Close ad

المخرج أحمد عبد الله: أرفض مصطلح "السينما المستقلة".. ولهذا السبب أخترت أغاني شيرين في "ليل خارجي"| حوار

20-12-2018 | 22:21
المخرج أحمد عبد الله أرفض مصطلح السينما المستقلة ولهذا السبب أخترت أغاني شيرين في ليل خارجي| حوار المخرج أحمد عبد الله
سارة نعمة الله

يبقى المخرج أحمد عبد الله واحدًا من أهم مخرجي السينما بالألفية الجديدة، فدائمًا تتمتع أفلامه بمساحة خاصة من التأويل والخروج عن القوالب التقليدية في مناقشة الأفكار وطريقة التصوير والمونتاج، حيث يجوب بكاميراته في أنحاء القاهرة راصدًا الحياة فيها من خلال حركة وتفاعلات أشخاصها مما يعيد الأذهان لروح سينما المخرج الراحل محمد خان التي أعتادت أن تتخذ من واقعية الشارع المصري منهجية ثابتة وواضحة جعلت من أفلامه مكانة مميزة.

موضوعات مقترحة

بالأمس، استقبلت دور العرض السينمائية المصرية فيلم "ليل خارجي" أحدث أعمال أحمد عبد الله، والذي شارك مؤخرًا في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي، وحصد بطله شريف دسوقي جائزة أفضل ممثل.

وفي ضوء ذلك يتحدث المخرج في حواره مع "بوابة الأهرام" عن الفيلم الذي يحمل حسًا كوميديًا للمرة الأولى في أفلامه والسينما المستقلة التي أعلن رفضه لإطلاق هذا المصطلح عليها، كما تحدث عن طرق التصوير والمونتاج الجديدة التي استخدامها بالعمل، وإلى نص الحوار:

لماذا أنت مهتم بمسألة التشريح الاجتماعي في أغلب أعمالك وتحديدا في فيلمك الأخير "ليل خارجي"؟
أنا لا أدعي أني أقدم تشريحا اجتماعيا بأفلامي لكن أنا حريص دائما أن أطرح تساؤلات مثل هل نستطيع العيش معا ومن نحن، وهل نحن قادرون على التفاعل بشكل صحي، فهي بحث عن إجابات أكثر من كونها تشريحا نحاول صياغتها في شكل حكاية للمشاهد يتفاعل معها وربما يجد معها إجابات.

هل تجد في مفهوم السينما المستقلة حرية أفضل في التعبير عن أفكارك التي تتناولها بأفلامك؟
أرفض تماما مصطلح السينما المستقلة، وأي تصنيف أو مسمى يطلق على السينما فالعموم، وللأسف هذا المصطلح الذي نشأ منذ ١٠ أو ١٥ عامًا حتى قبل أن أبدأ العمل في السينما، أدى لتعليب الأفلام في مكان معين، وهذا سبب إيذاء للسينما بشكل كبير، بل إيذاءنا نحن المخرجين بشكل كبير فهو نوع من الاستسهال قامت به وسال الإعلام وهذا لا يحدث في أي مكان بالعالم، ومثلًا في أي مهرجان يوجد ما يفوق الأربعون فيلمًا ولا نسمع عن تصنيف مثل هذا "مستقل" لها، والأدق أن نسمي الأشياء بمسمياتها الأكاديمية فيلم كوميدي.

لماذا كنت تريد تصوير الفيلم بكاميرا موبايل في البداية؟
كنت ميالا أن أصور بالموبايل لأَنِني كنت أريد التقاط روح الشارع، واشتغلت على هذا الفكر كثيرًا بالإضافة إلى أن صورة الموبايل تجعلني ألتقط لقطات معينة تختلف عن كادرات الكاميرا السينمائية التي تتميز بوجود شكل فني معين، لكن عندما بدأنا التحضيرات والدخول إلى الأحياء لغيت فكرة الموبايل وقررت استخدام الكاميرا السينمائية، والحقيقة أن الدعم الأكبر في هذا الفيلم يعود إلى شركة "كانون" التي دعمتها بكثير من العدسات والكاميرات صغيرة الحجم التي مهدت لنا الطريق أن نصور داخل التاكسي أو في الأماكن المغلقة الضيقة بجانب عملنا مع شركة "حصالة" التي وضعت خطة إنتاجية معينة ليخرج العمل بهذا الشكل.

أراك دائمًا معنيا بالتجول بكاميراتك بين شوارع القاهرة، إلى أي مدى لديك تأثر بسينما المخرج الراحل محمد خان ؟
أحب التصوير بالقاهرة كثيرًا بشكل عام، وسبق مثلًا وقمت بتصوير فيلمين بالإسكندرية "ديكور" و "ميكروفون" فأنا دائمًا مشغول بعلاقتنا بالمدينة، ولا أحب الاستديوهات والأماكن المغلقة، وأحاول أن تكون أفلامي عاكسة لما هو موجود في الشارع ومثلًا من يشاهد فيلمي "هيليوبوليس" الآن سيجده انعكاسا لشكل القاهرة في ٢٠٠٨ حينما قمت بتصوير الفيلم، والحقيقة أنا أحب أن يكون لدينا هذا النوع من الأفلام مثل الثمانينيات التي رفعت شعار "الواقعية الجديدة" لأننا كنّا نرى فيها شكل القاهرة بجمالياتها وواقعها وهو ما اهتم به أيضًا.

إلى أي مدى خدمك التصوير بالتركيز على وجوه الأبطال في دعم فكرتك بالفيلم؟
خدمني كثيرًا لأنني كنت أريد أن يشعر المشاهد بحالة الفيلم بصورة طبيعية، فالأبطال الثلاثة طوال الوقت يتحركون في إطار ضيق "تاكسي" وشوارع ضيقة ولابد أن يشعر المشاهد بهذه الحالة من التكدس والزحام والحقيقة أنني أشتغلي على ذلك كثيرًا فيما يتعلق بمسالة الأحجام، وخصوصًا المشاهد التي تحمل قصص موازية كنت أقدم فيها شوطات واسعة لمنح مساحة البراح فيزئيًا أو في عقل المشاهد ذاته.

لكن لماذا اخترت إضافة الحس الكوميدي في "ليل خارجي" هذه المرة بعكس تجاربك السابقة؟
عندما جاءني سيناريو الفيلم "كان دمه خفيف" وأعجبت به كثيرًا، لذلك تحمست للفكرة خصوصًا وأني كنت أريد أن تكون لغة الحوار في الفيلم قريبة من تلك التي يتم التعامل بها، فالشارع بحسب طبيعة الفيلم هذا بالإضافة إلى مساحة الارتجال التي منحتها للفنانين بالفيلم بشكل بدى معه الحوار تلقائي.

لماذا اخترت شخصيات "فتاة الليل والمخرج السينمائي وسائق التاكسي" ليكونوا أبطال فيلمك، هل هم من يمثلون المجتمع أو بالأدق يعبرون عن فكرتك من وجهة نظرك؟
بالطبع الثلاث شخصيات لا يعبرون عن المجتمع لأنهم شخصيات تصادف وتقابلنا معًا في التاكسي، فلايوجد شخص يعبر عن المجتمع لكنهم في الأساس شخصيات من مجتمعات مختلفة يتقابلون ويحاولون إيجاد وسيلة للتعامل معًا.

الطريقة التي أجريت بها مونتاج فيلم "ليل خارجي" غير تقليدية فكيف تم العمل عليها؟
الفضل في ذلك يرجع للمونتيرة سارة عبد الله فهي شخصية مجتهدة ولها أسلوب خاص، والحقيقة أنها بذلت جهدا كبيرا في مونتاج هذا الفيلم، وكان لديها فكرة من أجل أن تشعر المشاهد بشعور الخنقة التي يوجد فيها الأبطال فكانت تميل لاستخدام الشوطات الضيقة بدلًا من الطويلة بخلاف أنها كانت أكثر ميلًا للتقطيع بالمشاهد بدلًا من جعلها طويلة على العشة بخلاف إلى أسلوبها في تحريك الآحداث بشكل تصاعدي يدفعها للأمام.

لماذا وقع اختيارك على أغاني شيرين عبد الوهاب في الأحداث؟
الحقيقة أنا لم أقصد شيرين تحديدًا ولكن كنت أريد صوتا مصريا يعبر عن حالة الشارع ولا يوجد في هذا الأمر أكثر من شيرين ومحمد حماقي، والحقيقة أن إذاعة نجوم إف أم ساعدتنا كثيرًا في هذا الأمر، وأتوجه لها بخالص الشكر لأن هذا الأمر مكلف جدًا جدًا ولكن هذا لا يمنع أيضًا أننا استعنّا بمجموعة من الأغاني الكلاسيكية مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.

أراك دائمًا حريص على مشاركة أفلامك بمهرجان القاهرة السينمائي بعكس مخرجين آخرين يذهبون بأعمالهم إلى الخارج؟
أنا لست من خريجي السينما أو من دراسيها الأكاديميين، لذلك علاقتي ومحبتي بها بدأت من خلال هذا المهرجان ومشاهدته للمعروض به من أفلام لذاك دائمًا لدي وفاء تجاهه وأحترمه وأقدره حتى إذا كانت لدي بعض التحفظات على سياسته وفي النهاية أود الإشارة إلى تقديري للدورة الأخيرة التي وجِدت فيها كثير من الاختلاف والتنظيم لما كنّا نحلم به سابقًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة