رغم العلاقة الطويلة التي جمعت بين النجم علي الحجار ومهرجان الموسيقى العربية على مدار ستة وعشرين عامًا مضت، إلا أن حفله ليلة أمس يبقى استثنائيًّا على مدار مشواره الفني، والأكثر اختلافًا وتميزًا، والذي يعد واحدًا من أهم الحفلات التي قدمت بالدورة الحالية وشهدت حضورًا جماهيريًا لافتًا مليئًا جنبات المسرح الكبير كاملًا.
موضوعات مقترحة
ولعل حفل الأمس أيضًا، أزاح ما أفسده حفل العام الماضي، والذي بدى عليه عدم التنظيم لحد كبير، ليضع الحجار به بصمة لا تسقط من ذاكرة الجمهور الذي حضر حفله، وتبقى مخلَّدة بأرشيفه الفني.
وهناك العديد من الملحوظات على حفل الحجار بالأمس، ترصدها "بوابة الأهرام" في التقرير التالي:
للمرة الأولى تقدم الفرقة الموسيقية المصاحبة للفنان، فاصل موسيقي من أغانيه كعزف يسبق صعوده، وتقديمه الفاصل الغنائي الخاص بحفله، وهي لفتة ذكية من الحجار والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو محمد الموجي، أضفى بها طابع جديد على حفله من ناحية، ومهد لجمهوره صعوده على المسرح حيث تذكيرهم بمجموعة من أغانيه التي لم يقدمها في حفله ومنها "متمنعوش الصادقين" من تتر مسلسل "أبو العائلة البشري".
البرنامج الغنائي الذي اختاره الحجار بالأمس، كان مميزًا وغير تقليدي بالنسبة لحفلات السابقة؛ حيث استغنى عن تقديم بعض الأعمال التي اعتاد الجمهور على سماعها بحفله منذ سنوات طويلة منها بوابة الحلواني، عّم بطاطا.
للمرة الأولى يتزامن موعد حفل الحجار، مع طرح ألبومه الجديد الذي صدر بالأسواق أمس الأول بعنوان "ما تاخذي بالك"، وقدم منه أغنية واحدة هي "جوه حضني"، وإن كان ذكاء الفنان هنا يجعله لا يغامر بتقديم عددكبير من أغنيات الألبوم الذي لم يستمع إليه عدد كبير من الحضور الذين جاءوا بالأساس للاستمتاع بأعماله التراثية.
ونظرًا للارتباك الموسيقي الذي بدى في حفل الحجار العام الماضي، والذي شاركته فيه فرقته الموسيقية فقط، فقد أختار الحجار أن يمزج هذا العام بين فرقته وفرقة دار الأوبرا بقيادة المايسترو محمد الموجي، مما أعطى ثراءً موسيقيًا ونقاءً بالصوت طفى الفخامة على الحفل.
واستكمالاً للاختلاف الذي بدأ به حفل الحجار بالأمس، فان الفنان لم يعلن عن برنامجه الغنائي ضمن "النشرة" الخاصة بالحفل كنوع من المفاجأة لجمهوره.
ويفتتح الحجار حفله، بأغنية تتر مسلسل "الشهد والدموع" بخلاف "متمنعوش الصادقين" التي أكتفى بتقديمها ضمن الموسيقى المعزوفة لأعماله قبل صعوده على المسرح.
وللمرة الأولى أيضًا، خلال السنوات الأخيرة في حفل الفنان الكبير، يقدم تتر مسلسل "غوايش" والتي اندمج فيها الحضور بالغناء والتصفيق.
أبرز ما يميز حفل الحجار بالأمس ال "ميدلي" الذي قدمه بنهاية حفله، وقدم من خلاله العديد من الأغاني الوطنية التي تعد تراث في الأعمال الغنائية المصرية التي أثرت في الحركة الفنية منذ القرن الماضي، وتقديرًا منه واعتزازًا بالشهداء المصريين من الضباط والجنود الذين يذهبون بين الحين والآخر فداءً للوطن، ويقدم الفنان هذه الأعمال وسط دموعه التي كانت تبدو على صوته في بعض المقاطع التي يغنيها.
ومن بين الأعمال الوطنية التي قدمها الحجار في هذا الميدلي: "عدى النهار، بسم الله، شايلين في إيدينا سلاح، على الربابة، دولا مين، السلاح صاحي"، مختتمًا بـ "أحلف بسماها وبترابها"، هذه الباقة التي أشعلت حماس الجمهور وتفاعلهم بالتصفيق والغناء في نهاية الحفل.
المداعبات بين الفنان وجمهوره لم تتوقف في حفل الأمس، بين الأغنية والأخرى أبرزها قبل تقديمه لأغنية "على قد ما حبينا" والتي داعب الجمهور فيها بصوت خافت قائلًا: "دي كانت أولى أعمالي ١٩٧٧.. محدش يقول بس"، ثم قبل تقديم أغنية تتر مسلسل "الليل وآخره" والتي قام حينها عازف الكولة عبد الله حلمي بإعادة توقف الموسيقى بعدما بدأ عزف مقطع منها لتغيير الآلة، وهنا داعب الحجار جمهوره قائلًا: "معلش دا كان ليل تاني غير الليل وآخره".
ويقدم الحجار في حفله، تحية للموسيقار الراحل عمار الشريعي، والذي مرت ذكرى رحيله منذ أيام ثم التحية والاعتزاز بمشاركة الفنان الكويتي عبد الله الرويشد بالمهرجان.
وكما قدم الحجار في حفله قبل العام الماضي ابنة الموسيقار محمد الموجي، وهي فرح الموجي في عمر الرابعة عشر، تشاركه المطربة الصاعدة في تقديم أغنيتين بالأمس وسط مداعبات واحتفاء من الفنان لها، حيث قدما معًا أغنيتي في عتمة الليل، وبنت وولد
وقدم أيضا، باقة متنوعة من الأغاني منها قلب الليل، لما الشتا يدق البيبان، عدى النهار، تجيش نعيش، عارفة، مسألة مبدأ، ريشة، على قد ما حبينا وأخرى.
يبقي حفل الحجار بالأمس استنائيًا، في إطلالته بالمهرجان في سنواته الأخيرة، يحقق من خلاله نجاحات كبيرة تضاف لرصيد فني وتراث اجتمع على محبته الصغير قبل الكبير.
. . .