Close ad

الحكايات تتجدد مع الجزائرية التي صنعت مجدها بالقاهرة وقدمت "وردة" للعالم| صور

17-5-2020 | 14:53
الحكايات تتجدد مع الجزائرية التي صنعت مجدها بالقاهرة وقدمت وردة للعالم| صوروردة الجزائرية
محمد يوسف الشريف

إنها مجموعة من الحكايات، والثقافات، والأسرار أيضًا، حملتها وصنعتها وتحدثت عنها بنفسها أمام الجميع، فصنعت مجدها الذي منحها الذكري المستمرة، واليوم تمر 8 سنوات على رحيلها للعالم الآخر، إنها وردة الجزائرية.

موضوعات مقترحة

وردة فتوكي، هذا اسمها الحقيقي، وهي المولودة في 22 يوليو من عام 1939 بفرنسا لأب جزائري وأم لبنانية، ولذلك كانت بداياتها في باريس بمقهي يمتلكه والدها، وفقرتها الغنائية كانت عبارة عن أغانٍ لكل المطربين العرب رجالا وسيدات، ولم تغن لنفسها إلا عندما استقرت في بيروت مع والدتها، وهناك تعرفت علي المخرج الكبير حلمي رفلة وأعجب بصوتها، وكانت الشخصية التي يبحث عنها ليقدمها لجمهور السينما في دور المطربة ألمظ، بفيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، وذلك عام 1960، ومع إقامتها غير المستقرة بالقاهرة كانت تبحث عن تقديم موهبتها لتحقق الشهرة من هوليوود الشرق، وقد حققت ذلك بالفعل عندما شاركت عظماء الغناء بالوطن العربي في تقديم أوبريت "الوطن الأكبر".

ومع استمرار تألقها كانت الانتكاسة الأولي في حياتها، عندما أصدرت السلطات المصرية قرارًا بأبعادها ، علي خلفية الشائعات التي أطلقتها حول علاقتها بالمشير عبدالحكيم عامر، وكيف تقابلا في سوريا، وكانت تقصد من وراء ذلك استغلال اسم المشير لتحقيق انتشار فني، ولم تستطع العودة للقاهرة إلا بعد عشر سنوات من الأبعاد ببداية السبعينيات مع حكم الرئيس الراحل السادات.
وردة الجزائرية


ومن سر إبعادها عن القاهرة إلي سر اعتزالها الغناء ثم التراجع عنه بعد عامين فقط، فزوجها الأول جمال قصيري السياسي الجزائري اشترط عليها اعتزال الغناء وكل أنواع الفن، ولكن عندما طلب منها الرئيس الجزائري هواري بومدين الغناء بالعيد العاشر لاستقلال الجزائر لم تعترض وأحيت الحفل، ولكنها تسلمت ورقة طلاقها، فعادت للغناء والنشاط الفني ، واستقرت بالقاهرة بزواجها من العملاق بليغ حمدي والذي صنع معها تاريخها الأكثر نجاحًا، واستمر تعاونهما حتي بعد انفصالهما، كما تعاونت وردة مع الملحن سيد مكاوي الذي منحها الأغنية التي عملها للسيدة أم كلثوم التي غيبها الموت قبل غنائها، وكانت "أوقاتي بتحلو معاك"، والتي اكتسبت بسببها الشهرة الطاغية لكوكب الشرق بعد مقارنتها بها، وانتهاء مرشحه لتكون خليفتها في الطرب العربي الأصيل.

ومن بليغ ومكاوي إلي العملاق محمد عبد الوهاب، وجيل الملحنين الشباب نهلت وردة من خبرات العظماء فريد الأطرش ورياض السنباطي وعمار الشريعي، ومحمد القصبجي، ومحمد الموجي وكمال الطويل.
وردة الجزائرية


وجاءت مشاركاتها بالسينما بأدوار البطولة فقط بسبب شهرتها الطربية، فبعد نجاحها بدور ألمظ، قدمت بعد عام بطولة فيلم "أميرة العرب" أمام رشدي أباظة وفؤاد المهندس، وغابت عن السينما لعشرة أعوام قبل أن تقدم فيلم "صوت الحب" مع حسن يوسف وعماد حمدي، وفِي عام 1974 قدمت أشهر أفلامها "حكايتي مع الزمان" مع رشدي أباظة لثاني مرة، ولثالث مرة أيضًا قدما فيلم "آه ياليل يازمن"، وأنهت مسيرتها السينمائية بفيلم "ليه يادنيا" عام 1994 أمام محمود ياسين وصلاح السعدني.

وفِي التليفزيون قامت ببطولة ثلاثة مسلسلات هي "أوراق الورد ،والوادي الكبير ،وآن الآوان".

وقد عانت وردة الجزائرية في نهاية حياتها من تليف الكبد، وخضعت بالفعل لجراحة زرع كبد بالمستشفي الأمريكي في باريس، ومارست حياتها بصعوبة قبل رحيلها في مثل هذا اليوم من عام 2012، ببيتها بالقاهرة، وتم نقل جثمانها إلي الجزائر لتدفن هناك كما كانت رغبتها.
وردة الجزائرية

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة