Close ad

سيول الثلاثاء تضرب "البيئة".. إغلاق المحميات.. والوزارة تتأهب بـ"غرفة الأزمات"

28-4-2018 | 15:30
 سيول الثلاثاء تضرب البيئة إغلاق المحميات والوزارة تتأهب بـغرفة الأزمات السيول
دينا المراغي

أثار قرار إغلاق المحميات الطبيعية أمام الزائرين وتعليق كافة أنشطة التخييم والمبيت، بعد مرور البلاد بموجة من الأحوال الجوية السيئة، صاحبتها رياح شديدة وأمطار رعدية غزيرة، تحولت إلي سيول متوسطة في بعض المحميات الطبيعية، إهتمامات خبراء البيئة والمعنيين بالشأن البيئي..حيث تابعت "بوابة الأهرام"، التطورات داخل غرفة العمليات المركزية، المشكلة من قبل وزارة البيئة، والتي تعكف علي إجراءات تفعيل الخطط المعدة للأزمات والكوارث البيئية لمواجهة تداعيات السيول ووضع خطط استباقية، والتأكد من خلو المحميات من الزائرين حرصاً على سلامتهم، والتعرف عن كثب أحوال البيئة في كلتا المحميتين..

موضوعات مقترحة

وتوقع مراقبون، أن تتعرض محميات البحر الأحمر إلي ضرر أكبر، باعتبارها تقع بالمدن الساحلية، إلا أن ما حدث كان مغايرا لتلك التوقعات تمامًا، فلقد تضررت تلك المناطق المحمية التي تقع داخل حدود القاهرة، وهم محميتا"وادي دجلة"، ومحمية "الغابة المتحجرة".

وتحسبا لكافة التوقعات، فقد طالب الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، من القائمين على محميتي "وادي دجلة والمتحجرة"، الالتزام بتعليمات إغلاق المحمية أمام الزائرين لحين استقرار الأحوال الجوية..فقد تسببت حالة الطقس في حبس 20 طالبا و4 مشرفين كانوا قد خيموا بالمحمية من الخامسة مساء الثلاثاء الماضي، رغم إخطارهم من المسئولين بالمحمية بتوقعات هيئة الأرصاد الجوية واحتمالية سقوط أمطار.

كما تعرضت محمية وادي دجلة، إلي تجمعات مياه وصل عمقها إلي 4 أمتار، بالإضافة إلي انهيار في الطريق الأسفلتي المؤدي إلي المحمية، وتم إبلاغ وزيري الري والإسكان لإرسال لجنة فنية للمعاينة، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.

أما فيما يتعلق بمحمية الغابة المتحجرة، فقد أدت الأمطار الغزيرة إلي سقوط 3 أجزاء من السور المحيط بها بطول ٤٥ مترا، بالإضافة إلى قطع للمدقات داخل المحمية، نتيجة تراكم مياه السيول، كما تراكمت المياه خلف أسوار المحمية من الناحية الجنوبية والغربية دون وقوع أي إصابات، ما أثار حالة من الذعر للقائمين على العمل بها، وخشيتهم من زحف أو تحرك أية كائنات برية أو زواحف من داخل المحمية، إلي المناطق السكنية المجاورة.

لذلك، تم تكليف المختصين في علوم الحيوان بوزارة البيئة، بعمل مسح بدءاً من منتصف أول أمس الخميس وحتى الشروق - موعد نشاط تلك الأنواع - علي معظم حدود المحمية، وخاصة الأماكن المحيطة بمواقع انهيار السور والمقابلة للمناطق السكنية والمأهولة، وجاءت النتيجة مطمئنة، وتواجد تجمعات للنمل الأبيض بالقرب من سور المحمية، والذي خرج من تجمعاته التي دمرتها إثر الأحوال الجوية السيئة.

