Close ad

"بوابة الأهرام" تحاور رجاء منصور حول أسرار تكنولوجيا التخصيب بمصر.. بعد تكريمها من الرئيس السيسي

19-8-2019 | 13:20
بوابة الأهرام تحاور رجاء منصور حول أسرار تكنولوجيا التخصيب بمصر بعد تكريمها من الرئيس السيسي الرئيس السيسى يكرم د.رجاء منصور
حاورتها - عزيزة فؤاد

الدكتورة رجاء منصور التى كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأحد، في عيد العلم هى عالمة من ذهب وواحدة من جيل العظماء الذين أثروا الحياة العلمية في مجال طب النساء والتوليد والإخصاب خارج الجسم ونقل الأجنة  وعندما كانت تعمل في جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية لم تكن تعلم أنها ستكون أول مصرية ستساهم بإدخال تقنيات تكنولوجيا التخصيب إلى مصر مع زملائها رواد الإخصاب أبو الغار وأبو السرور ولكنها كانت مؤمنة بأن مصر لابد أن تحظى بمكانة علمية وطبية متميزة .

موضوعات مقترحة


والدكتورة رجاء منصور تخرجت في كلية الطب جامعة القاهرة عام 1973 بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف عملت بقصر العيني من 1978- 1973 وبعدها حصلت على ماجستير أمراض النساء والتوليد واجتازت امتحان المعادلة الأمريكية الذى يعقد للأطباء غير الأمريكيين عام 1980 من ولاية كانسس وبعدها التحقت فى وظيفة باحث ما بعد الدكتوراه فى قسم أمراض النساء والتوليد بجامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان التخصص الدقيق هو الإخصاب خارج الجسم ونقل الأجنة، وفى عام 1985 عادت إلى مصر لنقل هذه التكنولوجيا وإنشاء أول مركز متخصص لعلاج العقم عن طريق الإخصاب خارج الجسم ونقل الأجنة.
وفى فبراير عام 2003 حصلت على درجة الدكتوراه من قسم أمراض النساء والتوليد جامعة ماسترخت فى هولندا فى مجال التخصص الدقيق " تحسين نتائج أطفال الأنابيب".
ولقد أنشأت أول سجل لمراكز أطفال الأنابيب بالشرق الأوسط فى عام 2002 لتسجيل و نشر النتائج على مستوى جميع مراكز أطفال الأنابيب في مصر. وهى واحدة من ثمانية أعضاء للهيئة العالمية لمراقبة الإخصاب الطبى المساعد (ICMART) المسجله فى منظمة الصحة العالمية (WHO).


وهى عضوة بكثير من الجمعيات الطبية المتخصصة فى مجال علاج العقم العالمية والمحلية، بالإضافة إلى إنها رئيسة جمعية الشرق الأوسط للخصوبة وحصلت على جائزة د.محمد فخرى مكاوى لأمراض النساء والتوليد من أكاديمية البحث العلمى عام 1990 وجائزة الدولة للتفوق فى العلوم الطبية عام 2005 وجائزة Scopus للبحث العلمى 2009.
لها 157 بحثاً فى المجلات الطبيه المتخصصة. وهى أم لثلاثة أولاد بالإضافة إلى أنها فنانة تشكيلية وقد اشتركت فى العديد من المعارض الفنية وأقامت معرضاً فى دار الأوبرا المصرية فى فبراير 2016و 2017.

