في اليوبيل الذهبي للكاتدرائية.. البابا تواضروس يربط التاريخ بالحاضر عبر الأيقونات| صور

الكاتدرائية المرقسية بالعباسية هي ثاني أكبر كاتدرائيات العالم "الأرثوذكسية" واستغرق بناؤها ٣ سنوات تقريبا وكذلك استغرق الاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسها نفس المدة.

البداية

البداية في يوليو 1965 حين أرادت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بناء الكاتدرائية على أرض الأنبا رويس بالعباسية بجوار الكنيسة البطرسية، حينها وضع البابا كيرلس البطريرك 116 حجر الأساس لها بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

قامت الكنيسة بإجراء مسابقة ليفوز بمهمة رسم وتصميم الكاتدرائية المهندسين المعماريين عوض كامل وسليم كامل فهمي ويقوم بالتصميم الإنشائي لها المهندس ميشيل باخوم وتنفذها شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة (سيبكو).

مساحة الكاتدرائية 
بنيت الكاتدرائية المرقسية على مساحة 6 آلاف متر تقريبا واستغرق بناؤها 3 سنوات، تبرع خلالها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بما يقرب من نصف تكلفة تأسيسها.

الرئيس عبد الناصر يحضر افتتاح الكاتدرائية
 

25 يونيو 1968 حضر الرئيس جمال عبد الناصر إلى جانب كوكبة من رجال الدولة وقتها افتتاح الكاتدرائية، وشهدت الكاتدرائية في اليوم التالي أول قداس يقام بها ووضع البابا كيرلس رفات القديس مارمرقس وقتها تحت الهيكل الرئيسي لها.

وكانت هذه نقطة البداية لتشهد الكاتدرائية أحداث مهمة وعظيمة ومصيرية سجلها التاريخ على مدار 50 عاما هو عمرها حتى الآن.

الاستعداد منذ 3 سنوات للاحتفال باليوبيل الذهبي

قبل ثلاثة سنوات أعلن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية توقفه عن إلقاء عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية وعدم إقامة القداسات فيها إلا في المناسبات الكبرى.

وفيما عدا ذلك لم يعد مسموحا للأقباط بدخول الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية وذلك لتجديدها كي تخرج للاحتفال باليوبيل الذهبي في أبهى صورها.

وأقامت الكنيسة وقتها مسابقة لاختيار الفنانين الذين سيقومون برسم الأيقونات وتطوير الكاتدرائية وتزيينها حتى تصل لهذا اليوم وتحتفل بمرور 50عاما على بنائها وتأسيسها.

البابا تواضروس يربط الماضي بالحاضر في احتفال اليوبيل الذهبي للكاتدرائية

بمجرد دخولك الكنيسة الرئيسية للكاتدرائية تدرك أن البابا تواضروس أراد ربط الماضي بالحاضر وتوثيق معظم الأحداث التي مرت على تاريخ الكنيسة في هيئة أيقونات صنعها الفنانون بحب وشغف.

فإذا علقت نظرك عند المذبح الرئيسي ستجد على يمينك أيقونة لعودة رفات القديس مارمرقس يحملها البابا كيرلس مبتسما وإذا اتجهت بنظرك على اليسار ستجد أيقونة لشهداء ليبيا ومذكور فيها أيضا شهداء الصعيد وشهداء بحري وشهداء القاهرة وشهداء الاسكندرية لتبقى الكنيسة على ذكرى شهداء الأحداث الإرهابية التي تمت في السنوات الأخيرة.

وفي صلوات تدشين الكاتدرائية اليوم، أطلق البابا تواضروس الثاني اسم القديس البابا كيرلس السادس البطريرك الـ ١١٦ على المذبح القبلي بهيكل الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس، بالعباسية.

وذلك لأنه البطريرك الذي بنيت في عهده الكاتدرائية ذاتها وهو من وضع حجر الأساس لها وافتتحها وصلى أول قداس بها.

كذلك حرص البابا تواضروس على تقديم الأرشيدياكون فؤاد شفيق اليوم في احتفالية التدشين والذي عاصر كل الأحداث التاريخية المهمة التي مرت على الكاتدرائية.


وأخذ الأرشيدياكون الكلمة واسترجع ذكرياته مع ماشهدته الكاتدرائية من أحداث عاصرها بنفسه، حيث حضر وضع حجر الأساس للكاتدرائية وكان من المشاركين في اعداد حفل الافتتاح في الستينات وشهد صلوات تجنيز البابا كيرلس السادس وتجليس البابا شنودة الثالث البطريرك 117، كما شهد تجليس البابا تواضروس الثاني البطريرك الحالي، وأعطاه القدر فرصة حضور الاحتفال باليوبيل الذهبي للكاتدرائية المرقسية.

تأجيل الاحتفال باليوبيل الذهبي للكاتدرائية

كان من المفترض أن يكون الاحتفال في 25 يونيو الماضي ولكن لعدم تمكن المهندسين والفنانين من الانتهاء من عملهم في هذا الوقت، ارجأ البابا تواضروس الاحتفال لليوم 18 نوفمبر والذي يوافق الذكرى السادسة لتجليسه على كرسي مارمرقس الرسول.


ولما واجهت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حادث دير الأنبا صموئيل الإرهابي الأليم في أكتوبر الماضي ، أعلن البابا تواضروس أن الاحتفال سيكون في معاده ولكن سيقتصر فقط على طقس تدشين الكاتدرائية وذلك لما مرت به الكنيسة من أحداث أليمة مؤخرا.

أحداث تاريخية شهدتها الكاتدرائية

خمسون عاما شهدت الكاتدرائية فيه لمسات التطوير والتوسع عاما بعد عام فلقد تم بناء المقر البابوي غربها بالإضافة إلى بناء كنيستين تحت الكاتدرائية هما كنيسة العذراء والأنبا بيشوي وكنيسة العذراء والأنبا رويس و تم دفن الأنبا صموئيل أسقف الخدمات فيها وهو الأسقف الذي استشهد وقت اغتيال الرئيس محمد أنور السادات.


أيضا تم الاحتفال بحضور رفات القديس أثناسيوس الرسولى عام 1977 وافتتاح قاعة القديس أثناسيوس الكبرى تحت الكاتدرائية.

وذلك إضافة إلي قداس تجليس البابا شنودة وقداس تجليس البابا تواضروس.