وقد شمل المسح الحد الغربي للمحمية بالكامل تجاه الجامعة الألمانية والحد الشمالي تجاه النرجس، وأجزاء من الحد الشرقي باستخدام الكشافات الليلية، وعصا تتبع الأثر والزحافة اليدوية، وكانت أولوية المسح لجميع المناطق الجافة بالقرب من تجمعات المياه ومناطق الحشائش والأحجار، وعند المخلفات باتجاه الكتلة السكنية من كل حد من الحدود.

وبالنسبة لأعمال الصيانة بمحميتي الغابة المتحجرة ووادي دجلة، فقد تم تشكيل لجنة فنية لتقدير حجم الخسائر ووضع خطة زمنية لأعمال الترميم، حيث بدأت أعمال ردم وتسوية الطريق المؤدى إلى محمية وادي دجلة بعد انهياره نتيجة الأمطار الغزيرة.

وأوضح شهاب عبد الواحد، رئيس جهاز شئون البيئة، أن المحميات الطبيعية بالمنطقة لم تتعرض لأي أضرار بفعل الأحداث الأخيرة والتغيرات في الأحوال الجوية، مشيرًا إلي أن الوزارة تعقد اجتماعات موسعة باللجنة المعنية بمتابعة الموقف ويتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.

وأشار رئيس جهاز شئون البيئة، إلي أن السور الذي تدمر من شدة سقوط الأمطار بمحمية الغابة المتحجرة، هو جزء من المحيط القديم الذي لم يتم تجديده أثناء عملية الترميم الأخيرة، التي قامت بها الوزارة لحماية المحمية من عصابات سرقة الرمال الصفراء من أرضها.

في فبراير الماضي، افتتحت المرحلة الأولي لتطوير محميتي وادي دجلة والغابة المتحجرة بتكلفة 70مليون جنيه، وأشرف على تنفيذ مراحل التطوير مشروع الاستدامة المالية للمحميات الطبيعية بوزارة البيئة.

وشمل التطوير، دورات المياه وربطها بشبكة الصرف الصحي وتطوير مسار الدراجات الجبلية الذي يستخدمه مئات محبي رياضة الدراجات حيث تم توفير علامات إرشادية ومعلومات ومحطات للاستراحة، وكذلك تركيب ٢٠ لوحة بالشوارع المؤدية للمحميتين لتسهيل وصول الزائرين.

وقال محمود سرحان، مدير مشروع الاستدامة المالية، إن العمل بدأ بالفعل في المرحلة الثانية من مشروع تطوير محمية وادي دجلة، ومن المخطط أن يتم الانتهاء منها أكتوبر ٢٠١٨، والتي تشمل إنشاء منطقة للألعاب البيئية للأطفال تشجعهم علي التفاعل مع الطبيعة، وكذلك إنشاء مركز جيولوجي تفاعلي ومركز للمعلومات لاستقبال الزوار، وإنشاء خيمة بدوية صغيرة.

وأضاف سرحان، أن مراحل تطوير "الغابة المتحجرة" شملت إنشاء متحف مفتوح للأشجار المتحجرة، ينقل الزوار في جولتهم إلى عصور مر عليها أكثر من 50 مليون عامًا، مشيرًا إلى تصميم استراحات ومظلات مصممة بالألواح الخشبية لتحاكي طبيعة المكان، بالإضافة إلى مناطق للتخييم ولوحات استرشادية.

وتعتبر محمية وادي دجلة من الأودية المهمة التي تمتد من الشرق إلى الغرب بطول حوالي 30 كم، ويمر بصخور الحجر الجيري، الذي ترسب في البيئة البحرية خلال العصر الأيوسيني بالصحراء الشرقية منذ أكثر من 60 مليون سنة، لذلك فهي غنية بالحفريات، ويبلغ ارتفاع تلك الصخور على جانبي الوادي 50م، ويصب فيه مجموعة من الأودية على الجانبين.

أما الغابة المتحجرة، فهي تعد المنفذ الوحيد على مستوى العالم لباحثي وعلماء الجيولوجيا، لما تضم من أشجار ونباتات نادرة منذ تكون الكرة الأرضية منذ أكثر من 40 مليون عام مضت.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: