قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين: إن وثيقة "الأخوة الإنسانية" التى سيتم توقيعها بالعاصمة الإماراتية أبو ظبى، تعمل على تقليل الفتن والصراعات بين المجتمعات المختلفة، وتابع قائلا " إننى أنتمى إلى جيل يمكن تسميته بجيل الحروب وما كدت أبلغ العاشرة من عمرى حتى داهمنا العدوان الثلاثي وعشنا ليالي بها ظلام دامس خوفا من العدوان.
موضوعات مقترحة
وأضاف شيخ الأزهر، خلال كلمته فى احتفالية توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" بالعاصمة الإماراتية أبوظبى، أن الاسلام والمسلمين دفعوا كثيرا بسبب حادث 11 سبتمبر لافتا إلى أن هذه الحادثة استغلت لإظهار الإسلام فى وسائل الإعلام على أنه دين دموى وعدائي مما أدى إلى انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وأوضح "الطيب" أن وثيقة الإخوة الإنسانية بدأت فكرتها خلال زيارته الأخيرة للبابا فرانسيس فى منزله، وأنها جاءت بعد مشاورات عدة حول أوضاع العالم ومعرفة ما يمكن للدين أن يقدمه لبعض المستضعفين، مؤكدًا أنه تم الالتفاف على أن الأديان الالهية برئية تمامًا من أعمال الجماعات الإرهابية مؤكدًا أن هؤلاء قتلة ومعتدون على الله وعلى الجميع التصدى لهم بكل قوة لحماية أورواح الناس، كما تم الاتفاق على أن جميع الأديان اتفقت على تحريم الدماء.
وتابع شيخ الأزهر: السنة النبوية والقرآن الكريم أكدا فى أكثر من موضع على حرمة الدماء وقتل النفس البشرية، وأنه ليس صحيحًا أن الأديان سبب القتال والصراعات، مشددًا على أن أهم أسباب العالم المعاصر يعود إلى غياب الضمير الإنسانى وتحكم الشهوات فى الأفعال، وأن الحروب التى اندلعت تحت اسم الأديان لقتل الأبرياء فإن الأديان لا تسأل عنها وإنما يسأل عنها أصحاب هذه الأفكار.
وأشار إلى أن الانحراف فى فهم النصوص ليس مقصورا على الأديان فقط وإنما يشمل أيضًا النصوص الخاصة بالتشريعات التى تحفظ السلم والأمن الدولى، وأنه تم الاتفاق فى الوثيقة على الكف عن استخدام اسم الله فى القتل وإزهاق الأرواح، مشددًا على أنه فى خطوة تاريخية لتقريب الأديان تم افتتاح أكبر مسجد وكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتابع قائلا: "جميع المسيحيين قلوبهم مليئة بالرأفة والرحمة" وانه احتضن الإسلام حينما كان دينًا وليدًا حينما أمر النبى المستضعفين من أصحابه بالهجرة إلى الحبشة.
وشدد الإمام الأكبر، أن على المسئولين شرقًا وغربًا أن يقوموا بواجبهم بجديَّة وتجرُّد في تعقُّب هؤلاء الإرهابيين وحماية أرواح الناس وعقائدهم ودور عباداتهم من جرائمهم.
مشيرا إلي أن أوَّل أسباب أزمة العالَم المُعاصر اليوم إنما يعود إلى غياب الضمير الإنساني والأخلاق الدِّينيَّة وتَحكُّم النزعات والشهوات الماديَّة والإلحاديَّة والفلسفات العقيمة البائسة التي ألَّهت الإنسان وسخرت من الله ومن المؤمنين به.
كما دعا المسلمين في الشرق إلى أن يستمروا في احتضان إخوتهم من المواطنين المسيحيين في كل مكان؛ فهم شركاؤنا في الوطن، وإخوتنا الذين يُذكِّرنا قرآننا الكريم بأنَّهم أقرب الناس مـودَّة إلينا، قائلا إن علينا ألا ننسى أنَّ المسيحيَّةَ احتضنت الإسلام وهو دين وليد وحمته من طغيان الوثنية والشِّرك التي كانت تتطلع إلى اغتيال هذا الوليد في مهده.