Close ad

الجامعات تتجه للمنظومة الذكية.. أكاديميون: خطوة تأخرت وثروة في حاجة للتفعيل

24-2-2018 | 17:17
الجامعات تتجه للمنظومة الذكية أكاديميون خطوة تأخرت وثروة في حاجة للتفعيلخالد عبد الغفار
محمود سعد

تتجه الجامعات الحكومية نحو التحول إلى جامعات ذكية، كبداية للتغيير، حيث تعد الأداة الفاعلة لمواكبة ما يظهره العالم من ثورة معلوماتية وعلمية في اكتساب المعرفة وإدارتها، وإنتاج المعلومة التفاعلية.

موضوعات مقترحة

وفي سبيل تطبيقها.. اتفق المجلس الأعلى للجامعات ممثلا في الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مع المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات، على إعلان مبادرة التجمعات التكنولوجية للإبداع وريادة الأعمال بالجامعات على مستوى محافظات الجمهورية، بهدف تنمية مهارات الشباب.

وطالب عبد الغفار رؤساء الجامعات بتقديم تصور للمكان الجغرافي المزمع إنشاء مراكز الإبداع وريادة الأعمال فيه، حيث من المخطط أن يتم إنشاء 27 تجمعا تكنولوجيا للإبداع وريادة الأعمال، بواقع تجمع لكل محافظة سيكون مقره بالجامعة الحكومية.

وفي هذا الصدد، شكلت لجنة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لتقييم الوضع الراهن داخل كل جامعة على مستوى توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تمهيدا لتنفيذ أهداف منظومة الجامعة الذكية.

أكاديميون يرون أن هدف الجامعة الذكية، تطوير البنية التكنولوجية والمعلوماتية بالجامعات، والإسهام في تخريج جيل قادر على المساهمة بشكل فعال في بناء مجتمع المعرفة والاندماج في التحول الرقمي الذي تهدف الدولة إلى تحقيقه، والانتقال بالجامعة إلى مرحلة بناء نظم وخدمات إلكترونية ذكية متكاملة تسهم في رفع كفاءة العملية التعليمية والإدارية بالجامعة.

"بوابة الأهرام" استطلعت آراء متخصصة في الشأن الأكاديمي حول ما تتجه له الجامعات..

سرعة نقل المعلومة

في البداية يرى الدكتور سيد القاضي، رئيس جامعة بنها، أن فكرة تحول لجامعات ذكية، يسهم في التطور السريع للمنظومة، والتقليل في التعاملات الورقية، مع سرعة نقل المعلومة، مبينا أنها خطوة للتطوير والتقدم ومواكبة الجامعات العالمية.

وكشف القاضي، أن جامعة بنها يوجد لديها مركز للابتكارات والإبداع، موضحا أنه تم رصد له مليون جنيه، مع العمل على الانتهاء سريعا من خطوات التحول إلى جامعة الذكية، وأنها خطوة جديرة بالتطبيق من ناحية التوثيق الإلكتروني، مشيرا إلى أن المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات، عرض على الجامعات إنشاء مراكز للابتكارات، وهذا بخلاف ما تفعله الجامعات.

وأفصح رئيس جامعة بنها، أن المركز تصل مساحته لـ2000 متر، بشكل وتقنيات معينة لتسهيل العملية التعليمية والاستفادة من تواجدها، من أجل نهضة كبيرة للجامعات، موضحا أن التجهيزات على عاتق وزارة الاتصالات، وأن خطوة المجمعات التكنولوجية، والتحول لجامعات ذكية، الطريق نحو الصعود في التصنيف الدولي وتخطي المراكز المتأخرة بالتصنيفات العاليمة التي تعتمد على أساس هام وهو النظام الإلكتروني للجامعات، مع الموقع الإلكتروني للجامعات وما تقدمه للمجتمع بخلاف العملية التعليمية.

تعزيز ريادة الجامعات

وثمن عدد من أساتذة كليات الهندسة بالجامعات، أن الجامعة الذكية من أهدافها تعظيم دور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز ريادة الجامعات في التصنيفات العالمية، وإتاحة البحوث لجميع الطلاب، وتقديم الخدمات منها إتاحة المقررات الإلكترونية، والبحث المؤسسي والوصول للمعلومات بشكل سريع ومبسط، وإدارة الأرشفة لكل المحتويات والوثائق المؤسسية.

خطوة تأخرت كثيرا

اعتبرت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذة الإعلام، إن فكرة التحول لجامعات ذكية، فكرة تأخرت كثيرا، ومهمة للمنظومة التتعليمية الجامعية ككل، مشيرة إلى أنها تعتبر أحد أهم المعايير للاعتماد فى التصنيف الدولي للجامعات، بعد تحول العالم وانفتاحه على التطبيق التقني والتكنولوجي.

