لم تستطع أن تكون من الفاتنات؛ فهي «سنية جُنح» في «لعبة الست»، و«الست ضريبة» في «عفريتة إسماعيل ياسين»، و«أم رتيبة».. هي مجموعة شخصيات متنوعة وممزوجة بالفطرة جعلتها ماري منيب، التي نحتفي اليوم بالذكرى الـ51 على رحيلها.
موضوعات مقترحة
ماري منيب، فنانة غير قابلة للنسيان، استطاعت من خلال الشخصيات التي قدمتها على مدار عمرها الفني الذي تجاوز 35 عامًا أن تترك بصمتها في كل بيت مصري.. يكفى أنك بمجرد ذكر كلمة «حماتي»، تجد على الفور صورة ماري منيب، أمام عينيك.
ولدت ماري منيب، في بيروت عام 1905، وعلى الرغم من بداياتها المسرحية إلا أنها انطلقت سينمائيًا بقوة، لدرجة أنها كانت تشارك في أكثر من 5 أفلام دفعة واحدة.
وبدأت بقوة في المسرح، حيث شاركت في عدة مسرحيات مع فرقة فؤاد الجزايرلي، ثم فرقة علي الكسار، وفرقة أمين عطا الله، وفرقة بشارة واكيم، ومحمد بيومي، ثم أخيرًا فرقة مسرح رمسيس، وفرقة الريحاني، التي ظلت في الفرقة حتى وفاة نجيب الريحاني في عام 1949، لتحمل على عاتقها مسئولية الفرقة مع بديع خيري، وعادل خيري، الذي قدمت معه أشهر مسرحياته «إلا خمسة».
وقدمت للسينما ما يزيد على 200 فيلم، خلال مشوارها الفني الذي امتد لـ35 عاما إلا قليلا، ويعتبر «ابن الشعب»، أول أفلامها و«لصوص لكن ظرفاء» آخرها.
ماري منيب وحسن فايق في مشهد من فيلم ام رتيبة
أجادت ماري منيب، في تجسيد شخصية الحماة التي تجيد الوقيعة بين ابنتها أو ابنها أو زوجته، وكانت أول ممثلة كوميدية يطلق اسم دورها على سلسلة أفلام وهي «حماتي ملاك» و«حماتي قنبلة ذرية» و«الحموات الفاتنات».
ماري منيب في مشهد من مسرحية الا خمسة
أفلام أم رتيبة
ومن أبرز أفلامها خلال ثلاثة عقود بدأت من الأربعينيات: «مصنع الزوجات، محطة الأنس، أحلام الشباب، من فات قديمه، تحيا الستات، كدب في كدب، شهداء الغرام، ليلة الحظ، أول الشهر، ليلة الجمعة، ليلى بنت الفقراء، لعبة الست، النفخة الكدابة، الفرسان الثلاثة، أبو حلموس، حلاوة، على قد لحافك، منديل الحلو، بابا أمين، بابا عريس، أسمر وجميل، ليلة الحنة، الحموات الفاتنات، بنت الشاطئ، حضرة المحترم، حماتي قنبلة ذرية، خد الجميل، الأسطى حسن، حميدو، كدبة أبريل، حماتي ملاك، أم رتيبة، هذا هو الحب، تار بايت، مملكة النساء، سي عمر، وليلي بنت الفقراء ، وعفريتة إسماعيل ياسين، وأم رتيبة، والناس اللي تحت، ورسالة من امرأة مجهولة».
ماري منيب في احد اعمالها
وفي فترة الستينيات، بدأت المسيرة الفنية لماري منيب، تتراجع بشكل ملحوظ سواء على المسرح أو في السينما؛ بسبب ظروفها الصحية، فلم تقدم منذ عام 1960 وحتى وفاتها عام 1969 سوى 12 فيلمًا فقط، وكان آخرها «لصوص لكن ظرفاء».
ماري منيب في احد اعمالها
«إنتي اشتغلي إيه»
خلال مشوارها الفني، استطاعت ماري منيب، من خلال إفيهات «إنتي اشتغلي إيه»، «اسألني أنا.. دانا مدوباهم اتنين»، «طوبة على طوبة خلي العاركة منصوبة»، «بلا نيلة»، أن تترك وراءها بصمة محفورة في قلوب جمهورها من عشاق الكوميديا.
ماري منيب في احد اعمالها
وعن حياتها الشخصية، تزوجت ماري منيب، من فوزي منيب، وحملت اسمه، ليصبح اسمها ماري منيب، وكان عمرها وقتها 14 عامًا، وبعد انفصالهما، تزوجت من المحامي عبد السلام فهمي، زوج شقيقتها التي توفيت لتربي أولادها، وعاشت مع أسرة فهمي عبد السلام، حيث تأثرت بالشعائر الإسلامية وتلاوة القرآن الذي كان يتلى كل يوم في منزل حماتها، وكانت تشرح لها حماتها معاني السور، وحفظت بعض آيات القرآن.
ماري منيب في احد اعمالها
وداع الفجر
وعلى الرغم من أمراض الشيخوخة التي بدأت تحاصرها إلا أنها لم تنقطع عن الفن حتى آخر يوم في حياتها؛ فكانت واقفة على المسرح مع فرقة الريحاني، تشارك في بطولة مسرحية «خلف الحبايب»، وبعد انتهاء العرض استقلت السيارة التاكسي التي تنتظرها كل ليلة أمام باب المسرح لكي تذهب إلى فيلاتها بحي شبرا في القاهرة، وكانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحًا، وكانت في حالة نفسية وصحية جيدة.
وفي منزلها تناولت عشاء خفيفًا كعادتها وداعبت أفراد أسرتها وزوجها الحاج عبد السلام فهمي، وابنها بديع، ودخلت إلى غرفتها لتنام لكن لم تمض سوى ساعتين حتى سمع خبر وفاتها، لترحل في فجر يوم 21 يناير عام 1969، وشيعت لها جنازة مهيبة من جامع عمر مكرم، بميدان التحرير.