Close ad

أول من قال "هنا القاهرة".. أحمد سالم اكتشف كاميليا وقتلته رصاصة أسمهان الطائشة

20-2-2018 | 22:04
أول من قال هنا القاهرة أحمد سالم اكتشف كاميليا وقتلته رصاصة أسمهان الطائشةأحمد سالم وليلي مراد
أحمد عادل

قُدر له أن يكون "الأول" فى مجالات عدة، يدفعه فى ذلك حس المغامرة، وروحه المتمردة التى لا تقبل التقليد، كان "الفتى الأول" الذى وقعت فى حبال غرامه حسناوات السينما، وجميلاتها، كان صوته أول ما نطق به أثير الإذاعة المصرية، ليعلن "هنا القاهرة"، إنه الفنان الشامل أحمد سالم، الذى يواكب اليوم ذكرى ميلاده.

موضوعات مقترحة

ولد أحمد سالم فى العشرين من فبراير عام ١٩١٠، بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، لأسرة من أعيانها.

مدفوعًا بثراء أسرته، قرر سالم أن يتوجه إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، ولأنه مختلف عن الآخرين، فقد اختار أحدث فروع الهندسة لدراستها، فتخصص فى هندسة الطيران، وعاد من إنجلترا محلقًا بطائرته الخاصة التى اشتراها، ليكون بذلك من أوائل المصريين الذين ارتادوا الطائرات، وقد كادت هذه المغامرة أن تودى بحياة هذا " اللورد المتمرد".

وإثر عودته من لندن عام ١٩٣٢، عكف على إدارة ملك القطن فى القطر المصرى أحمد عبود باشا، وخلال هذه الفترة توطدت علاقته بكبار رجال الدولة، والقصر الملكى، وفى مقدمتهم قطب الاقتصاد المصرى، طلعت باشا حرب، ورئيس الديوان الملكى، أحمد حسنين باشا.

نزعة الطيار التى تمتع بها، لم تكن لتسمح له بالاستقرار طويلا عند عبود باشا، فقد كان لديه مشروعه الجديد.

ولد المشروع الجديد كبيرا لابن "أبو كبير"، وما كان هذ المشروع العملاق سوى الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية، التى شكلت منذ انطلاقها جزءا كبيرا من ثقافة المصريين، ووجدانهم، ولم يكن هناك آنذاك سوى الإذاعات الأهلية، التى كانت تتسم بالفوضى، والتوجهات المختلفة للأحزاب، وتصفية الحسابات الشخصية بين الأفراد.

وفى تمام الساعة الخامسة والنصف من يوم الخميس ٣١ مايو عام ١٩٣٤، صدح صوت أحمد سالم من شارع الشريفين عبر أثير الإذاعة قائلا" هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية.. هنا القاهرة"، وكانت أولى الفقرات، تلاوة مباركة للشيخ محمد رفعت من سورة الفتح.

وبهذه الخطوة، قدم سالم أوراق اعتماده كأول مذيع فى الإذاعة المصرية، وتولى رئاسة القسم العربى بها، واستطاع إلى جانب رفاق دربه من أمثال محمد فتحى "كروان الإذاعة"، والموسيقار مدحت عاصم، المشرف على البرنامج الموسيقى، تقديم روائع من البرامج والتمثيليات والسهرات، لكن مع الأسف لم تحتفظ ذاكرة الإذاعة بتسجيلات لأحمد سالم، فلم يكن التسجيل الإذاعى شائعًا أو متواجدا آنذاك.

وفى حفل إذاعى أقامه بنك مصر عام ١٩٣٥، عرض أحمد سالم على طلعت حرب باشا، ثانى مشاريعه الفنية العملاقة، وما كان ذلك سوى "ستوديو مصر"، واقتنع طلعت حرب بالدور الاقتصادى لصناعة الأفلام فوافق على الفور.

وكان افتتاح ستوديو مصر عام ١٩٣٥، وقد أسسه سالم على غرار ستديوهات الفن الكبرى فى العالم، وزوده بالمعدات والكاميرات، وكان فيلم "وداد" لسيدة الغناء العربى باكورة أعمال ستوديو مصر.

غير أن سالم سرعان ما قدم استقالته المسببة عن إدارة "ستوديو مصر"، إثر انتاجه لفيلم سياسى حمل اسم"لاشين"، وتدور أحداث الفيلم عن شعب قام بثورة ضد الحاكم المستبد، ما اعتبر إسقاطا على الملك فاروق، وإزاء رفضه تغيير نهاية الفيلم قدم سالم استقالته.

دخل سالم تجربة الإنتاج السينمائى الخاصة به، والتى حملت اسم "أفلام نفرتيتى"، وكانت أول أفلامه "أجنحة الصحراء" مع راقية إبراهيم عام ١٩٣٩، والذى حمل أصداء من سيرته الذاتية، حيت تدور قصة الفيلم عن طيار عاشق، تتوزع خواطره بين المهنة والحب، اللافت فى هذا الفيلم، أن سالم أضحى من أوائل فتيان الشاشة جنبا إلى جنب مع يوسف وهبى، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وقد ظهر معه فى الفيلم ثلاثة من كبار الفنانين الذين أصبحوا فيما بعد فتيانا للشاشة، هم أنور وجدى، وحسين صدقى، ومحسن سرحان.

قدم أحمد سالم بعد ذلك عشرة أفلام أخرى، كانت تتسم بالناحية الاجتماعية التى تبرز سلبيات المجتمع آنذاك، لكن أشهر أفلامه على الإطلاق، كان مع قيثارة الغناء ليلى مراد، وهو فيلم"الماضى المجهول" بالمشاركة مع بشارة واكيم وفردس محمد عام ١٩٤٥، وغنت فيه ليلى مراد عددا من أغانيها الخالدة لعل أبرزها "سلم على" و"أنا قلبى خالى".

المثير هنا هو كم مؤلفى وملحنى تلك الأغنيات، فعلى رأس الشعراء جاء أبو السعود الإبيارى، وأحمد رامى، وحسين السيد، وجليل البندارى، ومأمون الشناوى، أما الملحنون فعلى رأسهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطى، ومحمد فوزى، وعبدالحليم نويرة.

وقد تقاضى أنور وجدى مبلغا ضخما نظير فك الاحتكار، كى تشارك ليلى مراد بطولة الفيلم مع أحمد سالم.

أما آخر أفلام أحمد سالم، فقد كان "دموع الفرح"، والذى شاركته بطولته زوجته مديحة يسرى، وقد عُرض الفيلم عام ١٩٥٠، بعد وفاة أحمد سالم.

فاضت حياة هذا "الدنجوان" أو "اللورد"، كما وصفته سمراء النيل فى حوار إذاعى لها، بالعديد من العلاقات الغرامية، حيث ارتبط بأشهر وأجمل نجمات السينما، مثل أسمهان، وكاميليا، وتحية كاريوكا، والممثلة أمينة البارودة، حفيدة شاعر الثورة العرابية محمود سامى البارودى، ومديحة يسرى.

وكانت نهاية معشوق النساء غريبة الأطوار مثل حياته، ففى إحدى ليالى عام ١٩٤٤، وقبل أشهر من مقتل أسمهان التى تزوجها سالم لنحو عام، دار شجار بين سالم وأسمهان فهددها بمسدسه، فاستدعت الشرطة، لتدور مناوشة بين سالم وضابط شرطة، أسفرت عن رصاصة طائشة استقرت فى صدر سالم، لكنها لم تودى بحياته، وظلت الرصاصة كما هى ٥ سنوات، ظل فيها سالم يشعر بآلام متباينة فى قلبه، فقرر حينها أن يجرى عملية بالقلب، وكانت تلك العملية أشبه بأول عملية للقلب المفتوح، لكنها باءت بالفشل، ليتوفى أحمد سالم فى العاشر من سبتمبر عام ١٩٤٩.


..

..

..

..

..

..
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة