قالت الفنانة وفاء عامر، إنها تفكر حاليًا في تقديم مسلسل سيرة ذاتية، والتي سبق أن قدمته عن الراحلة تحية كاريوكا، من خلال مسلسل في طور الكتابة حاليًا يتناول شخصية سميرة موسى من إنتاج شركة محمد فوزي.
موضوعات مقترحة
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أنها دائما أبحث عن الدور الجيد والشخصية الجديدة التي تضيف إلى رصيدي الفني، فوفاء عامر تعيش مرحلة جديدة من مشوارها الفني تعتبرها أولى مراحل النضج خاصة بعد تمردي على نوعية الأدوار السابقة التي حصرني فيها بعض المخرجين، والآن أمتلك القدرة على اختيار أعمالي، وبالتالي لن أقبل القيام بأي عمل فني لا أقتنع به، ولن أقدم أي تنازلات.
وأكدت الممثل لديها هو مجموعة من التراكمات والخبرات المختزنة داخل العقل يستدعيها في أي وقت أمام الكاميرا، لذلك فأنا تركيبة فنية من الصعب قراءتها، ودائما لا أسعى إلى أن أكون مساحة فارغة في كتاب ولكني أسعى إلى أن أكون إنسانا مؤثرا في المجتمع.
وأوضحت أنه من الأهمية وجود عمل فني عربي موحد يضم مجموعة من الفنانين العرب، ذو مصداقية يناقش قضايا الواقع ويبتعد عن الأحلام، لذلك فإنها تحمل على عاتقيها الدعوة إلى التوحد وعدم الفرقة بين أبناء المجتمع العربي، شعارها فيه حب الأسرة والوطن، لأن الحب هو بداية التصالح وصولا إلى الإصلاح، موجهة رسالة للجمهور بأنها لن تقدم عملا إلا أن كان معبرا بشكل حقيقي عن الناس، وأن الجمهور يسعى دائما نحو العمل الجيد الذي يعبر عنه لذلك فإن وفاء عامر، ترفض تمرير أعمالا رديئة تحت مُسمى "الجمهور عاوز كدا"، قائلة "أعتقد أن القضايا العربية والمجتمعية لم تغب عن الشاشة إلا أنني لا أنكر ربما غابت عن بعض الأعمال التي عُرضت مؤخرًا".
وأضافت " منهجيتي في التمثيل تعتمد على إحساسي بالدور، وما يحتاجه لذلك فأنا لا أسير وفق منهج تمثيلي محدد لأن الأدوار وإن تشابهت في المهنة لا تتشابه في التجارب الحياتية والنشأة وغيرها من متغيرات الحياة، لذلك اعتمد على قراءة كل دور بشكل خاص حتى أرسم لكل شخصية ما يتناسب مع الخيوط التي كتبها المؤلف وما يتوافق مع العمل ككل.
تجد أن الصدق في الأداء هو ما جعلها تدخل منطقة نادرة في التمثيل تُسمى السهل الممتنع، لذلك فإن وفاء عامر نجحت في جذب أنظار الجمهور العربي إليها من خلال شخصيتها في مسلسل الطوفان من إخراج خيري بشارة.
وأكدت أن شخصية منيرة في "الطوفان" هي قريبة جدا من وفاء عامر مع الاختلاف الفكري والاجتماعي، فمنيرة هي سيدة نجدها في كل منزل داخل الوطن العربي ربما تختلف في الشكل لكنها تشبه الكثيرات من حيث الصفات والمبادئ، وهي تعبر عن القيم الموجودة داخل الأسرة العربية التي ربما تناسيناها ولكنها مازالت موجودة ولم تندثر.
قضايا المرأة تُعتبر إحدى شواغل وفاء عامر الفنية ولكنها تجد أن المرأة ليست قالب جامد أو شكل واحد يمكن الاكتفاء بالتعبير عنه من خلال عمل أو اثنين، فهناك متغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية نجد فيها العنصر النسائي حاضر وبقوة، لذلك فإنني أحاول من خلال التنوع في الأدوار أن تكون قضايا المرأة مطروحة.
ولو لم أكن فنانة مهمومة بمشكلات مجتمعي ما بادرت بقبول مختلف الأدوار التي قدمتها على الشاشة واكتفيت بجمع الأموال من خلال أدوار تلقى رواجا بين الناس دون مضمون يُعبر عنهم وعن قضاياهم الواقعية.
يظهر عند وفاء عامر جانبا كوميديا من خلال تفاعلاتها اليومية، عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك " ثم بأدائها لشخصية منيرة في مسلسل الطوفان، لكنها ترى أن الكوميديا لم تكن أحد اهتماماتها داخل المسلسل بقدر ما كان تركيزها على الشخصية وتحولاتها في إطار الأحداث، ومع ذلك لن تتردد في قبول أي عمل كوميدي يعتمد على الموقف وليس الابتذال لمجرد الضحك.
ولفتت إلى أن القضية المجتمعية هي أحد شواغلها فبالتالي لا تجدها منفصلة عن الموقف السياسي، وأن الفنان هو طرف محايد احتراما للاتجاهات المختلفة للجمهور، ولكن يظل الفنان هو عنصر مؤثر في المجتمع وبالتالي فإن التعبير عن الرأي الصادق سيصل للجمهور ويبقى الاحترام المتبادل في النهاية.
وأشارت إلى أنها كثيرا ما تتنازل عن المادة من أجل العمل الذي يحترم عقلية الناس ويتفاعل معه الجمهور، بما يُضيف إلى مكتبتي الفنية ويؤرخ لمشواري في الوسط الفني، مدللة على ذلك بأعمال مثل جبل الحلال مع الراحل محمود عبدالعزيز وفيلم "كف القمر".
وأوضحت أن الابتعاد عن الرواية فنيا يرجع إلى غياب تلك النوعية التي تُعبر عن الحياة والمتغيرات الراهنة داخل المجتمعات العربية، لذلك عندما تظهر رواية تتماس مع هذه المتغيرات فإن صُناع الفن يُسارعون إلى ترجمتها على الشاشة.
وأكدت أن لديها محظورات فنية فرضتها حياتها الزوجية والأسرية، لذا من الصعب عليها أن تجسد دور إغراء مثلما كانت في البداية، ليس تقليلا أو خوفا، ولكن بحسب ما قالته لـ"بوابة الأهرام"، إنها أم وزوجة إلى جانب المرحلة العمرية نفسها، كلها عوامل أوجدت لديها رغبة في أن تترك ميراثا فنيا متنوعا ينشغل بالناس أكثر.
تفتخر وفاء عامر كثيرا بحالة الثناء التي تتمتع بها كلما قدمت عملا يقترب من الناس، لذلك اتخذت وعدا على نفسها أن تظل هكذا، قائلة" يكفيني حب الناس وتقديرهم لما أقدمه"، لذلك فهي تنأى بنفسها عن صراعات الوسط الفني وفقا لفلسفة شخصية تؤمن بها لخصتها في" إما أن تبني لترتقي أو تحفر في أعماق الكراهية والصراعات لتنزوي."
وترى" عامر" أن البطولات الجماعية ليست بداية الإصلاح الفني فقط ولكنها أيضا تصل للإصلاح المجتمعي لأنه بات من الضروري أن نعتمد على العمل الجماعي تتشابك أيدينا وأهدافنا من أجل النجاح، للارتقاء بالأسرة الفنية خاصة والعربية عامة قائلة "يد الله مع الجماعة".
وبالنسبة لها التجارب الشبابية هي سلاح ذو حدين إما أن تُعلن عن نفسها بشكل واضح أو تكون عبارة عن غثاء للسيل يضيع معه المال والجهد دون تأثير حقيقي، ذلك لا ينفي وجود عناصر استطاعت أن تحقق ذاتها بتقديم أعمالا مميزة.
وظهور مواسم عرض جديدة خارج الإطار الرمضاني تفسره وفاء عامر بأنه يرجع إلى تقديم مسلسلات جيدة الصنع والمضمون ما يجعل الأسرة العربية تلتف حوله، ولكن إن كان هناك مسلسلات دون المستوى فذلك لن يُجدي نفعا.
تقترب وفاء عامر حاليًا على الانتهاء من تصوير دورها في فيلم "كارما" مع المخرج خالد يوسف وأيضا مسلسل السر من إخراج محمد حمدي.
ولم تقرر حتى الآن، العمل التي ستخوض به الماراتون الرمضاني المقبل، فهي إن لم تجد ما يُضيف إليها وللناس فلن تظهر على الشاشة الرمضانية وستكتفي بأن تلتزم منزلها تجني ثمار ما حققته من نجاحات لأعمالها الحالية.