى سويف – الأقصر – الإسماعيلية – السويس – ’سوان – جنوب سيناء) على البرنامج التدريبى لتدريب المدربين على الإدارة المستدامة للمخلفات الطبية متضمنه تداول النفايات الطبية.
تعيين مسئولي نفايات بالمستشفيات الجامعية.. والتعامل الأمن مع المخلفات بالمدن الشبابية والفنادق
وأضافت وزيرة البيئة، أنه تم التنسيق مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، لتعيين مسئولى النفايات الطبية بالمستسفيات الجامعية، والعمل على تدريبهم على كيفية التعامل مع تلك النفايات وإدخالها بياناتها على الموقع الإلكتروني الذى أطلقته وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الاتصالات والخاص بالمخلفات الطبية.
ومن ناحية أخرى، تم التنسيق مع وزارتى السياحة والشباب والرياضة حول كيفية التعامل مع المخلفات الطبية فى المدن الشبابية والفنادق المخصصة للعزل الصحى، فقد تم تعميم الإجراءات الواجب اتباعها بتلك المنشآت، بالإضافة إلى الإعداد لبعض التدريبات الخاصة لهذه المنشآت حول الأسلوب الأمثل لإدارة المخلفات الطبية والصلبة استعدادا لفتح الفنادق.
البيئة ترسل إرشادات لعمال النظافة
وفيما يخص محور منظومة التعامل مع المخلفات الصلبة، أوضحت الوزيرة، أنه تم تكثيف الأعمال للسيطرة على مقالب القاهرة والجيزة، حيث تم المرور على مقالب القطامية والوفاء والأمل والطوب الرملي، وتبين استقرار الأوضاع ووجود عمليات التغطية، موضحة أنه تم التنسيق مع وزارة التنمية المحلية لإرسال إرشادات خاصة لمنظومة النظافة تضم التعامل مع عمال النظافة والمعدات ونظافة الشوارع، مشيرة إلى تكثيف العمل بمنظومة إدارة المخلفات البلدية الصلبة بمحافظات ( قنا – أسيوط – كفرالشيخ – الغربية ) حيث تم رفع ما يقرب من 224881 طن مخلفات بلدية صلبة والتخلص الأمن منها.
كما قامت وحدة الرصد والمتابعة بجهاز تنظيم وإدارة المخلفات خلال تلك الفترة برصد ومتابعة لبعض أحياء المناطق الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية بالقاهرة (متمثلة في أحياء المعادي وطرة وعابدين ومصر الجديدة وشبرا وروض الفرج)، وذلك للتأكيد على رفع المخلفات أولاً بأول.
حيث تم رصد 1241 نقطة وتم التعامل معها .كما تم رصد ومتابعة عدد من أحياء محافظة الجيزة، حيث يتم العمل في عدد 4 أحياء من خلال فرق الرصد والمتابعة لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، وتم رصد عدد 324 نقطة وتم التعامل معها، بالإضافة الى التنسيق مع المحافظات لاتخاذ الاجراءات اللازمة حيال القرى التى تم عزلها، واتخاذ كافة التدابير والإجراءات الاحترازية للتخلص الآمن من المخلفات الصلبة الناتجة عن هذة القرى، حيث يتم التعامل مع المخلفات الناتجة على أنها مخلفات خطرة منعاً لانتشار العدوى بين العاملين في مجال التخلص من المخلفات.
وبالنسبة لمحور متابعة الموقف البيئي لبؤر التلوث، أشارت الوزيرة إلى تحقيق نتائج إيجابية بمستوى جودة الهواء ومستوى الضوضاء بمختلف محافظات الجمهورية تمثلت في انخفاض متوسط التركيز لبعض ملوثات الهواء الرئيسية بالقاهرة الكبرى خلال الفترة الماضية، كما أن تطبيق قرار الحظر المروري للمركبات أدى إلي انخفاض مستويات الضوضاء لتكون متوافقة مع الحدود المقررة قانوناً في هذه الساعات في معظم المواقع.
"اتحضر للأخضر" تهدف لتوعية المواطنين ضد كورونا..
وفيما يخص التوعية البيئية، أكدت الوزيرة، أن وزارة البيئة تعمل من خلال المبادرة الرئاسية لنشر الوعي البيئي "اتحضر للأخضر" على توعية المواطنين بعدد من السلوكيات التي من شأنها دعم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمواجهة الفيروس، وهي ترشيد استهلاك الموارد وعدم الإسراف في شراء المنتجات الغذائية وشراء الاحتياجات الأساسية فقط، والتوعية بكيفية التخلص الآمن من الكمامات والقفازات لضمان عدم انتشار الفيروس، وتوعية عمال النظافة بضرورة ارتداء الكمامات والقفازات. وكذا استخدام كافة الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وفى التليفزيون لنشر رسائل التوعية بين المواطنين.
حملة تفتيش على مخزن مخلفات طبية بالفسطاط تسفر عن 10 أطنان..
فيما قامت وزارة البيئة من خلال الإدارة المركزية للتفتيش والالتزام البيئي بحملة تفتيشية مكبرة بالتعاون مع الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات استجابة لفحص شكوى واردة عن وجود مخزن تجميع مخلفات طبية خطرة بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة بمشاركة قسم شرطة مصر القديمة.
وقد تبين للحملة وجود مخزن على مساحة حوالي ١٠٠٠ متر مربع يحتوي على كميات كبيرة تقدر بحوالي ١٠ أطنان تقريبا من المخلفات البلدية المختلطة بمخلفات المستشفيات.
كما أسفرت الحملة عن التحفظ على سيارة نقل تحمل 4 أطنان تقريبا من المخلفات الطبية والبلدية، وذلك بمعرفة قسم شرطة مصر القديمة وتحرير محضر بالواقعة واتخاذ ما يلزم من إجراءات.
شجرة مريم بالمطرية يعود لها بريقها بعد رفع المخلفات..
ومن هنا انطلق جهاز تنظيم وإدارة المخلفات التابع للوزارة برفع التراكمات المنتشرة أمام مزار -شجرة مريم بالمطرية-، وذلك استجابة لشكوى عدد من المواطنين حول تضررهم من هذه التراكمات، وذلك بالتنسيق مع هيئة نظافة وتجميل القاهرة، وعلى الفور تم إرسال المعدات اللازمة ورفع كافة التراكمات، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان عدم تجدد هذه التراكمات مرة أخرى.
وما زال العمل مستمرا للتصدي للمخالفين ورفع أطنان القمامة وخاصة الخطرة منها في ظل خطة الدولة للتعامل مع "كورونا".