Close ad

ريهام عبد الغفور: هذا ما تحديت نفسي فيه في "زي الشمس".. ومستعدة لحلاقة شعري إذا كان في خدمة الدور | حوار

13-6-2019 | 22:43
ريهام عبد الغفور هذا ما تحديت نفسي فيه في زي الشمس ومستعدة لحلاقة شعري إذا كان في خدمة الدور | حوارريهام عبد الغفور
حوار - سارة نعمة الله

لكل صاحب اسم نصيبًا منه كما هو معروف يحمل صفاته ومدلوله، واسم "ريهام" تتميز حاملته بكونها شخصية محبوبة غير مغرورة ولا تحب المشاكل مع الآخرين، ونحن هنا لا نتحدث عن مجرد حاملة للاسم بل نشير إلى موهبة صفاتها أكبر كثيرًا من الصفات المذكورة لم نكن نشعر بها في بداية الرحلة، وأعتقد البعض أنها دخلت الوسط الفني بسبب الوسطة أو من أجل الشهرة ولكنها لم تلتفت لمثل هذه الخرافات ورسمت طريقها باحترافية ووعي كبير مكنها في أن تصبح نجمة تحتفظ لها بمكانة وقاعدة جماهيرية خاصة مع جمهورها الذي ينتظر مسلسلها من عام إلى آخر بشغف كبير.

موضوعات مقترحة

ريهام عبد الغفور..الفتاة التي بدت مشوارها الفني بأدوار حصرت فيها في قالب الفتاة الرومانسية هادئة الطباع إلى أن منحت فرصتها الحقيقية في مسلسل "الريان" الذي قلب حياتها رأسًا على عقب فكشف عن موهبة كبيرة كلما مر عليها الوقت يزداد بريقها ولـمعانها وتـزداد قيمتها بالمنهجية والذكاء الذي تعمل به في اختياراتها الفنية التي باتت فيها دائمًا خارج المتوقع، وربما يكون سبب هذا النجاح تركيزها في انتقاء الأدوار بعيدًا عن السعي نحو البطولة المطلقة الزائفة لمجرد الشهرة أو التواجد.

في حوارها مع "بوابة الأهرام" تؤكد ريهام عبد الغفور أن الخبرات الإنسانية التي أكتسبتها في السنوات الأخيرة بحياتها ساعدها كثيرًا في اختيار أدوارها والعمل على شخصياتها، وتحدثت عن الصعوبات التي واجهتها في تقديم مسلسلها الأخير "زي الشمس" والذي حققت خلاله نجاحًا كبيرًا، وأكدت أنها على استعداد للتضحية وحلق شعرها إذا تطلب دورها ذلك، كما أشارت إلى أثر التركيبات النفسية للشخصيات التي قدمتها في الثلاث سنوات الأخيرة على حياتها الشخصية، وتفاصيل أخرى، وإلى نص الحوار:

 

من مسلسل "الريان" إلى "زي الشمس" تطورات بل قفزات في أدوارك التي تنتقيها بعناية، فما الذي تبحثين عنه؟

أبحث عن الاختلاف ودهشة الجمهور بمعنى أن أقدم شيئا خارج الصندوق، ومثلًا عندما قدمت مسلسل "الريان" لم أترك نفسي بعد ذلك في الأدوار الشعبية، وكذلك في دور "فيفي" في مسلسل "لا تطفئ الشمس" وشخصية الفتاة المعقدة نفسيًا، وكذلك في مسلسل "الرحلة" التي أصبحت مضطربة نفسيًا نتاج لظروف معينة حدثت لها بحياتها وأخيرًا "فريدة" التي قد يتفق ويختلف عليها الكثيرون، فأنا أحب مفاجأة جمهوري دائمًا بأدواره مع التركيز في عدم التكرار في الأدوار.
 

ومن السبب في هذا الاختلاف الذي أصبح مسيطرا على أعمالك، وهل هو تعويض عن اختيارات خاطئة من قبل؟

الاختيارات الخاطئة بالتأكيد في حياة أي شخص والفكرة أنني تعلمت منها خصوصًا في فكرة عدم الاستعجال على الانتشار، لذلك أصبحت أبحث عن اختيار أدوار مختلفة لأَنِني أريد أن أثبت أنني لم أدخل التمثيل للشهرة التي لا أحبها أو بالواسطة كما كان يقال عني لأَنِّي بالفعل أحب التمثيل برغم أني دخلته بالصدفة البحتة حيث أنني أجريت اختبارات "الأودشن" دون علم والدي لأنني كنت أدرس حينها.

وفي البداية كان الأمر بالنسبة لي مجرد تجربة، لذلك أصبحت الآن مخلصة لعملي وأشتغل بجهد أكبر وذهبت للحصول على العديد من الورش مع مدربة التمثيل مروة جِبْرِيل، محمد عبد الهادي، وليو كلينر وبالمناسبة هذا كان من فترة قريبة وليس ببعيدة من أجل تطوير ذاتي وأدواتي فأنا أحاول الاجتهاد بقدر المستطاع، ثم يأتي دور الصدفة والحظ في الأدوار التي جعلتني مهيأة لهذا الاختلاف ومنها مسلسل "الريان" الذي مثل نقلة فنية كبيرة لي والفضل فيه يعود للمخرجة شيرين عادل التي أكتشفتني في منطقة مختلفة عن الفتاة الهادئة الرومانسية "الكتكوتة" التي وضعني فيها الكثيرون في هذه الفترة.
 

وماهو الاختلاف الذي وجدتيه في شخصية "فريدة"؟

الدور نفسه مش عادي وشائك جدًا، بخلاف أنه دور صادم وهذا أمر بدأ منذ الحلقة الثالثة تحديدًا عندما أعترفت بخيانتها لشقيقتها مع خطيبها، كذلك أحببت فيها بعض محاسنها وأحاسيسها وأنها تعرف كيف تحب أولادها بخلاف ندمها على خطئـها في سن صغيرة والتي دفعت ثمنها في حياتها في مرحلة متقدمة منها.

ذكرتِ أن "فريدة" شخصية قد يتفق على حبها البعض، فكيف تصنيفها "طيبة" أم "شريرة"؟

"فريدة" ليست شريرة بالمعنى لكنها هوائية ومندفعة وتتصرف بناءً على الذي يعبث في أفكارها، وهي لا تقصد أن تعمل ذلك، وهذا يخالف أدوار أخرى يوجد بها قصدية الشر والانتقام، والحقيقة أنا أرى أن الجمهور أحب "فريدة " ولذلك كان يريد التعرف على قاتلها في أسرع وقت.

السنوات الثلاث الأخيرة قدمتِ شخصيات تحمل تركيبات نفسية معقدة ما جعل البعض يلقبك بـ"غولة تمثيل" فكيف أصبحتِ أكثر قراءة والتحاما مع شخصياتك، وهل هذا نتاج وعي أكبر في التعامل مع الأشخاص في حياتك الشخصية ؟

في البداية أوضح أنه في مسلسل مثل "الرحلة" ذهبت لطبيب نفسي حتى يضعني على المسار الصحيح للشخصية، لكن الأمر يختلف في "فيفي" في "حتى لا تطفئ الشمس" و"فريدة" في "زي الشمس" فهي نماذج بالفعل تقابلت مع إناث تشببهم في الواقع، كالفتاة العانس التي تأخر سنها في الزواج، أما "فريدة" فقابلت شخصيات مثلها ليس في فكرة خيانة الأخت بل في الدخول في علاقات كثيرة لذلك كان لدي تصور للشخصية فكما ذكرت الخبرات الإنسانية تفرق كثيرًا، هذا بخلاف أنني بطبيعتي أفهم الناس جيدًا وأعي باختلافاتهم ومشاعرهم واختياراتهم وهذه نعمة من الله أحمده عليها وهذا بالتأكيد يساعدني في عملي، ومذاكرة الدور الحقيقية أنني أفكر جيدًا في الشخصية وأعرف مشاعرها وكيف تفكر بالإضافة لوجهة نظر المؤلف والمخرج اللذان يدعمان به مسار الشخصية.

النقلات في شخصية "فريدة" كبيرة بين كونك شخصية حية أو مجرد روح خفية تعبث بأفكارهم وأحلامهم ما يتطلب مجهودا ووعيا كبيرا بالدور فكيف رتبت ِلذلك؟

الصعوبة الأكبر كانت في كيفية تقديم مرحلتيـن عمريتيـن إحداهما في عمري والأخرى أصغر ب ١٥ عاما تقريبًا، وبالتأكيد أنني في حياتي الخاصة عشت المرحلتين لكن الفكرة كانت في كيفية تصديق الجمهور لهذا الفارق شكلًا وموضوعًا ما يتطلب وجود روح مختلفة للشخصية لذلك نجد "فريدة" مثلًا في الصغر منطلقة وحيوية بشكل ثم في الكبر نجدها يـنطفئ وهجـها وأكثر تعليق جماهيري أعـجبني عندما قالت لي مشاهدة"هو أنتي كنتي عاملة إيه في عينك لكي تبدو دبلانة في المرحلة العمرية المتقدمة" وحقيقي لم أفعل شيئًا في عيني لكن روحي وأحساسي بالشخصية طغى على شكلي وهذا هو المهم.

أما بالنسبة لفكرة ظهوري كشبح أو روح حاولت فيها أن أكون " آلية " قدرًا ما لأنها بالتأكيد ليس في مخزون ذاكرتي لذلك حاولت ألا أضحك مثلًا وأن تكون خطواتي محسوبة بشكلٍ ما أو بآخر بالإضافة إلى مجهود المخرج الذي ساعد في أن تكون حالة المشاهد بهذه الخضة التي حدثت له.

أفهم من ذلك أنك تهتمين بتبني روح الشخصية التي تقدمينها أكثر من اهتمامك بتقديم مشهد "ماستر سين" معين؟

في الحقيقة أن جيلي من الممثلين مثل دينا الشربيني وحنان مطاوع ما يقيمنا ليس المشهد الجيد أو عدمه بل فكرة إلمام الممثل لشخصيته من الألف إلى الياء وكل الممثلين لديهم في أعمالهم مشاهد جيدة وأخرى عادية لكن المشاهد يرتبط بالدور من البناء الحيد للشخصية المرسوم لها لأنه يمنحها الروح طول الوقت حتى يشعر أنه يشاهد الشخصية التي أمامه وليس الفنان في حقيقته.

ماذا عن النسخة الإيطالية من "زي الشمس"؟

رأيت حلقة واحدة منها فقط ولم أحبها كثيرًا بالعكس حبيت النسخة المصرية أكثر بكثير، ولكن ربما لأَنِّي لم أكمل مشاهدة النسخة الإيطالية كان سيكون رأي مختلف.

هل أزعجك تسريب نهاية الحلقة الأخيرة قبل تغييرها؟

بالتأكيد لأن عنصر المفاجأة مهم في مثل هذه الأعمال فبعيدًا عن فكرة قاتل "فريدة" لكن كان هناك مفاجأة في أن ابنها "يوسف" يعرف بأنه ليس نجل زوجها "عمر" وهذه مفاجأة لم أكن أتمنى حرقها ولكن صناع العمل تعاملوا مع الموضوع للنهاية وزودا أشياء عليها بحيث يكون هناك حاجة مختلفة، والحمدلله النهاية كانت واقعية أيضًا لأن "شهيرة" كان لديها دوافع لقتل "فريدة" بل أنها أكثر واحدة لديها دافع الجريمة بعد أن خسرت كثيرا من وراء زوجها بعد تضحيتها معه.
 

قدمتِ شخصية الخائنة من قبل في مسلسلي "الخطيئة" و"مريم" فما التحدي الذي كان أمامك هنا في شخصية "فريدة" خصوصًا وأنك لا تحبي تكرار الأدوار؟

التحدي في "زي الشمس" أن الخائنة هنا تخون شقيقتها وهذا يسهل المهمة في فكرة أن تصبح شخصية مكروهة من أول ثانية والتحدي الحقيقي أن الناس متكرهاش وأن يعرفوا أن هناك جوانب إنسانية جيدة بها، وأن كلنا عندنا جوانب غلط وحلوة وهذا حدث فلم تكن مكروهة بالمعنى الكامل بل أنها شخصية شائكة تصعب عليكِ في لحظات وأخرى تصدقين ندمها وهذا تحدي كبير في حد ذاته.

هل تحتاج طبيعة الأعمال التي تتسم بالإثارة والغموض تحضير معين من الممثل خصوصًا وأن هذه التركيبة تعد الأولى في مشوارك الفني؟

الإثارة والغموض مهمة المخرج بالأساس، والحقيقة أنه يجذب الجمهور كثيرًا، لكن الممثل طريقة أدائـه لا تختلف إلا إذا كنت أنا القاتلة وأريد أن أعطي ملامح معينة حتى أبعد عني شبهة الجريمة لذلك في "زي الشمس" الأمر كان أكثر بساطة لأَنِّي كنت مقتولة.

هل تحبين تقديم الأجزاء الثانية من الأعمال؟

في الحقيقة لا تستهويني كثيرًا، وحتى الآن لم يحدثني أحد في النية لتقديم جزء ثان من "زي الشمس" ولكن ربما إذا عرض علي أغير رأيي.

أراك في "زي الشمس" تتعاملين مع دورك بأريحية ولياقة فهل هذا سببه الكيمياء التي أصبحت بينك وبين المخرج سامح عبد العزيز؟

هذا صحيح، وسامح مخرج أعتز به كثيرًا لأنه رأني في أدوار مختلفة مثل الفتاة الطيبة في "رمضان كريم" أو من لا أخلاق لها في فيلم "سوق الجمعة" وأنا احترمه كثيرًا وأرتاح كثيرًا في التعامل معه.

أصبح لديكِ رصيد كبير من الشعبية والجماهيرية لكن أراكِ تهتمين أكثر بجودة الدور عن اهتمامك بالبطولة المطلقة؟

كل حد لديه طموح يكون البطل من الجلدة للجلدة وبالتأكيد عرض علي ذلك ولكن بميزانيات أو فريق عمل غير جيد قد يأخذ من مكانتي التي وصلت إليها، وأتمنى البطولة تأتي بالتأكيد التي تأتي بدور مميز مع منتج كبير ومخرج مهم وليس مجرد بطولة مثل البطولات التي حدثت هذا العام فمع أحترامي أشعر أنها أضرت بـأناس كثيرين أكثر من كونها أفادتهم، وإلى أن يأتيني ذلك ما أبحث عنه هو الدور المختلف والمميز.

كنتِ أول من افتتح المواسم الدرامية خارج رمضان بمسلسلك "الخطيئة" فلماذا لم تكرري التجربة؟

بالتأكيد أريد تكرارها لكن الأزمة أنني أشارك كل رمضان بعمل وأحتاج بعدها لفترة نقاهة وإجازة كبيرة وللأسف كل ما يعرض علي من أعمال بهذه المواسم الدرامية يأتي في توقيت أحزاني وربما أخطط لذلك في عام أرجئ فيه مشاركتي بدراما رمضان.
 

الشخصيات النفسية التي قدمتيها في السنوات الأخيرة ربما وضعتك في حالة تأزم نفسي.. إلى أي مدى حدث ذلك؟

إلى مدى كبير جدًا لأن شخصيتي من النوع الذي يجعلني أتأثر كثيرًا وأتوتر جدًا وهذا يأخذ من طاقتي وأعصابي وفكرة انتظار نتيجة العمل يأخذ من طاقتي وأعصابي أيضًا بخلاف تخوفي من القادم فكل ذلك يأخذ من جهدي وطاقتي بلا شك لأن أعصابي ضعيفة.
 

على مدار ١٩ عامًا من العمل ما الذي تغير في شخصية ريهام عبد الغفور الفنية؟

الخبرات الإنسانية التي بالطبع تؤثر في أي شخص، فعندما بدأت عملي كنت صغيرة وليس لدي خبرات فكان هناك نوعًا من السذاجة ربما في الاختيارات لكني حاولت الاجتهاد في عملي قدر المستطاع والتطوير من شخصيتي الفنية كثيرًا كما ذكرت.

في "زي الشمس" قمتِ بتقصير شعرك لدرجة كبيرة فإلى أي مدى لديكِ شغف بعملك، وهل ممكن أن تتخلي عن شعرك كاملًا من أجل دور؟

أنا محبة لعملي لأبعد الحدود، وليس لدي مانع في فعل أي شيء من أجله وإذا كان هناك حتمية لمشهد يتطلب أن أمسك بمكينة حلاقة وأحلق شعري فلن أتردد في ذلك طالما أن ذلك في خدمة دوري.

مؤخرًا عدتِ للمسرح بعد غياب ١٥ عامًا من خلال مسرحية "الملك لير" فما الذي كنتِ تفتقدينه، وكيف كان هناك تحدٍ في التمثيل باللغة العربية الفصحى؟

المسرح حلاوته أن يوصل للجمهور مباشرة ويدخل قلبه فورًا وهو ما يحتاج احترافية معينة من الممثل الذي لابد أن يكون مصدّقًا لدى جمهوره، والحقيقة شعرت بمتعة في العودة للمسرح بعد هذه المدة التي كانت ارتباطاتي والتزماتي لا تسمح فيها بفكرة العمل اليومي، والحقيقة أوجه الشكر لوالدي لأنه هو من قام بعمل تشكيل للنص لي حتى يسهل علي مهمة الإلقاء بخلاف تدريبي لمدة أربع شهور مما جعل الأمر أكثر سهولة.


ريهام عبد الغفور خلال حوارها مع محررة "بوابة الأهرام"ريهام عبد الغفور خلال حوارها مع محررة "بوابة الأهرام"

ريهام عبد الغفور ريهام عبد الغفور

ريهام عبد الغفور ريهام عبد الغفور

ريهام عبد الغفور ريهام عبد الغفور

ريهام عبد الغفور ريهام عبد الغفور

ريهام عبد الغفور ريهام عبد الغفور
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة