Close ad

بالصور.. أم الشهيد شريف عمر: "قالي مش هاسيب سيناء غير ملفوف بعلم مصر"

23-3-2017 | 13:52
بالصور أم الشهيد شريف عمر قالي مش هاسيب سيناء غير ملفوف بعلم مصرالشهيد شريف محمد عمر
مها سالم

يفتح دفتر الشهادة صفحاته من جديد ليضم بين جنباته أحد خيرة الشباب، ليس لأن الشهيد شريف ابن السكندرى الخلوق محمد عمر، المدير الفنى لنادي الاتحاد السكندري اﻷسبق ومدير منتخب مصر العسكري لكرة القدم وابن شقيقة المحلاوي الأصيل شوقي غريب، ولكن لأنه ابن مصر، المقدم المقاتل الشهيد شريف محمد عمر.

موضوعات مقترحة


رفض اﻷب التحدث عن ابنه وحاول أن يظهر متماسكًا وذكر فقط آخر ما قاله وهو يودع ابنه وقرة عينه شريف، فى الجنازة العسكرية التى شارك فيها اﻵلاف ودعا باكيًا: إن العين لتدمع، والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا شريف لمحزونون.

قصة استشهاد البطل تثبت أن أرض سيناء الطاهرة مروية بدماء اﻷبطال من كل المحافظات، دليل حي ينفى مايردده الموتورون أن أبناء الكبار والمشاهير، لا يذهبون إلى أرض المعركة، لا يذهب إلى سيناء إلا أولاد الفلاحين، أما أولاد علية القوم فلا يذهبون!!

واقعة استشهاده:
عندما تم تحديد المهمة قال له قائده المباشر المكان ده ما يبقاش بعيد عليك يا شريف.
الشهيد: ما فيش حاجة بعيدة يا افندم.

كانت آخر كلمات الشهيد البطل المقاتل شريف محمد عمر منذ عام بالتمام قبل أن يغادر دنيانا وهو يستأذن في تفتيش مكان شديد الخطورة، وينقل قائد البطل للأم كيف كان طلب الشهيد بإلحاح لم يعتده عليه من قبل، حيث كان شديد الهدوء والطاعة، وكانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات في سيناء.

 

وبكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل، دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تحلق في السماء.. دخل وهو بيننا فخرج وهو بين الأنبياء و الصديقين و الشهداء ... فما إن دخل المنزل إلا وانفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه، وثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذى، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر استبسال  البطل المقاتل" محمد الجارحي" في الدفاع عنه ولا حتى اختراق الطلقات لجسده، ولم تمنع الطلقات التى كانت تلاحق البطل المقاتل "عمر عابد " في حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحدا تلو الآخر. 

فى طريق المداهمة برفح رأى المقدم الشهيد سيدتين من بعد وكاد أحد الجنود أن يصوب سلاحه تجاههما فلا شك أنهما ينقلان أخبارهم من هذه المنطقة لكن البطل الشهيد رفض وقال من "امتى جيش مصر بيقتل نساء، وكانت النساء اللاتي رفض استهدافهن، سبب استشهاده وفقا لاعترافات المقبوض عليهم بعد ذلك وهن من أبلغن بدخوله المنزل الذي انفجر فور عبوره بوابته.

بطولة المقدم شريف ابن العائلة الشهيرة، والده محمد عمر وخاله شوقى غريب، من نجوم الكرة، أما اﻷم السيدة إيمان غريب، تحدثت بكلمات من القلب، "شريف ابنى بطل وشرفنا كلنا، وهو ليس استثناء،ً بل تأكيد على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، ويربى أسوده على الفداء، وهم فى رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفا بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة  دماء مخضبة برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود".

مر عام وفي يوم ١٦ مارس من العام الماضي وفي  الساعة ٩.٢٠ صباحا اخترقت شظية الغدر من العبوة الناسفة، لتستقر في قلبي قبل قلبك يا شريف يابني وكانت النهايه الجميله طبعا..عشان شريف راجل وبطل.. قولولي معناها إيه لما ظابط قائد يترك الدنيا كلها وراء ظهره ويدخل بيت ملغم علي مسئوليته الشخصيه ليحمي بلده واستشهد من الانفجار عبوة ناسفة.. افتدي البلد بعمره بعذاب فراق أهله ليه ابنى قائد  ويابطل ابن مصر .. هنيئا لك الجنة والشهادة مكافأة ليك ولينا من ربنا سحبانه وتعالي .. في الفردوس الأعلي ياحبيبي بإذن الله إلى أن نلقاك قريبا بإذن الله.

لسة فاكرة زي دلوقتي يوم ١٥ مارس كان أخر كلام بيني وبينك ياشريف كان آخر مرة اسمع صوتك وقولتلي إنك هاتبقي الصبح شهيد صح ياحبيبي.. ربنا استجاب لطلبك وبقيت شهيد وبقيت أنا أم الشهيد البطل المقدم شريف محمد عمر.. حرقت قلبي عليك يابني معقول سنه من غير ما اسمع صوتك.. يارب الصبر من عندك علي فراق ابني يارب تقرب أيامي ليه وابقى جنبه.. وفى نفس اليوم فضلت أردد لنفسي :"انا دلوقتي في انتظار أجمل خبر".. خبر استشهادك يابطل.

أم الشهيد لم تتوقف يوما عن مخاطبة الابن الذى نجح قبل استشهاده فى رفح في تعطيل ١٩ عبوة ناسفة، وتتحدث مخاطبة الابن البطل :"زي دلوقتي ياحبيبي جالي خبر هو حلو ومش حلو جالي خبر زفتك للجنه ياشريف في نعيم الله يابني وكده خلاص هانبتدي عمرك الحقيقي سنه اولى شهاده يابطل ياسيادة المقدم الشهيد  البطل شريف محمد عمر..في أمان الله يابن عمري."


وعن آخر دعوة قالتها اﻷم للبطل الشهيد، قبل سفره كلمنى ودعيت له :" يا رب أشوفك فى أعلى العليين وفى السماء العلى"، ما كنتش أعرف أن ربنا هايتقبل منى وتبقى عريس الجنة.

البطل متزوج وله ابنتان فى عمر و٤ و٥ سنوات، من الضباط المتميزين حيث قضى ستة سنوات من خدمته مدرسا فى كلية الضباط الاحتياط، قبل أن ينتقل الى رفح لمدة عام، وكل لما تسأله الام ها تتنقل امتى؟ يرد أنا مش هانزل من سيناء إلا وأنا ملفوف بعلم مصر.


تحكى أم البطل أصعب لحظة تمر بها وهى تري كيف تقف ابنته فريدة وحيدة فى الشقة أو في الشرفة تحادث صورة والدها الشهيد، وتروى كيف قامت مدرسة بتمثيل عمل فني عن بطولة اﻷب وممارسة عملية لقصة استشهاد الشهيد شريف الذى أطلق اسمه على مدرسة الرمل الإعدادية بنات مع توزيع مطويات نبذة عن حياته وعرض تقديمي له واستعراض " سلم على الشهدا اللي معاك " ليتعرف الجيل الجديد وينشأعلى تقدير تضحية اﻷبطال الذين ضحوا بحياتهم ليعيش الوطن.


--

--

--

--

--
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة