يزور وفد من وزارة الموارد الطبيعية والبيئة في بيلا روسيا القاهرة حاليًا، برئاسة "أندريل كوفكوتو" وزير الموارد الطبيعية وحماية البيئة بدولة بيلاروسيا، في زيارة رسمية تستغرق يومين. وتأتي زيارة وفد بيلاروسيا في إطار الزيارات المتبادلة بين البلدين، والتي يلتقي خلالها مسئولو الجانبين؛ لبحث أوجه التعاون المشترك في عدد من المشروعات. جدير بالذكر، أن وزير الري كان قد استقبل منتصف العام الماضي "سيرجي راتشكوف" سفير بيلاروسيا بالقاهرة، للتباحث حول عدد من موضوعات التعاون المشترك بين البلدين في مجال إدارة الموارد المائية.وأشار سفير بيلاروسيا بالقاهرة خلال اللقاء إلى اهتمام حكومته ممثلة في وزارة البيئة والموارد الطبيعية بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري المصرية، في العديد من المجالات البحثية والتطبيقية لإدارة الموارد المائية.واستعرض "راتشكوف" خلال اللقاء خبرات بيلاروسيا في مجال استصلاح الأراضي الزراعية، والبحث العلمي في إدارة المياه، وكذلك خبرات عدد من الشركات في مجال حفر الآبار، وما يمكن إتاحته من هذه الإمكانات للتعاون في مشروع الـ 1.5 مليون فدان.وأكد "عبد العاطي" لسفير بيلاروسيا اهتمام مصر بالتعاون مع حكومة بلاده، وموضحًا إطار أولويات عمل الوزارة في، والمتمثلة في مكافحة التلوث في المجاري المائية وتحسين نوعيتها، ومعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، واستخدام تقنيات مناسبة ومنخفضة التكاليف في تحلية المياه للاستخدام في الشرب وفي الزراعة، وتقنيات إعادة استخدام المياه، ورفع كفاءة الاستخدام، وكذلك الاستخدام المستدام للمياه الجوفية.في نهاية العام الماضي، زار وزير الري بيلاروسيا؛ لمناقشة أوجه التعاون المشترك بين البلدين، في مجالات إدارة الموارد المائية، تمهيدًا لعقد حزمة من الاجتماعات الموسعة؛ لبحث سبل التعاون المستقبلي في كافة مجالات الشأن المائي، وكان ذلك قبيل لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس دولة بيلاروسيا؛ لبحث فرص التعاون المشترك بين البلدين.وأشار "عبد العاطي" في زيارته إلى أن وزارة الموارد المائية والري تهتم بالتعاون في مجالات البحث العلمي، ورفع القدرات البحثية لإيجاد تكنولوجيات رخيصة التكلفة؛ لمعالجة مياه الصرف وتحلية المياه، والزراعات في الصوب الزراعية من أجل تعظيم الاستفادة من وحدة المياه ورفع الإنتاجية، فضلا عن مجالات تطوير البذور وإيجاد محاصيل تتحمل ملوحة المياه، مشددا على أهمية التعاون في مجال دعم الشبكة القومية لمراقبة المياه الجوفية بمناطق الصحراء الغربية، من خلال حفر آبار لمراقبة المياه الجوفية، وضمان استدامتها لتلبية مشروعات وخطط التنمية.واستعرض وزير الري حينها مع ممثلي معهد التصميمات للبنية التحتية التابع لوزارة الإسكان البيلاروسية، إمكانيات المعهد في إيجاد حلول متكاملة لمشاكل التلوث ومعالجة المياه العادمة، ووضع منظومة متكاملة لإدارة وتدوير المخلفات الصلبة، وتم عرض أنشطة المعهد في تصميم المنطقة الصناعية العملاقة، والتي تعتمد علي إعادة استخدام المياه دون أي فواقد، كما تم توضيح طرق تصميم المحطات المدمجة لمعالجة مياه الصرف.كما وزار أعضاء الوفد المصري محطة معالجة مياه الشرب القائمة على المياه الجوفية، وتعرفوا على تكنولوجيات تنقية المياه، والتخلص من المعادن الزائدة بها، وتفقد الوفد محطة معالجة مياه الصرف العادمة للعاصمة "منسك"، والتي تشتمل على معمل متكامل لقياس نوعية المياه قبل وبعد المعالجة، وقبل السماح بصرفها على الأنهار للحفاظ علي النهر من التلوث.وأوضح وزير الثروات الطبيعية في بيلاروسيا، بأن لديهم مركزًا متخصصًا لمحاكاة وتقدير إمكانيات المياه السطحية والجوفية، وكذلك التنبؤ بالأمطار والثلوج، ونماذج لإدارة أحواض الأنهار المشتركة مع دول الجوار، ومراقبة نوعية المياه قبل صرفها بالأنهار، وخبرات واسعة في حفر الآبار وتقدير وإدارة المياه الجوفية، تكنولوجيات متقدمة لمعالجة المياه وإعادة استخدامها وتقليل الفاقد منها.وأكد الوزير البيلاروسي، أن بلاده بلغت مراحل متقدمة في هذا المجال، تمكنها من الوصول إلى غلق دائرة الفواقد في مجالات استخدام المياه، كاشفا عن تقديم منح دراسية في مجالات الموارد المائية، لإتاحة الفرصة للباحثين المصريين للتعرف علي أحدث الأجهزة المعملية والنماذج الرياضية المتوفرة بالدولة لنقلها إلى مصر. وأشار وزير زراعة بيلاروسيا، إلي التفوق التكنولوجي في مجال تربية المواشي والأبقار وصناعات الألبان، وكذلك مزارع الأسماك وتصديرها، بالإضافة إلي صناعات الأسمدة والمخصبات العضوية.فيما أوضح وزير الإسكان مدى الخبرات البيلاروسية في معالجة مياه الصرف والتكنولوجيات المتقدمة لمعالجة كافة أنواع الملوثات، والوصول بالمياه المعالجة إلي المعايير القياسية للاستخدام، مؤكداً بأن دولة بيلاروسيا كدولة منبع لعدد من الأنهار تهتم جدا بنوعية المياه التي تصرف بالأنهار، والتي بدورها تستخدم في دول المصب.كما التقى وزير الري، "ايفان راكيفيتش"، مدير شركة بليكوبل لتصميم وإنشاء محطات معالجة مياه الصرف، وتلقى عرضًا تفصيليًا عن تكنولوجيا "الجيل المتقدم المدمجة" المنخفضة التكلفة، واستعرض عبد العاطي مميزات تلك الطرق وفاعليتها في معالجة مياه الصرف، وتم الاتفاق علي زيارة ميدانية لأحد المحطات المستخدمة لتلك التكنولوجيا، بالإضافة إلي تقديم دراسة مبدئية عن التكاليف الاستثمارية، وتكاليف تشغيل وصيانة تلك المحطات، مقارنة بالمحطات التقليدية، وبحث إمكانية استخدامها في مصر.وفي ختام جولته ببيلاروسيا التقى وزير الموارد المائية والري مسئولي مركز الدراسات المترولوجية ومراقبة المياه؛ لاستعراض إمكانيات قواعد بيانات مراقبة المياة الجوفية المتاحة، وإمكانيات شبكة آبار المراقبة، والأجهزة المستخدمة لجمع بيانات الخزانات الجوفية والدراسات المتعلقة بها.وعرض مسئولو بيلاروسيا لوزير الري، الخبرات المتاحة في مجال مراقبة نوعية المياه السطحية، والتي تستخدم في تحديد كفاءة نظام معالجة مياه الصرف، موضحين تطبيق معاير قياسية لنوعية المياه المنصرفة بالأنهار، نظراً لوجود أنهار مشتركة مع دول الاتحاد الأوروبي، ولافتين إلى أن بيلاروسيا تهتم اهتماماً بالغاً بمراقبة حالة الموارد المائية السطحية منها والجوفية، الأمر الذي أدى إلى إنشاء أكثر من 30 موقعا لمراقبة مناسيب ونوعية المياه على الحدود المشتركة مع دول الجوار. وفي ذات السياق، تم عرض خطة المركز في التنبؤ بالأزمات والكوارث، وطرق الإنذار المبكر لأية أزمات من شأنها التأثير على الأنشطة الاقتصادية، وتطرق العرض إلى شرح أساليب النمذجة المتبعة للتنبؤ بمواقع النحر، والترسيب أثناء الفيضانات، وسرعة إبلاغ جهات الدولة المختلفة بالمواقع المتوقع حدوث أزمات بها لاتخاذ التدابير اللازمة. وتعّرف وزير الري أيضا، على نظام المراقبة والمتابعة لأخطار التلوث الإشعاعي، باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، وصور الأقمار الصناعية، وكيفية تحديد المواقع التي يمكن أن تتأثر بأي تلوث إشعاعي، وإعداد خرائط خطورة في حالة حدوث تسرب إشعاعي.وفي مطلع العام الجاري، أسفرت جهود الزيارات المتبادلة بين الجانبين عن توقيع مذكرة تفاهم، على هامش زيارة رئيس بيلاروسيا للقاهرة، وقعها وزير الموارد المائية والري، مع وزير الثروات الطبيعية واالبيئة في بيلاروسيا، في مجال الحماية والاستخدام الرشيد للموارد المائية.شملت مذكرة التفاهم العديد من المجالات التي تم اختيارها، وتضمنت ١٣بندًا؛ للاستفادة من خبرات بيلاروسيا في مجال إدارة مخاطر السيول، والإنذار المبكر، ودعم الشبكة القومية لمراقبة المياه الجوفية.كما شملت مذكرة التفاهم التعاون من أجل تطوير تكنولوجيا رخيصة لمعالجة مياه الصرف، وإعادة استخدامها، والاستفادة من خبرات بيلاروسيا في تنفيذ أسلوب "الدائرة المغلقة" لإعادة استخدام المياه، وسبل تطبيقه في المشروعات القومية الكبرى، لتحقيق الإدارة الرشيدة للموارد المائية واستدامتها.وتفعيلا لبنود مذكرة التفاهم، فقد وعد الجانب البيلاروسي بتوفير عدد من المنح الدراسية لشباب مهندسي وزارة الموارد المائية والري، في مجال بناء القدرات في عدد من المجالات التي تخدم بنود مذكرة التفاهم.يذكر أن الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، قد التقى "أندريل كوفكوتو" وزير الموارد الطبيعية وحماية البيئة بدولة بيلاروسيا، في مستهل زيارة الوزير البيلاروسي الرسمية إلى مصر، والتي تستمر لمدة يومين، يلتقي خلالها مع عدد من الوزراء والمسئولين المصريين. واصطحب وزير الري "أندريل كوفكوتو" في زيارة إلى المركز القومي لبحوث المياه؛ للتعرف على الإمكانات البحثية لمختلف المعاهد بالمركز، وأهم الأبحاث التي يتم العمل عليها. كما تم عقد اجتماع تشاوري بين الجانبين المصري والبيلاروسي، ضم من الجانب المصري، ممثلين عن وزارة الموارد المائية والري، ووزارة البيئة، ووزارة الإسكان والمرافق، ووزارة التعاون الدولي، ووزارة البترول، وشركة الريف المصري، فيما ضم الاجتماع من الجانب البيلاروسي، ممثلين عن وزارة التعاون الدولي. وقد تناول الاجتماع مناقشة أوجه التعاون بين الجانبين في عدد من المجالات، يأتي على رأسها البحوث والاستكشافات الجيولوجية، وإدارة المخلفات الصلبة، ومعالجة مياه الصرف الصحي.ومن المقرر أن يلتقي "كوفكوتو" خلال زيارته إلى مصر، كل من، الدكتور خالد فهمي وزير الدولة لشئون البيئة، والدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي.