Close ad

المخرج حاتم محمد علي: القضايا الاجتماعية لها الأولوية في المسرح السوداني

30-7-2018 | 16:41
المخرج حاتم محمد علي القضايا الاجتماعية لها الأولوية في المسرح السودانيالمخرج حاتم محمد على
مدحت عاصم

عقدت إدارة المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته الحادية عشرة برئاسة د. حسن عطية، ندوة حول المسرح السوداني، شارك فيها المخرج حاتم محمد علي، مدير المسرح القومي السوداني، ود.عز الدين هلالي، أستاذ الموسيقى والدراما بجامعة الخرطوم.

موضوعات مقترحة

أدار الندوة د.محيي عبد الحي، الذي رحب بالحضور وقدم نبذة عن الضيفين وتاريخهما الفني والأكاديمي في المسرح السوداني، وأعلن أن الندوة تناقش عدة محاور مثل بدايات المسرح السوداني، وحركة النقد والتأليف في المسرح السوداني.

شهد الندوة د.حسن عطية، رئيس المهرجان، والفنان يوسف إسماعيل، مدير المسرح القومي، وعدد من الكتاب والنقاد المسرحيين من مصر والسودان.

وقال د.عز الدين هلالي: فخور بوجودي في المسرح القومي الذى وقفت على خشبته ممثلًا في السبعينيات والثمانينيات.

 وتحدث الهلالي عن "الفارق بين العلوم والفنون" قائلًا: إن "العلوم تتقدم والفنون تتطور".

وتناول الهلالي المسرح السوداني الذي "ينقسم إلى فرق مسرح الدولة والفرق الخاصة، والفرق الزائرة التي تأتي من خارج السودان"، قائلًا: إن "إلصاق المسرح السوداني بالمسرح العربي فقط هو ظلم بين، لأن المسرح السوداني منفتح على إفريقيا بالقدر نفسه".

وأضاف: المسرح في السودان بدأ عام ١٨٩٩ خلال فترة الاحتلال وكان مسرحًا ضعيفًا، وأول نشاط لمسرح الجاليات كان عام ١٩٠٥، ثم بدأ المسرح الأكاديمي من خلال المدرسة التي أنشأها رفاعة الطهطاوي عام ١٨٨٠ والتي أغلقها المهدي بعد ذلك.

وتابع: بدأت الجالية المصرية من خلال ثلاثة عروض منها "التوبة الصادقة"، وقد بدأ الاحتلال في التفريق بين الجالية المصرية وبين الشعب السوداني، والفرقة الوحيدة التي جاءت واستمرت فرقة يوسف وهبي، ثم جاء الرائد علي عبد اللطيف الذي كان ضابطًا بالجيش ويهوى المسرح، وكان يأتي للمسرح متخفيًا، هناك أيضًا الجالية السورية والجالية الإنجليزية.

وأضاف: المسرح السوداني بدأ بالاعتماد على القصص، وكانت البداية من خلال قصة قصيرة بعنوان "المأمور" لعرفات عبد الله، وجاء شاب سوداني هو "معاوية نور" إلى القاهرة ودرس النقد المسرحي ولديه العديد من المؤلفات، وكان الكثيرون يعتقدون أنه مصري.

ثم تناول أول فرقة منظمة ولديها جدول لعروض ممتدة وذلك عام ١٩٢٠ والتي "أجهضت وتم إيقافها عام ١٩٢٤".

وأضاف قائلًا: المسرح في كلية "جوردون" بدأ على يد فنانين مصريين، نظرًا لأن أية محاولات سودانية كان يتم إجهاضها، ثم ظهر المسرح في الأندية مثل نادي الضباط، ونادي خريجى المدارس، ونادي المريخ، وغيرها، على يد توفيق وهبي.

وفي عام ١٩٤٦ بدأ أحمد الطيب في العمل بشكل علمي وأكاديمى لتطوير المسرح السوداني، وسافر في بعثة لدراسة المسرح بالخارج، وتم إنهاء بعثته بعد عامين دون إبداء أسباب.

المرأة

وحول علاقة المرأة السودانية بالمسرح، قال إنها بدأت عام ١٩٣٣ من خلال فرقة المسرح والموسيقى، وكان من شروطها وجود فتاة في كل عرض مسرحي، ومنذ ذلك التاريخ دخلت المرأة السودانية للمسرح.

"وفي عام ١٩٦٧، بدأ مسرح المحترفين، وكانت عروض المسرح القومي تجوب جميع الولايات، وأحب أن أشير هنا إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التى حافظت على وجود مسرح منتظم على مدار العام، وفي العام نفسه بدأت إرهاصات معهد الفنون المسرحية في السودان".

واستطرد: في عام 1969 توقفت الفنون تمامًا بسبب انقلاب عسكري، ثم توقف المعهد وأعادوه بعد سنوات عديدة بشرط تحويله إلى كلية، وكانت هذه خدعة أدت إلى تحجيم دوره، وقد تم تدمير المسرح من خلال الاستيلاء على الميزانيات المخصصة للمسرح، وتم الاكتفاء بمهرجان مسرحي واحد فقط ترعاه الدولة إلى جانب المهرجانات الخاصة والمستقلة.

وانتقل الحديث إلى المخرج حاتم محمد علي، الذي قال: المحطات التي تحدد مسارات المسرح السوداني كثيرة، لكن لا بد من الإشارة إلى أن المسرح في السودان كان مرتبطًا بالحركة الحياتية بشكل مباشر، وكذلك ارتباط المسرح بنشاط الجاليات من خلال الأندية الاجتماعية.

وأضاف: تلك القضايا ما زالت ملحة ومهمة، ومن خلال طبيعة العروض نكتشف أن المسرح كان على اتصال مباشر بالمجتمع السوداني، صحيح أنه كانت هناك حالات خمول وتراجع ترتبط بما يحدث على السطح من أحداث سياسية.

وأضاف قائلًا: ارتباط الموسم المسرحي بوزارة الثقافة ووزارة المالية أدى لازدهار المسرح ثم الفرق المستقلة أيضًا، والتي كانت تعمل بجوار النشاط الحكومي، وكان المسرح يعمل على مواجهة كل الظروف والضغوطات، ولكن ظلت القضايا الاجتماعية هي الشغل الشاغل للمسرح السوداني، وتجلى ذلك في أعمال عديدة.

شهدت الندوة مداخلات وشهادات من الحضور، ومنهم د.حسن عطية والفنان يوسف إسماعيل، والنقاد المسرحيين د.عايدة علام، وأحمد خميس، ود.محمد بغدادي ود.لمياء أنور.

يذكر أن المهرجان القومي للمسرح المصري تقيمه وزارة الثقافة في الفترة من ١٩ يوليو الجارى وحتى ٢ أغسطس المقبل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة