Close ad

ميشيل فاضل: سعيد لمشاركتي بمهرجان الموسيقى العربية لأنه خارج الوساطة وحسابات المال.. والعالم يحسدني على فيروز

11-11-2017 | 19:47
ميشيل فاضل سعيد لمشاركتي بمهرجان الموسيقى العربية لأنه خارج الوساطة وحسابات المال والعالم يحسدني على فيروز ميشيل فاضل
حوار - سارة نعمة الله

من الصعب أن يحفر الموسيقي لذاته مكانة خاصة على الساحة الفنية في الوقت الذي سادت فيه ثقافة الأغنية الهابطة ذات المستوى المنحدر سواء على مستوى الصوت أو اللحن أو الكلمة، ومن الأصعب أن ينجح العازف في الحفاظ على هوية الموسيقى العربية التي تنتمي نشأته لها وتطوعها بمزيد من الثقافات الموسيقية الغربية بشكل يحترم فيه ذوق المستمع.

موضوعات مقترحة

ميشيل فاضل ذو الأصول اللبنانية هو واحد من أشهر عازفي البيانو بالمنطقة العربية، يتمتع رصيده الفني بالعديد من الأعمال التي تحمل ثقافات وتعاونات مختلفة مع كبار النجوم على رأسهم السيدة فيروز الذي أصبح البيانات الخاص بها منذ عام ٢٠٠٣ والذي بات يرافقها بجميع حفلاتها بالإضافة للعديد من النجوم ومنهم جوليا بطرس وكاظم الساهر وماجدة الرومي، بجانب بصمته الواضحة التي كان يضفيها على عدد من برامج المواهب الشهيرة ومنها "آراب آيدول" ومن قبلها "ستار أكاديمي".

يقابل البيانات الشهير جمهوره اليوم في حفل موسيقي يجمعه بأوركسترا القاهرة السيمفوني بدار الأوبرا المصرية، حيث مشاركته بمهرجان الموسيقى العربية، وفي هذا الصدد التقت "بوابة الأهرام" العازف الشهير وكان معه هذا الحديث الذي تحدث من خلاله عن خلفيته الموسيقية، وتعاونه مع السيدة فيروز ومشاركته بالمهرجان للمرة الأولى وتفاصيل أخري بهذا الحوار على لسانه..

"أشعر بفخر كبير لمشاركتي بالمهرجان في دورته الـ ٢٦، وبداية معرفتي بالدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس الأوبرا والمهرجان كانت من خلال إحدى حفلاتي بلبنان التي حضرتها عام ٢٠١٣ وحينها قالت لي إنني سأكون معها بالدورة القادمة ومنذ وقتها أصبحنا على تواصل معًا لحين جاءت الفرصة لمشاركتي هذا العام.

والحقيقة أن فخري يزداد لمشاركتي هنا بمصر والأوبرا تحديدًا لأن هنا لا توجد وساطة للدخول ولا يوجد من يقوم بدفع الأموال فلابد أن من يشارك يدرس ملفه جيدًا ويستمع لأعماله وإذا كان جيدًا يكون له فرصة المشاركة، وشعرت بسعادة كبيرة بعد مخاطبة المهرجان لي لأنهم باتوا يعرفون جيدًا أنني على قدر المسئولية التي وضعوني بها.

في حفل اليوم، استعديت لتقديم موسيقى أتمنى أن تنال ذوق المستمع وطبيعته، ورغم أنني قدمت ما يقرب من خمس أحضر موسيقى أتمنى أن تنال إعجاب الجمهور لأنني في الحقيقة لا أعرفه ، صحيح قدمت بمصر ثلاث أو أربع حفلات بمصر لكنها كانت خاصة لذلك لا أعرف طبيعة مستمعي الأوبرا مما جعلتني أقدم برنامجا يجمع بين أعمالي الخاصة وبعض من موسيقى العمالقة الكبار.


منذ عام ٢٠٠٦ وأنا أسجل أعمالا لي بمصر، ولكن لم أتابع حالة المهرجان تفصيلًا إلا من خلال مواقع السوشيال ميديا مثل "تويتر"، وسبق وعرض علي المشاركة به إلا أن وجودي بفرنسا أحال ذلك حينها والحقيقة أشعر بسعادة أكبر لأنني سأتعامل الليلة مع أوركسترا القاهرة السيمفوني الشهير، وبالأمس ألقيت نظرة على صالة المسرح الكبير ووعيت جيدًا بقيمة المهرجان لدى الجمهور حيث الحشد الكبير الذي رأيته بنفسي.

بالفعل لدي خلفية كلاسيكية في الموسيقى صاحبتني منذ الصغر والسبب فيها والدي الذي علمني ذلك بصفته أستاذا للموسيقى ، وحصلت في عمر الخامسة عشر على المركز الأول بلبنان في الموسيقى الكلاسيكية ثم سافرت باريس لاستكمال دراستي في التأليف والتوزيع الأوركسترالي وأصبحت أعشق الأوركسترا ثم ذهبت لبرنامج "ستار أكاديمي" ووزعت ألبوما للفنانة الكبيرة جوليا بطرس والتي كانت يجمعني صداقة بشقيقها.

عملي في برنامج "ستار أكاديمي" جعلني أتعرف كل جمعة على ثلاثة فنانين وهذا درس جديد لي لأنني لم يكن لدي أي أسطوانة بالعالم العربي فى الوقت الذي كان لدي فيه بفرنسا ما يقرب من أربعة آلاف سي دي، ومنذ عام ٢٠٠٣ أصبحت بيانسيت مع السيدة فيروز ورافقتها في حفلتها الأخيرة التي قدمتها في ٢٠١٤، ٢٠١٥.

علاقتي بفيروز لا يمكن اختزالها في كلمات قليلة، فالعالم كله يحسدني على تعاوني معها، ولا يوجد بالعالم تفاعل في حفلة مثل الحالة التي يشعر بها الموسيقيين مع السيدة فيروز، والحقيقة أن كل هذا منحني خبرة الجمع بين الذوق الشرقي مع تطويعه بالموسيقى الكلاسيكية الغربية في أعمالي.

الموسيقى الشرقية أكثر ثراءً لأنها تحمل مقامات وإحساس أكثر وتخترق القلوب بصورة أكبر، وفكرة المزج بين الاثنين يعطي شكلًا مختلفًا للأوركسترا، والبيانو هو الأوركسترا في حد ذاته ونستطيع من خلاله أن نعرف كيف نعطي من وأي وقت وكيف نخرج بعمل جيد.

والحقيقة أن البيانو تحرر كثيرًا وأنا شخصيًا أعتبره المخدر الجيد الخاص بي، فحينما أفرح أو أحزن أو يكون لدي أي مشاعر أذهب لأترجمها من خلاله وأنا أعزف ليس من أجل المال بل من أجل تقديم قيمة موسيقية تستمر وتترك أثرًا.

جميع الفنانين المصريين أصدقاء لي وسبق وتعاونت مع أنغام وشيرين عبد الوهاب وبالتأكيد التعاون مع غيرهم سيأتي مستقبلًا حينما يريدون ويطلبون هم ذلك لأنني بحياتي من المستحيل أن أهاتف فنانا وأقول له "عندي لحن جيد".

منذ أن قدمت حفلتي بلبنان مع زوجتي في ٢٠١٢ وكان معي ١٠٠ شخص من العازفين ودعوت حينها جميع أصحابي منهم مروان خوري، زياد بطرس، أليسا، كارول سماحة، وائل كفوري، واظبت بعدها على هذا الأمر، حيث قدمت بعدها بشهرين حفلة بلبنان، بعدها شاركت في مهرجان أبو ظبي ثم مهرجان البحرين، وأتمنى أن أنال أصداء جيدة في حفل اليوم.

لم أفكر إطلاقًا في الغناء فأنا أفضل التركيز في موهبتي الموسيقية، حتى وإن كان الكلام هو الذي يصل سريعًا لأذواق الجماهير ولا أحد ينكر أن الموسيقى صعبة وتطلب جمهور معين فمن الصعب أن يذهب أحد من الحضور لشراء تذاكر لحفلة موسيقية لكن المميز فيها يفرض ذاته بالدليل حفلات الموسيقار الكبير عمر خيرت والتي تكون دائمًا  كاملة  العدد "فول كومبليه".


الحالة العامة في الموسيقى اللبنانية بها الجيد والرديء، فهناك كثير من المجهولين الصغار يفرضون أنفسهم على الساحة مقابل الأموال التي يدفعونها للإذاعات التي لا أستمع إليها بسيارتي الخاصة ولكن حينما تذهب أموالهم يبقى الجيد وتسقط أعمال هؤلاء من الذاكرة ولاشك أنه وسط هذه الحالة عندما تقدم أعمال الكبار مثل فيروز، أم كلثوم، وآخرين يحمى هؤلاء ولا يبقى ذكر لهم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: