سياسة جديدة طرحها الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للسياحة أمس الثلاثاء للمناقشة، هى سياسة السماوات المفتوحة، بهدف تشجيع شركات الطيران الخاصة لزيادة توافدها إلى مصر، وهو الأمر الذى لاقى ترحيبًا واسعًا لدى قطاع كبير من العاملين بالسياحة معتبرينه "طوق نجاة" جديدًا لإنقاذ السياحة وإعادتها لقمة مجددها كما كان عهدها سابقًا، بينما يتحفظ عليه عدد من العاملين بقطاع الطيران ويرون أنه سيضر بالقطاع أكثر منه مفيد للسياحة. وفى هذا التقرير حاولنا رصد وجهات النظر المختلفة فى هذا الصدد.
اللواء طيار جاد الكريم نصر رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات السابق، عقد مقارنة بين نظامى طيران "السماوات المفتوحة" و"الاتفاقيات المتوازية"، حيث أكد أن نظام الاتفاقيات يمنح جميع الأطراف من الشركات ومنظمى البرامج يحصلون على فرص وأعداد متساوية فى عدد رحلات الطيران ويمنع فكرة سيطرة أو إحتكار شركة لحركة الطيران من بلد لآخر.
وأضاف نصر فى تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" أن نظام السماوات المفتوحة يتم عن طريق تقديم شركات أو منظمى رحلات طلبات لهبوط طائرات تنقل راكبين بمطار القاهرة، مؤكدًا أنه لن يخدم قطاع السياحة بشكل كبير، لأنه سيتضمن نقل أشخاص لصالح شركات بعينها لغير غرض السياحة، وعلى الرغم من تميزه بأسعاره الرخيصة، إلا إنه سيؤثر بالسلب على شركة الطيران الوطنى "مصر للطيران" ولن يجعلها تحقق أرباحها المتوقعة مثلما تحقق من خلال تطبيق نظام الطيران بالإتفاقيات المتوازية.
ولفت رئيس مجلس إدارة القابضة للمطارات السابق، الى أن نظام طيران السماوات المفتوحة موجود بجميع مطارات مصر باستثناء مطار القاهرة الدولى.
واختلف فى الرأى معه باسم حلقة نقيب السياحيين، حيث رأى أن بحث تطبيق نظام السماوات المفتوحة سيشجع حركة السياحة نظرًا لأسعاره التى ستكون أقل، كما أنه سيجعل مصر مثل خلية النحل فى مجال المجال الجوى وسيُحدث نقلة تاريخية لمصر فى حركة الطيران العالمية.
وطالب نقيب السياحيين فى تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" فتح مطار القاهرة الدولى أمام شركات الطيران الخاصة بشكل كبير، خاصة وأن نظام السماوات المفتوحة سيسهم فى زيادة عدد الرحلات ذهابًا وإيابًا الى مصر، مشيرًا الى أنه يستلزم وجود موافقة جهات سيادية بمصر واتخاذ إجراءات تأمينية مشددة لتنظيم حركة الطيران وقت بدء العمل به. كما وصف مناقشة ملف السماوات المفتوحة بـ"الانتصار الكبير" لتنشيط السياحة وخطوة دولية غير مسبوقة.
ووجه باسم حلقة رسالة لشرطة الطيران الوطنى "مصر للطيران" طالبها بتحسين خدمتها ومراجعة أسعارها بما يتناسب مع أسعار الطيران عالميًا حتى لا تكون أحد أسباب تعطيل السياحة فى مصر.
وفى السياق ذاته، طالب الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون وعضو جمعيتى مستثمرى مرسى علم وجنوب سيناء، بضرورة عمل استراتيجية جديدة للطيران، وربط الطيران والسياحة بشكل عاجل ببعض الاستراتيجيات والقوانين المُنظمة لعملهما.
واستطرد عبد اللطيف فى اتصال هاتفى لـ"بوابة الأهرام" موضحًا أن نظام السماوات المفتوحة يخدم الدول التى ستكون لها مصالح ومن ثم لن تتوقف حركة السياحة فى أى وقت لاستمرار العمل الذى يخدم هذه المصالح وستكون المصلحة آنذاك مزدوجة.
وشدد د.عاطف عبد اللطيف على أن اجتماع المجلس الأعلى للسياحة أمس خطوة مهمة ورسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسى لجميع وزراء الحكومة للتأكيد على أهمية السياحة، متمنيًا تكرار الاجتماع على فترات متقاربة وأن يضم فى كل جلسة عددًا من العاملين بالقطاع السياحى مع اختلاف تخصصاتهم حتى يتثنى لهم طرح جميع المشكلات التى يواجهونها.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ترأس أمس الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للسياحة، بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي، والتخطيط، والشباب والرياضة، والخارجية، والداخلية، والتنمية المحلية، والتعاون الدولي، والثقافة، والاتصالات، والطيران، والمالية، والآثار، والسياحة، والاستثمار، بالإضافة إلى رئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، ورئيس لجنة تسيير أعمال الاتحاد المصري للغرف السياحية ورئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء.