حذر المهندس هاني ضاحي نقيب المهندسين، من تأثير حروب الجيل الرابع التي تتعرض لها مصر حاليا، مؤكدا أنها تستهدف ضرب أقوى مفاصل الدولة المصرية.
موضوعات مقترحة
وقال نقيب المهندسين، خلال ندوة " كاتب وكتاب " الذي نظمتها لجنة المكتبات، لمناقشة كتاب "حروب الجيل الرابع وعلاقتها بتكنولوجيا المعلومات"، والتي وحاضر فيها اللواء دكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق ومستشار مدير أكاديمية ناصر العسكرية، إن حروب الجيل الرابع هي أخطر أنواع الحروب ،لأنها حرب بين دولة وعناصر غير مرئية تستخدم التكنولوجيا الحديثة ونظم المعلومات في تحقيق الأهداف التي تكون دائما وأبدا أهداف خبيثة تستهدف هدم الدولة".
وأضاف " التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدين، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي لحروب الجيل الرابع هو ضرب الدولة في أقوي مفاصلها ، ولهذا يستهدفون حاليا القوات المسلحة المصرية، لأنها الحامي الرئيسي للوطن، على مر العصور ، وكل مصري مخلص يرفض المساس بالقوات المسلحة ، لأنها كيان وطني مخلص عقيدته الأساسية هي حماية أرض مصر انطلاقا من معتقد مصري راسخ في أذهان كل المصريين وهو أن " الأرض عرض".
وفي محاضرته التي ألقاها علي مدي أكثر من ساعتين أكد اللواء محمد الغباري أن حروب الجيل الرابع تستهدف في الأساس إسقاط الدولة كلها دون إطلاق رصاصة واحدة من أية دولة معادية ، وأنها تسعي في البداية إلى تدمير الأجيال من أعمار 12 سنه إلى 18 سنه تدميرا كاملا ، مشددا على أن الحرب التي تتعرض لها مصر والمنطقة العربية حاليا، تتم لصالح دول معادية.
وقال " العالم غير نمط حروبه عدة مرات خلال التاريخ البشري ،مشيرا إلى أن الحروب بدأت بالتحام جيشين وجها لوجه ، في معركة لاتنتهي إلا بإبادة أحدهما ،ثم تم إختراع البارود والطائرات والصواريخ والقنابل لكي يتمكن كل جيش من قصف الآخر دون التحام مباشر معه لتقليل الخسائر البشرية ، وبعده ظهر جيل ثالث من الحروب بأن يحاصر جيش ما جيش آخر ليمنعه من المشاركة في القتال من الأساس وهو ما فعله القائد الالماني روميل في الحرب العالمية الثانية في ليبيا والصحراء الغربية في مصر حينما حاصر القوات البريطانية وأسر منها 120 ألف جندي بريطاني، ولكن تكلفة ذلك كانت كبيرة جدا ولم يتمكن روميل من استكمال المعركة، ثم ظهر نوع جديد من الحروب على أيدي المصريين في حرب أكتوبر1973 حينما حدث تناسق كامل بين الأسلحة المشتركة في الحرب ، وكانت هذه أول مرة تحدث في الحروب النظامية ، ولهذا أعتبر العسكريون في العالم ما فعله الجيش المصري في حرب أكتوبر إعجازا.
وأوضح الغباري أن التكلفة الباهظة للحروب التقليدية كانت وراء ظهور ما تم تسميته حروب الجيل الرابع .. وقال "حروب الجيل الرابع تحتوي على 4 عناصر أساسية وهي "الحرب بالوكالة" وهدم الدولة من الداخل والحصار الاقتصادي والحرب النفسية من خلال بث الشائعات ".
وأضاف " الحرب بالوكالة تبدأ بتقسيم الجيوش الوطنية بشكل عرقي أو قبلي، مثلما حدث في الجيش العراقي أثناء الغزو الأمريكي ، حيث نجحوا في زرع الفتنة بين السنة والشيعة داخل الجيش وكان من نتائج ذلك هو اختفاء الجيش العراقي كله بين عشية وضحاها فلم يعد له وجود، والحرب بالوكالة أيضا تستدعي زراعة كيانات إرهابية داخل الدولة المستهدفة ، لكي تتولى هي قتال الجيوش الوطنية نيابة عن العدو الحقيقي للدولة ، وهذه ما فعلته داعش.
وتابع " هدم الدولة من الداخل يتم من خلال 5 أهداف رئيسية وهي تدمير الأخلاق وتدمير العادات والتقاليد والتشكيك في العقائد الدينية وفي النظام السياسي القائم وزرع ثقافة "التيك اوي " ، وهو ما يجعل الكثيرين يكتفون بقراءة ما يتم بثه عبر وسائل التواصل الإجتماعي ولا يحاولون مجرد محاولة التأكد من صحته".
وأكد الغباري أن مصر تتعرض لهذا الوسائل جميعا منذ عام 1990، وكانت بداية الربيع العربي هو الإعلان الرسمي لانطلاق هذه الحرب على كل دول المنطقة العربية وفي القلب منها مصر، مشيرا إلى أن الشائعات والسوشيال ميديا جزء وثيق من حروب الجيل الرابع.
وأضاف " أن حروب الجيل الرابع على مصر حاليا تشهد موجة جديدة وهي بث شائعات وأكاذيب تتعلق بالقوات المسلحة المصرية، والهدف زرع الفتنة .
وحضر الندوة، المهندس محمود مغاوري الأمين العام للنقابة والمهندسة زينب عفيفي الأمين العام المساعد والمهندس محمد ناصر رئيس المكتب الفني وعضو المجلس الأعلي للنقابة ، وأعضاء لجنة المكتبات برئاسة المهندسة جولان حنا جريس ، وعدد من مهندسي الشعب الهندسية.
جانب من الندوة جانب من الندوة جانب من الندوة جانب من الندوة جانب من الندوة