كيف كان استقبالك لخبر فوزك بجائزة الدولة التقديرية ثم تكريمك من الرئيس السيسى في عيد العلم قبل أيام؟


شعور لا يوصف ويعكس تقدير الدولة والقيادة السياسية للعلم والعلماء والجائزة كانت في العلوم التكنولوجية المتقدمة جاءت تتويجا لرحلة طويلة من العمل الدءوب وبسبب إدخالي تكنولوجيا أطفال الأنابيب في مصر وهذه الجائزة نلتها بسبب أنني مديرة للمركز المصري لأطفال الأنابيب منذ عام 1986 ولأول مرة تمنح الدولة هذه الجائزة لأستاذ يعمل في العمل الخاص حيث تمنح للأساتذة الذين يعملون في المراكز الحكومية فقط .
كيف بدأت رحلة الكفاح والعمل في هذا المجال؟

عندما أتيحت لى الفرصة أن أسافر إلى أمريكا فى أواخر عام 1979 والتى فتحت أمامى الأبواب لتحقيق حلم حياتى. ومن حسن الحظ أيضاً أن يكون فى الولاية التى سافرت إليها (أوهايو فى قسم النساء والتوليد ثالث برنامج على مستوى أمريكا كلها يبدأ فى عمل أطفال الأنابيب وذهبت وقتها لمقابلة رئيس القسم د. مون كيم وأحمل إليه كل أوراقى وأعرفه بنفسى وأطلب منه أن ألتحق بأى وظيفة فى قسمه وبدون مرتب. وقد شعر الرجل منى بهذا الحماس الجارف وتصفح أوراقى وقبلنى على الفور فى وظيفة "باحث ما بعد الدكتوراه. وقد كانت تلك الخطوة نقلة كبيرة فى حياتى حيث انتقلت من العمل الأكلينيكى فى مجال أمراض النساء و الولادة إلى العمل البحثى العلمى فى المعامل. ووجدت أمامى متاحاً أكبر المعامل المجهزة بأحدث الأجهزة كان دكتور مون كيم أستاذاً بمعنى الكلمة ومتعاوناً لأقصى درجة . لقد قال لى "هذا هو المعمل أمامك وهؤلاء هم زملاؤك وهذا هو العمل المطلوب منك ولا يعنينى متى تؤدى العمل صباحاً أو ليلاً ولكن ما يعنينى هو إنجاز العمل بدقة وإتقان وفى الوقت المحدد لإنجازه" وهكذا كانت روح العمل وبدأت أتعلم كيفية البحث العلمى وشاركت معهم فى الأبحاث التى كانوا يقومون بها فى ذلك الوقت وهى كيفية إخصاب بويضات الفئران فى المعمل. وكان ذلك ضرورياً حتى يتم اكتساب الخبرة قبل أن يسمح لنا بالعمل على البويضات للسيدات. وفعلاً قضيت النهار والليل فى عمل هذه التجارب حتى نجحنا فى إخصاب عدد الفين (2000) من بويضات الفئران وحصلنا على التصريح بالبدء فى علاج السيدات. وفى نفس الوقت كنت أنا شخصياً قد حصلت على ثقة وموافقة أستاذى دكتور كيم على البدء معهم فى العمل فى برنامج أطفال الأنابيب الأكلينيكى وأسند إلى العمل والإشراف على المعمل وما زلت أتذكر الفرحة الغامرة التى شعرنا بها عند نجاح أول حالتين وكيف توافدت علينا بعد ذلك السيدات تدريجياً مع زيادة الثقة فى هذا النوع من العلاج.


لماذا قررتِ العودة إلى مصر رغم نجاحك هناك؟
كان يتردد علي الجامعة بعض الأزواج المصريين الذين يأتون إلى العلاج فى الجامعة التى كنت أعمل بها. ولذا راودتنى فكرة العودة إلى الوطن والرغبة فى نقل هذه التكنولوجيا الحديثة إلى مصر. ولم يكن هناك فى ذلك الوقت أى مكان فى مصر لديه الخبرة، ليقدم تلك الخدمة لعلاج العقم عن طريق أطفال الأنابيب. وقبل اتخاذ قرار العودة إلى مصر راسلت بعضاً من زملائى وأساتذتى فى قصر العينى لإطلاعهم على الفكرة ومعرفة كيفية تقبلهم وتقبل المجتمع لهذه التكنولوجيا الحديثة للعلاج. وتلقيت الرد من بعضهم وكان هناك عدد ممن تحمسوا للفكرة وفرحوا بها. ومن بين هؤلاء كان الدكتور محمد أبو الغار والدكتور جمال أبو السرور. وبدأت فى تجهيز أول مركز لأطفال الأنابيب فى مصر ويكون مطابقاً للمركز الذى كنت أعمل به فى جامعة أوهايو، حتى اختيار مواقع الأجهزة والمعدات والميكروسكوبات كان مطابقاً للمواقع التى كنت بها فى أوهايو حتى يسهل ذلك العمل ولقد أهتم المركز المصرى بالبحث العلمى بجانب الخدمة العلاجية التى يقدمها للمرضى. ونتج عن البحث العلمى الجاد نشر أكثر من 155 بحثا فى المجلات العلميه الكبرى فى العالم وأدى ذلك إلى وضع مصر فى مكانة مرموقة عالمياً فى هذا التخصص.

كيف أمكنكم تحسين نتائج أطفال الأنابيب؟

يعتمد على عاملين أساسيين، لابد من اجتماعهما لتحقيق نتائج أفضل.. وهما: زيادة خبرة الأطباء والتقدم التكنولوجي في الأجهزة..
ومن الضروري أيضا التحكم في نقاء الجو المعملي وخلوه من المواد الملوثة.. كذلك اختيار الدواء المناسب لتنشيط التبويض والجرعة المناسبة لكل سيدة على حدة.

هناك دعوة للفتيات اليوم بتجميد البويضات خصوصا الفتيات اللاتي لايرغبن في الزواج مبكرا فكيف يتم ذلك وما هي نتائجه؟
تجميد البويضات أصبح مهما للفتيات اللاتي لا يفضلن الزواج مبكرا أو ينشغلن بالعمل ويجب أن ننشر الوعي الصحي لهن بتجميد البويضات حتي يحجزن مكانهم في فرص الحمل والإنجاب ولابد أن يحدث ذلك في سن الـ35 عاما علي الأقل كما هو حاصل حاليا في تجميد الحيوانات المنوية عند الرجال الشباب.
وكم تبلغ نسب نجاح عمليات الحقن المجهري؟
من 5 % في بداية التجربة إلى 40% حاليا في المراكز ذات الخبرة .ويمكن أن تصل في بعض الحالات إلى 50 - 60% وهي التي تكون فيها الزوجة صغيرة السن

وإلي أي حد وصل التطور في اختيار ونقل الأجنة بالمعامل؟

أصبح يمكن فحص خلية واحدة من الجنين وتحليل الكروموسومات والجينات وبذلك يمكن أن نحكم حكما دقيقا على نوعية الجنين، وكذلك تشخيص وجود أمراض وراثية للأجنة المتكونة في معمل أطفال الأنابيب والحقن المجهري.ويجري هذا النوع من التكنولوجيا المتقدمة جدا - والموجودة في عدد محدود من مراكز الأنابيب في العالم 30 مركزا فقط لبعض الحالات صاحبة التاريخ المرضي الوراثي في العائلة لتفادي إنتقالها للأبناء مثل أمراض سيولة الدم وضمور العضلات وأنيميا البحر المتوسط وكذلك بعض حالات التكوين غير الطبيعي للكروموسومات.
وكيف يحدث ذلك؟
قبل نقل الأجنة إلى رحم الزوجة يتم فحص التكوين الكروموسومي للأجنة عن طريق عمل فتحة في جدار الجنين البويضة المخصبة والمنقسمة إلى ثماني خلايا بواسطة الليزر ثم يتم أخذ خلية واحدة من الجنين وتستخلص النواة في هذه الخلية بطرق في غاية الدقة والتقنية التكنولوجية العالية.ويتم فحص الكرموسومات داخل النواة وعند التأكد من التشخيص ننقل الأجنة السليمة فقط إلى رحم الزوجة وتستبعد الأجنة المشوهة. وتؤكد لقد نجحنا في تنفيذ هذا، وقريبا سنشهد ميلاد أول طفل خال من الأمراض الوراثية في الشرق الاوسط لعائلة صاحبة تاريخ مرضى طويل.
وماذا عن أبحاثك لتحسين نتائج الإنجاب؟

هناك أبحاث خاصة بزرع الأجنة..ومنها بحث هو الأول الذي يلفت نظر الأطباء العاملين في هذا المجال إلى أن وجود الالتهابات في أنبوبة قناة فالوب من خلال تجمع سوائل يؤدي إلى انخفاض نتائج أطفال الأنابيب وتوجد عدة دراسات عالمية أثبتت صحة هذا البحث وترتب عليها الرأي الطبي المعمول به حاليا في هذه الحالة وهو ضرورة معالجة هذا الالتهاب قبل بدء عمل أطفال الأنابيب وذلك بإزالة هذه الأنبوبة المتمددة بالسوائل أو ربطها من الطرف الملاصق للرحم لمنع نزول هذه السوائل على جدار الرحم وإعاقة زرع الأجنة. أما في مجال تحسن نتائج الأجنة، فقد تم من خلال بحث طبي مهم عمل دراسة مستفيضة لجدار الرحم لاختبار القساطر المناسبة للاجنة قبل بدء العلاج وهذه الخطوة هي الأخيرة في البرنامج ويتوقف عليها نجاح العملية. ويتم عمل بروفة لاختبار الطريقة المناسبة لنقل الأجنة ونوع القسطرة المناسبة ومعرفة طول تجويف الرحم واتجاهه سواء إلى الخلف أو الأمام والزاوية المناسبة بينه وبين عنق الرحم، وبذلك يتم تفادي مواجهة أية مشكلة غير مقدرة أثناء النقل الحقيقي للأجنة.


أما في مرحلة الإخصاب، فتوضح أنه تم تقديم أبحاث لتحسين نتائج الإخصاب عن طريق إيجاد طرق جديدة وحديثة لحقن البويضات بالحيوان المنوي الحقن المجهري السيتوبلازمي وهناك طريقة جديدة للحقن أدت إلى تقليل نسبة الفاقد مع تحسن نسبة الإخصاب، وتعتمد على حقن الحيوان المنوي بدون سحب السيتوبلازم.. حيث من المعتاد عند حقن الحيوان أن يتم سحب كمية من السيتوبلازم وإعادته بعد الحقن، وهذه الطريقة كانت تؤدي إلى فقد 5% من الحيوانات. والطريقة الجديدة تعتمد على خبرة الأطباء وتدريبهم. وهناك أيضا طريقة أخرى للإخصاب بالحقن السيتوبلازمي باستخدام الحيوانات المنوية الضعيفة أو استخلاصها من البربخ أو الخصية.

وكيف يتم تأمين وجود التوائم والتعامل معها حتي لايتم فقدها؟

أطفال الأنابيب يرفع من نسب إنجاب التوائم إلى 20% بينما تكون في حالات الإنجاب بالطريقة العادية 2%، والمعروف أيضا أن حدوث حمل التوائم في أطفال الأنابيب له مضاعفات عديدة أهمها الفقد بالإجهاض بعد الشهر الرابع أو الخامس. والتقنية الجديدة أتاحت لنا شفط هذه الأجنة الزائدة عن اثنين بمواد جديدة غير التي كانت متبعة والتي كانت تعتمد على كلوريد البوتاسيوم وذلك عن طريق مواد آمنة تؤدي إلى استمرار حمل الأم في اثنين بدون مضاعفات. أن المرحلة التي تلى نقل الأجنة لها اهتمام خاص حيث تعطى السيدة أدوية تساعد على تثبيت الأجنة في الرحم، وتشدد أيضا على أن كل مرحلة في غاية الأهمية ولها تأثير مباشر في نجاح العملية، وأنه يجب الاهتمام بكل الخطوات جميعها في وجود فريق عمل طبي متكامل .

اقرأ أيضًا: