استهلت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، سلسلة الافتتاحات لمقار مؤسساتها الجديدة بالعاصمة الإدارية بافتتاح واحد من أكبر المساجد في مصر والشرق الأوسط، بالإضافة إلى مقر الكاتدرائية المرقسية، في إشارة لحرص الدولة المصرية على إعلاء القيم الدينية لدى المواطن المصري.
موضوعات مقترحة
وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد مهنا المشرف على الرواق الأزهري، إن الخطوة التي أقدم عليه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي تتفق مع صحيح الدين الإسلامي، مشيرًا إلى أن الإسلام يأمر أتباعه بالإحسان لأهل الكتاب.
وأوضح مهنا في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أن الرئيس السيسي يسير على طريق الإصلاح المجتمعي، مشددًا على أنه لا صلاح دون إصلاح للمنظومة القيمية والدينية للمواطنين المصريين على اختلاف دياناتهم.
وأشار الأستاذ بجامعة الأزهر، إلى أن القرآن يتألف من 6236 آية قرآنية بينها 500 فقط تتحدث على التشريعات والعقوبات، موضحًا أن الآيات القرآنية تعلي من القيم الإنسانية.
وأكد مهنا أن الديانات السماوية تتفق جميعها في مختلف المبادئ وعلى رأسها التوحيد والحفاظ على القيم والنفس والروح والعرض وغيرها، مشيرًا إلى أن استمرار مصر في هذا الاتجاه يضعها على طريق التقدم.
وفي السياق ذاته، قال الأنبا يوحنا قلتة رئيس مجلس إدارة كنائس مصر السابق، إن إقدام رئيس الجمهورية على بداية عهد العاصمة الإدارية بافتتاح واحد من أكبر المساجد في الشرق الأوسط وواحدة من أكبر الكنائس وهي الكاتدرائية، يبعث برسالة للعالم بأن مصر صف واحد في مواجهة الإرهاب.
وأوضح قلتة لـ"بوابة الأهرام"، أن تلك الخطوة تؤكد أن الإرهاب الذي يستهدف مصر لن يصيب نسيجها الاجتماعي ولن يؤثر على وحدة شعبها، مشددًا على أن الشعب المصري موحد في مواجهة المخاطر.
وأشار الرئيس السابق لمجلس إدارة كنائس مصر، إلى أن ارتفاع أصوات المساجد وتعانقها مع أجراس الكنائس ينفي عن الدولة المصرية وشعبها على اختلاف دياناته تهمة الطائفية أو كراهية الآخر الذي يختلف معه في العقيدة.
واتفق قلتة مع مهنا في أن تقدم مصر وسيرها على الطريق الصحيح يبدأ بزرع القيم الأخلاقية في تصرفات وأفعال المصريين، مؤكدًا أن التحضر يبدأ باحترام الآخر واحترام الذات.
واختتم قلتة تصريحه بالقول: "الدولة المصرية تحترم مواطنيها وتسعى للحفاظ على نسيجهم بتقريب قلوبهم وتأكيد المشترك بين دياناتهم".
وأضاف "المواطنة والمساواة مبادئ، دائمًا ما طالب به العديد من المصريين ونصت عليها الدساتير المصرية المختلفة، وتلك المبادئ ظلت حلمًا يراود المصريين وتحوله لواقع على الأرض".
وقالت مارجريت عازر وكيلة لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان :"إن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي خطوة تاريخية تؤكد أنه رئيس أسطورة ورئيس استثنائي في تاريخ مصر الحديث والمعاصر".
وأوضحت عازر في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أن المواطنة والمساواة مبادئ دستورية تحققت على يد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، منوهة بأن السيسي لم يكن حريصًا فقط على المواطنة والمساواة، لكنه حرص على تعميق البعد الديني في نفوس المواطنين المصريين على اختلاف دياناتهم.
وأضافت وكيلة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان أن الرئيس السيسي يدرك أن انتهاج المواطنين وأتباعهم لقيمه الدينية الأخلاقية سينعكس على القضاء على كافة الظواهر السلبية التي أصيب بها بعض المواطنين وتؤثر على على تقدم مصر.
واختتمت عازر تصريحاتها بالقول: "أنا أتواجد على الأرض في الاحتفالية بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية عيد الميلاد، وأرى السعادة والإحساس بالتغيير في عيون جميع الحضور مسلمين، ومسيحيين، ذلك التغيير الذي كنا نحلم به ونتطلع إليه".
وفي السياق ذاته قال الدكتور عمرو حمروش أمين اللجنة الدينية في البرلمان، الرئيس السيسي رئيس غير تقليدي يدرك حقيقة تدين الشعب المصري ويسعى لأن يكون تدينه على حق وليس تدينًا ظاهريًا.
وأوضح حمروش لـ"بوابة الأهرام"، أن إقدام السيسي على بداية عهد العاصمة الإدارية بمسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "عيد الميلاد"، يؤكد حقوق المواطنة وأن مصر دولة لا تفرق بين مواطن وآخر على أي أساس إلا العمل والاجتهاد.
وتابع: "بصفتى أزهريًا فإنى أؤيد تلك الخطوات التي من شأنها إعلاء القيم الأخلاقية للمصريين ليكونوا أكثر تدينًا على حق وليس تدينًا ظاهريًا، يمكن استغلالهم بمعرفة فئة ضالة ليقودوهم تجاه الانحراف".
وأجمع مهنا وقلتة وعازر وحمروش على أن رسالة الرئيس السيسي للداخل بأن مصر نسيج واحد متعايشة في إخاء وحب، ورسالة للخارج بأنه مهما كانت الصعوبات التي تواجهها مصر فنسيجها واحد لن يتفتت ولن ينتهك مهما كانت الضغوط.