Close ad

"الكوليرا" وباء الحرب يلتهم محافظات اليمن

9-5-2017 | 17:45
الكوليرا وباء الحرب يلتهم محافظات اليمنالكوليرا
مروة أحمد

ما يزيد على ألفي شخص في اليمن مصابون بمرض الكوليرا، وأعدادهم في ارتفاع مستمر، وفقًا لبيانات رسمية تتغير على رأس كل ساعة من وزارة الصحة اليمنية.

وتؤكد البيانات أن محافظات يمنية دخلت دائرة المرض للمرة الأولى في تاريخها كمحافظة المحويت، مما يعزز بدء موجة انتشار ثانية للمرض الأشد فتكًا، الذي قد يصيب جميع المحافظات، كما صرح بذلك مدير برنامج صحة الطفل بوزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي.

حذر القباطي من أن القطاع الصحي اليمني المثقل جدًا بتبعات الحرب والحصار سيعجز عن التصدي للوباء، مما دفع وزارة الصحة اليمنية والسلطات المحلية ووسائل إعلام إلى إطلاق نداءات استغاثة، لكن الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية لم تتفاعل مع الأزمة بالشكل اللائق بعد.

ومن جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن تفشى الكوليرا في اليمن أودى بحياة 25 شخصًا هذا الأسبوع، في الوقت الذي مازالت فيه الحرب الدائرة منذ عامين تدمر القطاع الصحي في البلاد.

وحذرت من أن الحالات المصابة قد تتعرض للوفاة خلال بضع ساعات إذا ما لم يتم معالجتها بحقن المحاليل في الوريد والمضادات الحيوية، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن طفلًا دون الخامسة يموت بأسباب يمكن الوقاية منها كل عشر دقائق في اليمن.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء التي تشهد إضرابًا لعمال النظافة لعدم دفع رواتبهم للشهر الثالث على التوالي، على خلفية عدم تلقيهم رواتبهم منذ أشهر، قال مسئولون في وزارة الصحة إن الوزارة سجلت إصابة أكثر من ألف شخص بالكوليرا منذ 27 إبريل الماضي.

واليوم، أنهى عمّال النظافة البالغ عددهم 3200 موظف وعامل بالعاصمة صنعاء إضرابهم المستمر منذ أكثر من أسبوع، والذي تسبب بتكدس المخلفات في شوارع وأحياء العاصمة بشكل كبير أثار غضب ومخاوف السكّان من انتشار الأمراض.

وقال مصدر بأمانة العاصمة، اليوم الثلاثاء، إن عمّال النظام استأنفوا عملهم، وبدأ برفع المخلفات من شوارع وأحياء صنعاء، وجاء رفع الإضراب بعد اتفاق على صرف رواتب العمّال لشهري مارس وإبريل الماضيين.

وحذر من تفاقم الوضع الصحي في حال تكرر إضراب موظفي وعمال النظافة، وما قد ينتج عن ذلك من تداعيات بيئية وصحية كبيرة على سكان صنعاء، يتحمل مسئوليتها من تسبب في عدم صرف رواتبهم، خاصة في ظل انتشار حالات الإصابة بمرض الكوليرا في أمانة العاصمة هذه الأيام مع دخول فصل الصيف، وموسم الأمطار، مما يجعل البيئة حاضنة لنقل عدوى الإصابة بمرض الكوليرا الخطير بشكل كبير وسريع بين أوساط المجتمع.

ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعًا داميًا بين القوات الحكومية والحوثيين الذين سقطت العاصمة صنعاء في أيديهم، وشهد النزاع تصعيدًا مع بدء تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 بعدما تمكّن الحوثيون من السيطرة على مناطق عدة من البلد، ومنذ تدخل التحالف، أوقع النزاع اليمني أكثر من 7700 قتيل، وأكثر من 42500 جريح وفق بيانات أممية.

وقد أدى النزاع إلى تدهور كبير في أمن اليمن الغذائي، وأصبحت ثلث محافظاته الـ22 على شفا المجاعة، كما تسبب النزاع في تدهور المرافق الصحية وصعوبة إيصال المساعدات إلى عدد كبير من المناطق اليمنية.

وشهد اليمن العام الماضي موجة من انتشار وباء الكوليرا أسفرت عن وفاة 16 شخصًا، مما أثار مخاوف من إمكانية تحول المرض إلى وباء، خاصة مع انهيار النظام الصحي وتدمير المستشفيات جراء الحرب، فالمرضى اليمنيون مضطرون للتنقل من منطقة إلى أخرى، بحثًا عن مراكز صحية لا تزال تعمل، وبالتالي ينتقل معهم المرض، مما يساعد على انتشاره في مناطق أخرى.

وكانت الأمم المتحدة قد أرجعت سبب تفشي وباء الكوليرا في اليمن إلى الحرب التي تسببت في تدمير البنية التحتية والكهرباء، مما أدى لتوقف ضخ المياه النظيفة بانتظام.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة