Close ad

إعادة تشكيل المعدة باستخدام الإنسان الآلى لأول مرة فى مصر

20-2-2012 | 08:51
حسام زايد
أظهرت العديد من الدراسات الطبية الحديثة ارتباط السمنة المفرطة بارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومشاكل العمود الفقرى والمفاصل و توقف التنفس المفاجىء أثناء النوم.

وفى مارس الماضى، أعلن الاتحاد الدولى لمرض السكر بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، أن جراحات السمنة المفرطة علاج فعال لمرض السكر من النوع الثانى للأشخاص المرشحين بناء على شروط معينة، وتؤدى إلى التوازن الهرمونى داخل الجهاز الهضمى، مما يؤدى إلى زيادة حساسية مستقبلات الأنسولين المفرز من الغدة البنكرياسية فى الجسم، و بالتالى يشفى المريض من مرض السكر خلال أيام من إجراء العملية حتى قبل إنقاص وزنه.

ومن هنا بدأ العلماء بالتفكير فى كيفية التخلص من هذا المرض المزمن بالطرق المختلفة.

وفى تطور جديد لتلك الجراحات، تمكن الجراح العالمى رالف سينر أستاذ جراحة السمنة بجامعة كلوسينبرج بألمانيا وخبير جراحات السمنة بالمنظار باستخدام الإنسان الآلى من إجراء عملية جديدة لتصغير المعدة بإعادة تشكيلها بعد استئصال الجزء المريض منها بمساعدة الروبت أو الإنسان الآلى،

حيث أجرى حوالى 240 عملية خلال العام الماضى بمعهد ميسيتا لجراحات السمنة بميونيخ فى ألمانيا، كما أن العملية يتم إجراؤها فى كل أوروبا منذ 5 سنوات نظرا لأنها حاصلة على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأوروبية .. إيميا ..

وفي مصر أعلن الخبير الالمانى من خلال مؤتمر صحفى عقد أمس تحت عنوان .. تحرر من حمولك نهائيا وأبدأ الحياة .. عن إجراء تلك العملية باستخدام الإنسان الالى لأول مرة بعد دعوته لنقل تلك التكنولوجيا بالكامل من ألمانيا لتطبيقها في مصر نظرا لنجاحها الكبير ودرجة أمانها المرتفعة.

وأوضح الدكتور رالف سينر أن العملية تعتمد على استئصال الجزء الزائد المريض من المعدة بالطول ويشمل مركز الجوع على الجدار لتعود المعدة إلى حجمها الطبيعى قبل زيادة حجمها، وذلك عن طريق استخدام جهاز جديد يقوم بقطع الجزء الزائد والكى والتدبيس في نفس الوقت لمنع حدوث نزيف، لافتا الى أن عملية تصغير المعدة بالطول تتميز عن غيرها من عمليات التخلص من الوزن الزائد سواء التدبيس أو التحويل أو حزام المعدة بأنها تعتمد أساسا على استئصال الجزء الزائد المتسع من المعدة و هو جزء مريض يسبب مشاكل و لا يفيد نظرا لأنه تسبب في كبر حجم المعدة مما افقدها وظيفتها وأصبحت حملا زائدا على الإنسان يؤثر على وظائف التنفس نتيجة ضغطها على الحجاب الحاجز أثناء النوم وهو ما يفسر إرهاق أصحاب الأوزان الزائدة وصعوبة التنفس لديهم.

وبمجرد الاستئصال يعود التنفس إلى طبيعته ويتحرك الحجاب الحاجز فى المساحة المناسبة له، وما يتبقى هو الجزء الأساسى من المعدة والذى يحتاجه الإنسان لممارسة حياته الطبيعية واحتياجاته اليومية من الطعام ، وفى نفس الوقت لا يتم غلق مجرى الطعام الطبيعى فيمر بشكل طبيعى للمعدة وبالتالى يستقر الطعام في مكانه الطبيعى بالمعدة بعيدا عن المرىء فلا يشعر المريض بإحساس القىء المشهور، ويطلق على العملية اسم التصغير الطولى للمعدة ، أو إعادة تشكيل المعدة.

كما تتميز تلك العملية بعدم عودة الوزن الزائد مرة أخرى نظرا لأن الجزء الذى تم استئصاله يحتوى على مركز الإحساس بالجوع داخل المعدة وطريقة عمل هذا الجزء تعتمد على إفراز هرمون .. جهارين .. الذى يقوم بتنشيط وتحريك المعدة بمجرد وصول كمية من الطعام إليها لتستقبل كمية اكبر من الطعام، واستئصال المركز يمنع الإحساس بالجوع على فترات متقاربة ويجعل معدل الإحساس به مطابقا لحجم المعدة الجديد.
وأشار إلى هناك طريقة أخرى يشعر عن طريقها المريض بالجوع اعتمادا على انخفاض مستوى السكر فى الدم وهو العنصر الاساسى وهذا لن يمس ومكانه في المخ، وبالتالى الإحساس بالجوع سيظل موجود ولكن بطريقه مختلفة.

وعن التكنيك الجديد في إجراء العملية، يقول الدكتور رالف إنه يتم تحديد حجم المعدة الجديد بقياسات معينه عن طريق إدخال أنبوبة من الفم قطرها ١٠ أو ١٢ مليمترا إلى داخل المعدة لتصبح هى الباترون الذى يقوم الطبيب بتفصيل المعدة حوله، بحيث يقوم من خلال الإنسان الالى وكاميرا الفيديو وجهاز الدباسة والأدوات الأخرى التى يتم إدخالهم جميعا من خلال 4 فتحات صغيره بالبطن لا تتعدى الواحده 1 سم، ومتابعة كل ما يحدث بوضوح تام على خلال شاشه خارجية يقوم بإعطاء أوامر كوديه للإنسان الآلى يتحرك من خلالها لاستشعار تلك الأنبوب وشد المعدة حوله لتصبح مطابقة لمقاس الأنبوب بالضبط، ثم يتم إدخال جهاز جديد متطور يطلق عليه الدباسة وتقوم بثلاث وظائف فى وقت واحد حيث تقوم بعملية القص والكى والتدبيس في نفس الوقت، مما يترتب عليه عدم نزف نقطة دم واحدة، ثم يتم التأكد من أن المعدة قد تم إحكامها تماما ولا يوجد تسريب من داخلها عن طريق اختبار بسيط يقوم به الطبيب.

وعن مدى أهمية استخدام الإنسان الآلى كمساعد للجراح فى تلك العملية، أوضح رالف أن جراحات الإنسان الآلى هى مجال جديد فى الطب وثورة فى عالم الجراحات، واستخدامه فى تلك الجراحة يجعل إجراؤها أدق من اليد البشرية ، و يوفر المناخ الأمثل لإجراء العملية نظرا لإمكانية وصوله الى الأماكن الضيقة والصعبة داخل الأمعاء فى حالات السمنة المفرطة، ويمكنه إجراء عملية دقيقة جدا في اصغر الأماكن التى تحتاج الى الميكروسكوب فى الأمعاء والتى لا يمكن أن تكون متاحة لليد البشرية، كما أن استخدامه يقلل من الوقت المستغرق للتخدير والعملية ويخفض معدلات المشاكل المحتملة بشكل ملحوظ ، وكل تلك الخصائص المهمة التى تتمتع بها جراحات الإنسان الآلى سوف تعود بفائدة كبيرة على المريض وفى نفس الوقت تقلل من مخاطر العملية نفسها.

ويقول إن العملية لا تستغرق أكثر من ساعتين و لا تحتاج أكثر من ثلاثة أيام بالمستشفى، و بعد العملية بأسبوع يستطيع المريض أن يعود لحياته الطبيعية و ممارسة الرياضة. وهى مناسبة لكل من زاد وزنه عن الوزن المثالى ٣٠ إلى ٣٥ كيلو جراما ، ويمكن إجراؤها لمريض عمره 14 عاما وحتى 65 عاما.
كلمات البحث
الأكثر قراءة