وطالبت بضرورة وجود بحوث دولية مشتركة مع مؤسسات دولية، قائمة على القواعد التكنولوجية الحديثة، وبالإمكانيات المتاحة للاتصالات، وتطبيقها في الجامعات، باعتبارها أحد أهم العناصر الحالية بمنظومة التعليم، مشيرة إلى أن هناك مشاريع موجودة ينقصها الرؤية المتكاملة.

كما أكدت أن الاهتمام الأكثر لابد أن يكون بالكليات النظرية، وتحديثها، والاهتمام باكتشاف القدرات والمواهب، ومنظومة الجامعة الذكية يساعد كثيرا على اكتشاف الاختراعات، مشددة على أهمية الاستمرارية والتنفيذ والتحول سريعا للمنظومة الذككية وعمل المبادرات واستكمالها، على أن يكون المشروع القومي للجامعات، بخلاف المشروع القومي الذي تنفذه الدولة سنويا.

شروط تطبيقها

واتفق الدكتورة وائل كامل، عضو هيئة التدريس، بجامعة حلوان، مع الدكتورة هويدا مصطفى، بأن تحول الجامعات إلي جامعات ذكية مع التوسع في برامج ريادة الأعمال والمجمعات والحاضنات التكنولوجية خطوة تأخرت كثيرا، مؤكدا أنها ستخلق طفرات ليس فقط على مستوى قدرات الخريجين وتصنيف الجامعات المصرية دوليا، ولكن على مستوى على مستوى تقدم وتطور الدولة .

وفند كامل، شروط توافر هذه المنظومة، ومنها توفير بنية تحتية برمجية سواء في برمجيات الإدارة و نظم التعليم أو في الشبكات والربط بين الأقسام العلمية المختلفة والكليات المتعددة في الجامعة الواحدة وتواصلهم بعضهم البعض، سيزيد من فرص التوسع في الأبحاث العلمية المشتركة وسيساعد على الابتكار والإبداع ، لو وضع في الاعتبار البدء في إنشاء المجمعات التكنولوجية لكل جامعة وحاضنات الأبحاث، مشيرا إلى أن هناك بعض الأمور ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار لتحقيقها بصورة أفضل.

واعتبر عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، أن تحويل الجامعات لجامعات ذكية لابد أن يكون التحول كاملا ، مبينا أنها عملية متكاملة يدخل في نطاقها العنصر البشري و ليست مجرد توفير برمجيات وعتاد إلكترونية فقط وتحويل مقررات إلكترونية وامتحانات أون لاين، مطالبا بتدريب وتأهيل كوادر بشرية للتعامل مع هذا النظام ، مع تتحرر الجامعات من البيروقراطية، وتغيير الفكر في التخطيط الإستراتيجي ووضع الأهداف التعليمية التي تتناسب مع هذا التحول.

وأشار كامل، إلى أن هناك ببعض الكليات مقررات اندثرت وما زالت موجودة ومقررات لاعلاقة لها بسوق العمل ولازالت تدرس، وفي نفس الوقت نحتاج لتغيير فكر البرامج الإجبارية المفروضة من كل جامعة على كلياتها من ضمن متطلبات الجامعة، مؤكدا الحاجة إلى تخصص ريادة أعمال وإدارة موارد بشرية ومبادئ برمجة لنحقيق الاستفادة القصوى، والتوسع في الأنشطة حتى لا تصبح عملية التعلم مجرد حشو معلومات بملل.

منتج تفاعلي

كما اعتبر خبراء مراقبون للوضع الأكاديمي، أن خطوة الاتجاه للجامعات الذكية، ستقدم منتج مختلف عن منتج الجامعات التقليدية، وسيصبح الخريج لديه القدرة على التعلم الذاتي من خلال اعتياده على الاطلاع والبحث عن المحتوى العلمي من اي مكان وزمان، واستخدام السبورات الذكية وشاشات العرض وانظمة التعلم التفاعلية وتحويل المقررات الإلكترونية والتوسع في التعليم عن بعد ، والتأثير في اختصار وقت ومجهود طرفي العملية التعليمية سواء عضو هيئة التدريس أو الطالب والمساعدة على التعلم التعاوني بين الطلاب أنفسهم.

مسميات فقط

وللدكتور هاني الحسيني، أستاذ العلوم، بجامعة القاهرة، رأي آخر، حيث يعتبر كل ما يدار حول تحول الجامعات لمنظومة جامعات ذكية، إطلاق أسماء دون التنفيذ، مطالبا بوجود رؤية تنفيذية والعمل عليها سريعا من أجل الارتقاء بمنظومة الجامعات والتقدم بالتصنيف الجامعي بين جامعات العالم.

وعن إطلاق مراكز ريادة الأعمال بالجامعات، أكد أنها مجرد مسميات أيضا فلابد من التفاعل وليس أحاديث، مع ضرورة توفير الأنشطة للطلاب والعمل على الاهتمام بالبحث العلمي، وكذلك لأعضاء هيئة التدريس بجميع الجامعات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة