Close ad

من تقليد "كابوريا" إلى "الأسطورة" ..ناصر حُلم شباب العشوائيات.. ونقاد: رمضان غير معايير "البلطجة"

1-7-2016 | 20:07
من تقليد كابوريا إلى الأسطورة ناصر حُلم شباب العشوائيات ونقاد رمضان غير معايير البلطجةاحمد زكي - محمد رمضان
فاطمة فؤاد عمار
أثار مسلسل الأسطورة في الآونة الأخيرة استياء عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي، وهاجم بعضهم الفنان محمد رمضان، ودعوا إلى حملات لمقاطعة مسلسله "الأسطورة" لما تحتويه أحداثه من مشاهد عنف وبلطجة، مؤكدين أن ما يفعله محمد رمضان في مسلسله هو تأسيس لمفهوم البلطجة، وفتوات الشوارع.
موضوعات مقترحة


وقد بات ملحوظًا تقليد الشباب للفنانين فور عرض أعمالهم الفنية ففي التسعينيات اتجه معظم الشباب إلى تقليد قصة شعر الفنان أحمد زكى عقب عرض فيلم كابوريا وهو ما شاهدناه اليوم بعد عرض مسلسل الأسطورة، حيث اندفع الكثيرون إلى تقليد شخصية ناصر الرفاعي، في تسريحة شعره ولحيته وطريقة حديثه.

نشرت إحدى السيدات عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" أن جميع الشباب أصبحوا "أساطير" وأقدموا بشكل جنوني على تقليد شخصية "ناصر الرفاعي" غير مبالين من تحول هذا العمل من عمل درامي إلى إجرامى.

واستنكرت قائلة "عندما يلقب البلطجي بالأسطورة فبماذا يلقب الدكتور مجدي يعقوب؟".

وقال آخر عبر حسابه الشخصي، إن مسلسل الأسطورة من أسوأ الأعمال التي تم عرضها هذا العام فهي توجه الشباب نحو العنف والبلطجة، لافتًا إلى أن التفكير وعرض مهنة البلطجة يلجأ إليها كل من متكاسل عن الإنتاج والعمل الحقيقي.

وأوضح أن محمد رمضان في الواقع يتقاضى الملايين عقب انتهاء المسلسل ويتوجه إلى فيلته داخل كومباوند مؤمن تاركًا الشباب في الشوارع يقلدون همجيته التي كان يقوم بها في أعماله.

وعلى صعيد آخر هناك من دافع عن بلطجة محمد رمضان بحجة أنه مراية للواقع، وأن هذا ما يحدث بالفعل داخل المناطق الشعبية بالمجتمع المصري.

مسلسل الأسطورة واحد من المسلسلات التي عبرت عن نوعية أطلقوا عليها "فن" في السنوات الأخيرة، والذي رسخ لفكرة البلطجة والدعارة وتعاقدت عائلة السبكي الشهيرة بهذا مع رمضان، ومحمد سعد وغيرهما، وبرغم محاولات كثيرة لإيقاف هذا الإسفاف -الذي يؤدي بالشباب إلى تقليده- وحملات كثيرة بمقاطعة هذه النوعية، فإن الأمر أصبح في تزايد، بل بالعكس حققت مشاهدات عالية على موقع يوتيوب.

وقالت خيرية البشلاوي الناقدة الفنية، إن المؤلفين والمخرجين، وضعوا محمد رمضان في قالب الشاب البلطجي، لافتة إلى أن مسلسل الأسطورة يسير على نفس نهج فيلمي الألمانى، وعبده موتة، مؤكدة أن معايير البلطجة في الأعمال اختلفت مقارنة بين أعمال الفترة الذهبية في السينما المصرية؛ حيث كان البلطجي فريد شوقي، أو محمود المليجي، ولم يكن هذا الإسفاف في أعمالهم.

مشيرة إلى أن اللعب على دغدغة مشاعر الطبقة الوسطى لن يكون سببًا لنجاح المسلسل، بل سيدفع به إلى فشل ذريع من شأنه الإطاحة بمجتمع بأكمله.

لافتة إلى أن ما يفعله ناصر الدسوقي وهو اسم شخصية البطل في مسلسل الأسطورة هو ترسيخ الانتقام بالذراع، وأن الرجولة في العضلات، وإعلاء شأن الأم، بالإضافة إلى عدم التمكن من الوصول للمال إلا عن طريق البلطجة والقتل والاتجار بالسلاح وتهريب الآثار.

وأضافت البشلاوى أن هناك إشارة واضحة من مؤلفي مسلسلات هذا العام، إلى أن رجال الأعمال يحصلون على الملايين، من خلال طرق غير قانونية، بالاتفاق مع رجال الشرطة والتحايل على القانون.

تأثر الشباب في المناطق الشعبية بمحمد رمضان بطل الأسطورة، وذهبوا لتقليده في طريقة مشاجرته مع الآخرين، حتى في تسريحة شعره وطريقة حلق لحيته، ليس هذا فحسب بل هناك من أخذوا يتحدثون فيما بينهم بنفس الجمل التي دارت على لسانه بالعمل مثل "ثقة في الله" وكثير من المصطلحات، الخلاصة أن ناصر الدسوقي وعبده موتة والألماني باتوا شخصيات تعيش بيننا في الواقع.

التقليد والتأثر لما يقفا عند هذا الحد، بل ظهر واضحًا في "الكوميكس" على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، والتي حملت جملًا مؤثرة لموت شقيق البطل والذي كان يؤدي دوره محمد رمضان كذلك، الأمر الغريب أنهم كانوا يتحمسون لقتل من قتله وأخذ ثأره.

الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تقول لـ"بوابة الأهرام" أن الأعمال الفنية أصبحت مبتزلة لافته إلى أن كثير من المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان هذا العام لا تليق بالأسرة المصرية لما تحتويه من ألفاظ بذيئة ومشاهد عنف وبلطجة.

وأضافت كريم أن انتشار تناول الأقراص المخدرة "الترامادول" بالمسلسلات يعد إسفافًا، وتوجيهًا خاطئًا للشباب، وكأننا نعرض تطورًا لتناول المخدرات، مشيرة إلى أن العام الماضي كانت المسلسلات تشير إلى تناول الهرويين والكوكايين وهذا العام أصبح الترامادول، والتامول هما إبطال المواد المخدرة.

وأوضحت أن هذه الأعمال سوف تساهم في تنشأة أجيال يميلون إلى البلطجة والعنف كما ستصيب الشباب بالإحباط، والاكتئاب، حيث تدفع تلك الأحداث المشاهدين إلى المقارنة بين شخصيتهم وشخصية البطل وكأن جميع المؤلفون قد اتفقوا هذا العام على إدخال الاكتئاب والإحباط لكل بيت مصري من خلال هذه الأعمال.

لم يكن مسلسل الأسطورة الأول من نوعه في نشر أعمال العنف والبلطجة بين الشباب وإنما سبقه عملان مماثلان وهما "عبده موته، والألمانى "،قام بأداء دور البطولة فيهم محمد رمضان.

وأوضحت نفين أحمد عكاشة أستاذ علم النفس أن مسلسل الأسطورة يجسد المناطق العشوائية، والفوضى وليس المناطق الشعبية، وأن رمضان يستغل بشكل واضح نقاط الضعف النفسية لدى شباب العشوائيات التي تمكنه من دخول كل بيت بملامحه التي تتقارب كثيرًا من سكان المناطق الفقيرة والتي جعلت الجميع يتعاطف معه.

وأشارت إلى أن الكثيرون من قاطني المناطق العشوائية يعيشون حالة من التشرد والبؤس والجهل؛ مما دفعهم للتعاطف مع ناصر الدسوقي بعدما خسر حلمه برغم تفوقه في دراسته، لافتة إلى أن ذلك كان سببًا في التأثر النفسي السلبي على الأطفال والشباب الصغار الذين حرصوا على تقليد ناصر الرفاعي بحلاقة الذقن والشعر والتحدث بنفس طريقة رفاعي وإشهار السلاح بالخناقات في الشوارع؛ لأنهم وجدوه واحدًا منهم.
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة